شتوتجارت وبايرن ميونخ | سراب الحذاء الذهبي.. تضحيات كين تبعده خطوة إضافية عن محمد صلاح

ساهم كين بشكل مباشر في عملية الضغط واسترجاع الكرات، لكن لم تتوقف مساهمات الإنجليزي عند الضغط فقط، بل امتدت لتشمل الأدوار التكتيكية في بناء الهجمات وصناعة الفرص لزملائه، في لقطة مؤثرة، قام كين بتحرك ذكي بالاتجاه نحو الجانب الأيسر من الملعب، وهو ما جذب معه مدافعي شتوتجارت، وأحدث خلخلة في الخط الخلفي للفريق المنافس.

هذا التحرك التكتيكي الفطن من كين أتاح مساحة ثمينة في قلب الملعب لمايكل أوليسي، الذي استغل الفراغ ببراعة وانطلق منفردًا بالمرمى، مُسجلًا هدف التعادل لفريقه.

هذا الهدف يؤكد على الوعي التكتيكي الكبير الذي يتمتع به كين وقدرته على التأثير حتى بدون تسجيل الأهداف مباشرة.

تميز أداء كين في هذه المباراة بالانضباط التكتيكي العالي، خاصة في عملية الضغط المتقدم على دفاع شتوتجارت، وفي لقطة مفصلية، قام كين بضغط قوي ومُحكم على حارس مرمى شتوتجارت، مما أربك الحارس ودفعه لارتكاب خطأ تحت الضغط.

استغل لاعب الوسط ليون جوريتسكا هذا الخطأ بشكل مثالي، وتمكن من تسجيل هدف التقدم لصالح بايرن ميونخ، لتصبح النتيجة هدفين مقابل هدف.

هذا الهدف يُحسب بشكل كبير للضغط الذكي الذي مارسه كين وإغلاقه لزوايا التمرير أمام الحارس، والذي يُظهر جانباً آخر من جوانب لعبه المتكامل.

على الرغم من هذه المساهمات المؤثرة في أهداف فريقه، تظل هذه التحركات والتضحيات التكتيكية غير مُجدية بشكل مباشر في سباق هاري كين نحو جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي.

فبالنظر إلى أرقامه الفردية في مباراة شتوتجارت، يتضح أنه كان لاعباً فعالاً طوال المباراة، سدد كرتين على المرمى، إحداهما ارتدت وسبقت الهدف الثاني لجوريتسكا، بالإضافة إلى تسديدة أخرى تصدى لها الدفاع، مما يعكس سعيه الدائم للتسجيل.

كما لم يتردد في محاولة المراوغة ونجح في واحدة، وقدم تمريرة مفتاحية في محاولة لخلق فرصة تهديفية، وإن لم ترتقِ هذه المحاولة لفرصة خطيرة بالمعنى الحقيقي.

ودفاعيًا، لم يغب دوره، حيث قطع كرة ومنع تسديدة، وفاز في التحامين من أصل ثلاثة، في إشارة إلى انخراطه في جوانب اللعب المختلفة.

إلا أنه في المقابل، فقد الاستحواذ تسع مرات، وهي إشارة لبعض المخاطرة في لعبه أو الضغط الذي تعرض له، كل هذه الأرقام، وإن عكست نشاطه في الملعب، لا تقارن بالحصيلة التهديفية التي يحتاجها للفوز بالحذاء الذهبي، والذي يتصدره النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الحالي، بفارق كبير يصل إلى ثماني نقاط كاملة عن أقرب منافسيه.

يتمتع صلاح بفرصة أكبر لتسجيل المزيد من الأهداف في مباريات الدوري الإنجليزي الذي يُعرف بغزارته التهديفية وتنافسيته العالية مقارنة بالدوري الألماني بالإضافة إلى عدد المباريات الأكبر.

طبيعة مباريات الدوري الإنجليزي تمنح صلاح فرصًا متزايدة للتسجيل، مما يعزز موقعه في صدارة سباق الحذاء الذهبي. في المقابل، مجهودات كين، على الرغم من قيمتها الكبيرة للفريق، قد لا تكون كافية لتجاوز هذا الفارق الكبير في سباق الجائزة الفردية الأهم للمهاجمين في القارة العجوز.

باختصار، قدم هاري كين أداءً متكاملًا وقيمًا ضد شتوتجارت، تجلى في مجهوده الهجومي والضغط الذكي والتحركات التكتيكية المؤثرة.

وعلى الرغم من عدم تسجيله للأهداف بشكل مباشر، إلا أن بصمته كانت واضحة في أداء فريقه وتحقيق الانتصار، ومع ذلك، تبقى هذه المساهمات غير كافية لتقليص الفارق في سباق الحذاء الذهبي مع محمد صلاح، الذي يتمتع بوضع أفضل في الدوري الإنجليزي.