Scott McTominay Napoli GFXGOAL

3 رصاصات من الخلف وجريمة كروية.. مكتوميناي يفضح مدربه القديم أمام الإنتر!

في ليلة من ليالي دوري الكالتشيو، لم تكن النتيجة الكبيرة (3-1) هي الحدث الأبرز، بل كان إعلان التمرد الذي قاده الاسكتلندي سكوت مكتوميناي. 

على ملعب دييجو أرماندو مارادونا، لم نشاهد لاعب وسط يسجل هدفاً، بل شاهدنا مهاجماً فتاكاً متخفياً في رداء لاعب خط وسط، يفضح دفاعات إنتر الهشة، ويكتب رسالة نارية إلى مدربه القديم في أكاديمية مانشستر يونايتد، وارين جويس، مفادها: لقد ارتكبت جريمة في حق كرة القدم.

المباراة كانت حفلة نابوليتانية منذ بدايتها، افتتح كيفينه دي بروين التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 33، قبل أن يغادر مصاباً، لكن خروجه لم يطفئ النار، بل فتح الباب لبروز وحوش الوسط.

في الشوط الثاني، أطلق مكتوميناي رصاصته في الدقيقة 54، قبل أن يرد هاكان تشالهان أوغلو للإنتر من ركلة جزاء في الدقيقة 59، لكن فرانك أنجويسا، الشريك الآخر في الوسط الهجومي قرر إنهاء الأمور بهدف رائع في الدقيقة 66، ليؤكد أن وسط نابولي كان، في هذه الليلة، هو خط هجرمه الفعلي.

  • SSC Napoli v FC Internazionale - Serie AGetty Images Sport

    كيف حرم وارين جويس العالم من قناص فتاك؟

    يجب على وارين جويس، مدرب مكتوميناي في فئة الشباب، أن يشاهد إعادة هذه المباراة مراراً وتكراراً، وأن يشعر بالخزي.

    هذا المدرب هو المتهم الأول في حرمان العالم من مهاجم صريح من الطراز الرفيع، نعم، مكتوميناي بدأ مسيرته كرأس حربة (رقم 9) وصانع ألعاب (رقم 10)، قبل أن يقرر جويس تحويله إلى لاعب وسط دفاعي لمجرد أنه اكتسب طولاً فجائياً.

    ما شاهدناه في الموسم الماضي عندما قاد نابولي للقب، وما رأيناه اليوم هو الفطرة التي لا تموت، ففي الدقيقة 52، رأينا لمحة من عدوانيته الهجومية، حيث ارتكب خطأ قوياً ضد خصمه، وهو اندفاع يُرى عادة من مهاجم يحاول استعادة الكرة بضراوة لا من لاعب وسط هادئ.

    وبعدها بدقيقتين فقط، جاء الانفجار، بالتحديد في الدقيقة 54، حيث أكد سجل المباراة بعد أن قام بالجري لملاقاة الكرة الطولية على حافة المنطقة، والتي ابتعدت عن المنتصف لتجعل وضعية جسده صعبة، قبل أن يطلق تسديدة رائعة بالقرب من القائم الأيسر، هذا الوصف ليس لتحرك لاعب وسط، بل هو تمركز وإنهاء قناص حقيقي.

    الأرقام هي الدليل القاطع، مكتوميناي في 81 دقيقة، سدد تسديدة واحدة فقط على المرمى، تحولت إلى هدف، بنسبة نجاح مئة بالمئة. الأدهى من ذلك، أن القيمة التهديفية المتوقعة لهذه التسديدة كانت 0.03 فقط! هذا يعني أنه حول شبه فرصة إلى هدف مؤكد.

    إنه لا يحتاج للمسة الكرة كثيراً حيث لمسها 28 مرة فقط، بل يحتاج للحظة واحدة أمام المرمى، والأكثر إثباتاً، أنه وقع في مصيدة التسلل مرة واحدة، لاعب الوسط الدفاعي لا يقع في التسلل معظم الوقت، المهاجم فقط هو من يعيش على الخط الأخير لدفاع الخصم.

  • إعلان
  • McTominay Gilmour Napoli InterGetty Images

    أنجويسا المحرك ومكتوميناي القاتل: ثنائية دمرت الإنتر

    إذا كان مكتوميناي هو القناص الصامت، فإن شريكه في خط الوسط، فرانك أنجويسا، كان المحرك المدمر، أداء أنجويسا كان مثالياً وهو ما سمح لمكتوميناي بالتحرر واللعب كمهاجم ثانٍ.

    لندع الأرقام وسجل الدقائق يتحدثان: أنجويسا كان رئة الفريق، لم يكن خطورته في لقطة واحدة، بل كانت مستمرة طوال فترة وجوده في الملعب.

    الإحصائيات تظهر 5 استخلاصات للكرة و 3 اعتراضات، هذه ليست مجرد أرقام، بل هي أحداث متكررة أفسدت بناء لعب الإنتر، لقد كان هو الحاضر في كل الالتحامات الثنائية (نجح في 6 من 8 التحامات أرضية وهوائية).

    جاء تتويج مجهوده في الدقيقة 66، في الوقت الذي كان فيه نابولي يسيطر على الكرة ويمررها بثقة لفتح الدفاع، قام أنجويسا بعمل فردي هائل. 

    "راوغ ببراعة ليتجاوز الخصوم ثم أطلق تسديدة هائلة على يمين الحارس، وهذا الهدف قتل المباراة تماماً.

    هنا يكمن الفرق التكتيكي: أنجويسا كان يقوم بدور لاعب الوسط المتكامل بـ 43 لمسة، دفاعاً وهجوماً، بينما مكتوميناي بـ 28 لمسة تخلى تماماً عن واجبات البناء بـ 14 تمريرة صحيحة فقط وركز على شيء واحد: إنهاء الهجمة، أنجويسا كان يبني، ومكتوميناي كان يهدم حصون الخصم.

  • Anguissa Napoli InterGetty Images

    الانهيار الدفاعي للإنتر: ضحية سهلة لوسط نابولي

    لا يمكن إغفال الحالة المزرية التي ظهر عليها دفاع الإنتر. لقد كانوا ضحية مثالية لخط وسط نابولي المتحرر، الفوضى كانت واضحة. لاعبو الإنتر بدوا تائهين.

    دفاع الإنتر، الذي كان يراقب المهاجمين التقليديين، ووجد نفسه في مواجهة لاعبين قادمين من الخلف لا يمكن إيقافه،. هدف مكتوميناي جاء من تمركز حر تماماً على حافة المنطقة وشبه هجمة مرتدة لم يجد فيها من يراقبه أو يضايقه حتى، وهدف أنجويسا جاء من توغل سهل وتسديدة دون أي ضغط يُذكر.

    عندما يسجل لاعبا خط الوسط بهذه الطريقة الحاسمة، فهذا يعني شيئاً واحداً: المنظومة الدفاعية للخصم كانت ميتة فعلياً.

  • SSC Napoli v FC Internazionale - Serie AGetty Images Sport

    بيت القصيد: الفطرة تنتصر على المركز

    بيت القصيد: الفطرة تنتصر على المركز

    انتهت المباراة بفوز مستحق لنابولي 3-1، لكن القصة الأعمق هي انتصار فطرة المهاجم لدى سكوت مكتوميناي، لقد أثبت للعالم، ولمدربه السابق، أنك تستطيع تغيير مركز اللاعب على الورق، لكنك لا تستطيع قتل غريزة القناص بداخله.

    أداء مكتوميناي اليوم لم يكن أداء لاعب وسط، بل كان أداء مهاجم صريح تم إجباره على ارتداء قميص لاعب وسط لسنوات، واليوم، في نابولي، هذا المهاجم المتخفي يجد حريته من جديد بعد موسم جاء فيه باللقب للبارتينوبي.