سيلتا فيجو وبرشلونة | عقاب هانز فليك سيكون قاسيًا.. وجافي كان محقًا بشأن مبابي!

قبل أشهر خرج بابلو جافي في تصريح صحفي مثير للجدل عندما تم سؤاله إذا ما كان يخاف من انضمام كيليان مبابي إلى صفوف ريال مدريد، فكان رده إن برشلونة لديه رافينيا.

نال جافي الكثير من السخرية في ذلك الوقت، بسبب الفارق الواضح بين إمكانات الفرنسي والبرازيلي وكون لاعب باريس سان جيرمان السابق أفضل على عدة مستويات.

لكن أثبت بداية الموسم الجاري أن جافي لم يستحق أي سخرية في ذلك الوقت، فرافينيا يقدم مستويات هي الأفضل في الدوري الإسباني لو تمت مقارنته بمبابي.

سجل رافينيا ثمانية أهداف دون أي ركلة جزاء، وقدم ست تمريرات حاسمة، ودوره الفني في الملعب أكثر تكاملًا من الفرنسي، حيث سجل لبرشلونة الليلة الهدف الأول ضد سيلتا فيجو وكانت بداية الهدف الثاني من عنده عندما قطع كرة هامة في منتصف الملعب ونقل الهجمة سريعًا لليفاندوفسكي الذي سجل بعد عدة أخطاء دفاعية.

في المقابل يلقى مبابي الكثير من الانتقادات، حيث لم يظهر نصف مستوياته مع باريس في صفوف ريال مدريد، وكل ما سجله هي ستة أهداف، نصفهم من ركلات جزاء.

كان إينياكي بينيا مرة أخرى في الموعد والمكان المناسب لينقذ برشلونة حيث منع سيلتا فيجو من التسجيل في أكثر من مناسبة.

بعض تلك المناسبات كانت عندما أشارت النتيجة للتعادل دون أهداف، وبعضها عندما كان يتقدم برشلونة بهدف والبقية عندما كان الفريق الكتالوني متقدمًا بهدفين نظيفين، وعندما كانت النتيجة تشير للتعادل بهدفين لكل فريق.

كل تلك الكرات التي تصدى لها بينيا بين انفرادات ومحاولات خطيرة على المرمى تجعل جماهير برشلونة تفكر إذا ما كانت إصابة تير شتيجن قد جاءت في موعدها حتى يظهر بينيا بهذا الشكل المميز.

تتسائل جماهير النادي الكتالوني حاليًا إذا ما كان يجب أن يلعب تير شتيجن أساسيًا عندما يعود، وتسأل نفسها إذا ما كان التعاقد مع فويتشيك شتشيسني ضروريًا.

عرف سيلتا فيجو جيدًا كيف يستطيع أن يكسر خط التسلل المتقن الذي قام برشلونة بتنفيذه، فمدرب الفريق صاحب الأرض كان لديه كل الوقت لدراسة الفريق الكتالوني ومعرفة كيف يتفوق عليه في ذلك الجانب.

لولا تألق الدفاع وحارس المرمى الكتالوني وترجمة رافينيا وليفاندوفسكي للفرص القليلة التي أتيحت للفريق لأهداف، لكانت تلك المباراة قد خرجت بنتيجة مغايرة.

ربما قد حان وقت تغيير قناعات المدرب هانز فليك فيما يتعلق بخطة مصيدة التسلل، وربما عليه ألا يلجأ لها أمام كل الفرق وفي كل مباراة.

تعاني جماهير برشلونة كل مرة يتواجد فيها اللاعب جيرارد مارتين في أرض الملعب، والسبب والسر واضح، هو مشاكله الفنية العديدة وعدم قدرته على تنسيق تمركزه مع بقية الدفاع مما يعرض خطة مصيدة التسلل لخطر واضح.

لكن مارتين أوضح الليلة لماذا يصر عليه فليك، رغم مشاكله الأخرى وتهوره الذي كاد يطرده، إلا أنه أنقذ برشلونة أكثر من مرة من كرات أهداف محققة لأصحاب الأرض.

تسبب خطأ ساذج من اللاعب جول كوندي في قلب النتيجة على برشلونة بعد أن كان النادي الكتالوني يتجه نحو فوز مريح.

البداية كانت من طرد ساذج أيضًا على مارك كاسادو، الذي ترك برشلونة في آخر عشر دقائق دون لاعب محور في واحد من أصعب ملاعب الليجا.

ثم استقبل جول كوندي كرة باستهتار كبير أمام منطقة الجزاء ودخل بها قبل أن يتخلى عنها لفريق سيلتا فيجو ويأتي التعادل.

من جديد تسبب تمركز غير سليم من كوندي في كشف التسلل في كرة هدف آخر لسيتا فيجو نجحوا من خلاله في قلب النتيجة.

كل تلك الأخطاء لا يمكن مقارنتها بما قام به كوندي قبل أيام عندما تأخر عن تدريب برشلونة وعاقبه فليك بالخروج من التشكيلة الأساسية، هذه المرة ربما يكون العقاب أكبر بكثير.

انتهى برشلونة من مجموعة كبيرة من أصعب ملاعب الدوري الإسباني بعد مباراة الليلة، بعد أن لعب في المستايا ولا سيراميكا وألسادار وسانتياجو برنابيو وريال أرينا ضد سيلتا فيجو.

لا يبقى للنادي الكتالوني في الوقت الحالي إلا مباراة في سان ماميس ضد أتلتيك بيلباو وأخرى في الميتروبوليتانو ضد أتلتيكو مدريد، ويكون قد انتهى من كافة الملاعب الصعبة في الليجا ويتبقى له مباريات على أرضه ووسط جماهيره أو مواجهات أقل صعوبة خارج أرضه، عكس منافسه المباشر ريال مدريد.

ذلك الجدول الصعب الذي استطاع برشلونة تجاوزه متصدرًا يبشر جماهير النادي الكتالوني بالمزيد من الانتصارات وربما حسم مبكر للدوري الإسباني، بالأخص في ظل صعوبة المباريات المقبلة لريال مدريد وتراجع مستوى الملكي بشكل عام.