simone inzaghisocial gfx

البدايات المرتبكة تصنع المجد .. لا تظلموا إنزاجي يا جمهور الهلال ولكم في كلوب وجوارديولا عبرة!

لم تكن بداية المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي مع نادي الهلال مثالية كما ينتظرها الجمهور، بعدما تعثر الفريق وفقد الصدارة في أول 3 جولات فقط ببطولة دوري روشن السعودي، لتتعالى الأصوات التي تُطالب بضرورة التخلص من مدرب إنتر السابق!

كل ما في الأمر أن الهلال تعادل في 3 مباريات منهم التعادل ضد ريال مدريد بهدف لمثله، وخسر مواجهة واحدة في ربع نهائي كأس العالم للأندية على يد فلومينينسي البرازيلي، بينما فاز في 6 مواجهات، ولكن إجماليًا الأداء حاليًا لا يُقنع جماهير الزعيم التي كانت تتطلع للأفضل.

ولكن إذا نظرنا إلى الخلف، وقمنا بتحليل نتائج إنزاجي مع الفرق التي تولى تدريبها، سواء لاتسيو أو إنتر، سنجد أن البدايات المثالية ليست في "فهرس" سيموني، الذي دائمًا ما يحتاج للوقت حتى ترى الفريق الذي يدربه ينُفذ خططه ويعتاد على أسلوبه.

  • Al Ahli v Al Hilal - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    بداية الهلال أفضل من لاتسيو وإنتر

    إذا نظرنا لنتائج إنزاجي مع لاتسيو، تجد أن البداية غير مقنعة، حيث لعب أول 10 مباريات، تعرض لهزيمتين وتعادل في 3 مواجهات، وفاز في 5، ولكنه بعد ذلك قام ببناء فريق قوي، توج معه بكأس إيطاليا ثم السوبر.

    والغريب في الأمر، أن بداية سيموني مع إنتر، هي نسخة طبق الأصل مما قدمه مع لاتسيو، حيث حقق الفوز في 5 مباريات فقط من أصل 10، وتعادل في 3 وخسر مباراتين، وبعدها سيطر على المشهد محليًا، وقاد الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، ولكن لم يُحالفه الحظ.

    نستخلص من هذا الأمر، أن البداية البطيئة هي جزء من مسيرة إنزاجي التدريبية، فهو يحتاج دائمًا للوقت والدعم الكافي من إدارة ناديه، وأيضًا من الجماهير لتنفيذ أفكاره، ومن ثم تحقيق النتائج والأداء المنتظر.

  • إعلان
  • Fluminense FC v Al-Hilal: Quarter Final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    فلسفة إنزاجي التكتيكية

    اعتاد سيموني في مسيرته على طريقة لعب 3-4-3 ومشتقاتها، وذلك مع التركيز على الأطراف والتحولات، وهذا ما لم يعتد عليه نجوم الهلال، ولذلك اضطر المدرب الإيطالي هنا إلى اللعب بطريقة الزعيم وهي 4-2-3-1 التي اعتاد عليها.

    وظهرت مع بداية الموسم بعض المشاكل الفنية، أبرزها تقييد حركة لاعب الوسط البرتغالي روبن نيفيش، ومنحه بعض التعليمات بالتواجد بين الثنائي قلبي الدفاع حسان تمبكتي وخاليدو كوليبالي، وهو الأمر الذي تسبب في وجود مشكلة في خط وسط الفريق، وعانى بسببها أمام القادسية وأيضًا الأهلي.

    ويعتمد أسلوب إنزاجي على الانضباط والانسجام بين الخطوط، وهو الأمر الذي لا يتحقق سريعًا في أي فريق سيتولى تدريبه، ولذلك فإن المدرب الإيطالي يحتاج للوقت من أجل الوصول للمستوى المنتظر من جانب جمهور الزعيم.

    الاستعجال على تقديم الهلال أفضل ما لديه مع إنزاجي ليس في مصلحة الفريق الأزرق، فالصبر على سيموني لتنفيذ طريقته مع الفريق هو الحل الأمثل والأكثر عقلانية.

  • Fluminense FC v Al-Hilal: Quarter Final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    تحديات صعبة أمام المدرب الإيطالي

    سيموني إنزاجي أمامه الكثير من التحديات الصعبة والحقيقية التي يواجهها مع الهلال، أولها الإصابات بسبب تلاحم الموسم للزعيم، لعل آخرها وأكثرها تأثيرًا هي إصابة البرازيلي مالكوم فيليب، الذي يعتمد عليه سيموني بصفة أساسية.

    التحدي الثاني هو ضغط المباريات الذي يُعاني منه الهلال محليًا وقاريًا منذ بداية الموسم، خاصة وأن الفريق يلعب في دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، وشارك في كأس العالم للأندية قبل بداية الموسم، ويلعب الفريق أيضًا في دوري أبطال آسيا للنخبة.

    ضغط المباريات يجعلنا نعود إلى التحدي الأول، وهو الإصابات والإجهاد الذي يُعاني منه اللاعبين، وكانت البداية عند مالكوم، كما تعرض في آخر المباريات داروين نونيز وروبن نيفيش لإصابات عضلية بسيطة، ونحن مازلنا في بداية الموسم!

    كما تسلم إنزاجي لاعبي الهلال وهم منهكين بدنيًا، بعدما استنزفهم المدرب البرتغالي جورج جيسوس، الذي لم يقم بالتدوير بين اللاعبين، وتسبب في إصابات عضلية.

  • FBL-WC-CLUB-2025-MATCH54-CITY-HILALAFP

    تجارب كلوب وجوارديولا أبرز دليل

    ولكم في تجربة المدرب الألماني يورجن كلوب مع ليفربول أبرز دليل، بعدما تولى مسؤولية الفريق عام 2015، ولكنه احتاج لمواسم طويلة حتى يُنفذ أفكاره، ويعد الفريق بشكل جيد وجعله قادرًا على التتويج بالبطولات.

    كلوب بدأ في جني ثمار ما زرعه على مدار 4 سنوات في عام 2019، حينما حقق الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا 2018-19، بالإضافة إلى الوصول للنهائي مرتين، ومن ثم حقق العديد من البطولات المحلية، وأصبح أبرز المنافسين عليها حتى الآن.

    وعلى الجانب الآخر، المدرب الإسباني بيب جوارديولا، احتاج لموسم كامل من أجل تنفيذ أفكاره مع مانشستر سيتي، مع الدعم الكبير الذي وجده من جانب إدارة ناديه وجماهيره، ليُصبح السيتي واحدًا من أفضل وأقوى الأندية في العالم خلال السنوات الأخيرة.

  • هذا ما ينقص الهلال مع إنزاجي

    الخلاصة هنا أن جمهور الهلال لا يُريد الانتظار حتى يُشاهد جميع أفكار إنزاجي يتم تنفيذها على أرضية الملعب، فالحكم على البدايات أمر غير معقول، كما أن الشواهد التي تحدثنا عنها تؤكد أن المدرب الإيطالي يحتاج للوقت والدعم فقط، من أجل تقديم ما ينتظره الجميع.

    الهلال يمتلك الأدواء والنجوم والبيئة التي تتيح لإنزاجي التألق وتقديم أفضل ما لديه مع الفريق، ويتبقى فقط الصبر والدعم المستمر حتى لو تعثر الفريق مرات أخرى خلال الفترة المقبلة، لتحقيق المراد وهو السيطرة على جميع البطولات، وتقديم المستوى المنتظر.