GOAL ONLY óscar mingueza gfxGoal AR

تألق مع سيلتا فيجو: رغم الهدف والصناعة.. منبوذ برشلونة غير مأسوف عليه!

عندما يلمع مدافع ويحصل على لقب رجل المباراة بعد أن سجل هدفًا وصنع آخر، وقدم تمريرات مفتاحية وصنع فرصة محققة للتسجيل، فإن العاصفة تبدأ حتمًا. 

هذا بالضبط ما فعله أوسكار مينجيزا، مدافع برشلونة السابق، في مباراة فريقه سيلتا فيجو أمام ليفانتي، لقد كانت ليلة مثالية للاعب الكتالوني، قدم فيها كل ما يُطلب من مدافع عصري؛ كان القائد في الخلف، والمنقذ في الأمام.

بمجرد إطلاق صافرة النهاية، بدأت الهمسات تتحول إلى أسئلة صريحة في بعض دوائر مشجعي برشلونة: هل أخطأ النادي بالتفريط فيه بهذه السهولة؟ هل هذا الأداء هو الانفجار الذي طال انتظاره، والذي يثبت أن لاماسيا كانت على حق، وأن الإدارة أخطأت التقدير؟ هل يوجه مينجيزا بهذا المستوى رسالة إحراج قاسية لناديه الأم؟

الإجابة، ورغم بريق اللحظة، هي لا قاطعة، بل إن هذا التألق الاستثنائي، وهذا اليوم الذي بدا فيه مينجيزا كأنه مزيج بين بيكيه وتشافي، هو في حد ذاته الدليل الأكبر على صواب قرار برشلونة بالتخلي عنه، وهو تأكيد صارخ على أنه لاعب غير مأسوف عليه.

  • Wolverhampton Wanderers v Celta Vigo - Pre-Season FriendlyGetty Images Sport

    وهم الضغط: بيئة سيلتا

    المنطق بسيط، والفارق يكمن في كلمة واحدة: الضغط، فما قدمه مينجيزا أمام ليفانتي هو أداء ممتاز، لكنه أداء قُدم في بيئة سيلتا فيجو. 

    في بالايدوس، يُسمح لمينجيزا أن يتقدم، أن يغامر، أن يمرر تمريرات مفتاحية حتى لو قُطعت إحداها، يُسمح له أن يحاول، وإذا فشل في مباراة كما تُظهر مستوياته السابقة هذا الموسم التي تراوحت صعودًا وهبوطًا فسيحصل على فرصة جديدة في الأسبوع التالي. 

    سيلتا فيجو فريق طموح، لكنه لا يلعب تحت ضغط ضرورة الفوز بالدوري، والهزيمة له ليست نهاية العالم، والتعادل ليس كارثة.

    هذه الحرية هي التي تسمح للاعبين بمستوى مينجيزا بتقديم طفرات أداء مبهرة كهذه، هو يلعب دون أن يكون مطالبًا بأن يكون مثاليًا في كل دقيقة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-CELTA VIGO-BARCELONAAFP

    في برشلونة الأمر مختلف

    في المقابل، لنتذكر مينجيزا في برشلونة، في كامب نو، الضغط يلتهم المواهب، في برشلونة، أنت لا تلعب فقط ضد الخصم، بل تلعب ضد تاريخ النادي ومقارنات لا تنتهي مع أساطير الدفاع. 

    كان مينجيزا تحت مجهر دائم، كل تمريرة تُحلل وكل هفوة تُضخم، هذا الجحيم من التدقيق يختلف جذريًا عن بيئة سيلتا فيجو الداعمة، التي تمنحه ثقة المغامرة وتعتبر مساهماته الهجومية مكافأة ضخمة، بينما في برشلونة، الصلابة الدفاعية هي الحد الأدنى المطلوب وليست محل احتفاء.

    التمريرة الخاطئة من مينجيزا في برشلونة كانت تثير سخطًا جماهيريًا وإعلاميًا أكبر من الذي يثيره تسجيله لهدف مع سيلتا فيجو، كان مينجيزا في النادي الكتالوني يلعب وهو مثقل بعبء اللاعب البديل، سادد الثغرات، الذي يجب ألا يخطئ أبدًا.

  • Oscar Mingueza-spain-celta-20240826(C)Getty Images

    الاستثناء الذي يثبت القاعدة

    لقد أثبت مينجيزا نفسه، خلال سنواته في الفريق الأول لبرشلونة، أنه لا يمتلك الصلابة الذهنية أو الإمكانيات الفنية النخبوية للتعامل مع هذا الضغط الهائل. هو لاعب جيد، لكنه ليس لاعبًا لبرشلونة.

    النقطة الثانية هي الاستمرارية، هذه هي سنته الثالثة تقريبًا مع سيلتا فيجو، هل سمعنا عن مينجيزا النجم كل أسبوع؟ بالطبع لا.

    ما حدث أمام ليفانتي هو الاستثناء وليس القاعدة، إنه ومضة، ليلة من ليالي العمر، ولكنه لا يعكس متوسط مستواه الحقيقي. 

    لو كان هذا هو مستواه المعتاد أسبوعيًا، لكانت أندية أكبر من سيلتا فيجو قد اصطفت للتعاقد معه، ولكان برشلونة أول النادمين.

  • Real Club Celta v PAOK FC - UEFA Europa League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    بيت القصيد.. نجم في عالمه

    الواقع يقول إنه يقدم مباراة بمستوى فائق، تليها مباريات بمستويات عادية ومتوسطة، وهذا هو الفارق الجوهري بين اللاعب الجيد ولاعب النخبة.

    هنا نصل إلى النقطة الأهم: مينجيزا هو تجسيد مثالي للاعب متوسط المستوى بمعايير فرق القمة، فمعايير القمة لا تعني فقط تقديم مباراة رائعة، بل تعني القدرة على تكرارها 50 مرة في الموسم. 

    تعني الصمود الذهني والبدني في ليالي دوري الأبطال الحاسمة وأمام مهاجمي العيار الثقيل، أن تكون لاعبًا في برشلونة يعني أنك مطالب بالكمال تقريبًا، وهو سقف لم يثبت مينجيزا أبدًا قدرته على ملامسته بانتظام، وتألقه اليوم يضعه في فئة الجيد جدًا، لكن برشلونة يبحث دائمًا عن الاستثنائي.

    هو رأس ممتاز في جسد سيلتا فيجو، لكنه في برشلونة، كان مجرد عضو عادي في جسد عملاق، والفجوة كانت واضحة.

    ليلة مينجيزا الكبيرة أمام ليفانتي هي انتصار شخصي له، ودليل على أنه وجد بيئته المثالية، بيئة تسمح له بالازدهار دون أن تطالبه بما هو خارج سقفه الفني والذهني.

    يجب أن يحتفي سيلتا فيجو بنجمه، لكن على برشلونة ألا يرمش له جفن، هذا التألق هو مجرد تذكير بالفارق الشاسع بين أن تكون نجمًا في سيلتا فيجو، وأن تكون مجرد لاعب في برشلونة، ولهذا السبب تحديدًا، كان رحيله ضروريًا، وهو بالفعل غير مأسوف عليه.