سقوط وصعود "لا ماسيا" .. تشافى ينهى جفاف أكاديمية برشلونة الطويل!

كانت أكاديمية "لا ماسيا" مليئة بالمواهب عندما تولى بيب جوارديولا، تدريب فريق برشلونة في عام 2008 وكان الفريق الأول يضم عددًا من أفضل مواهب الأكاديمية على رأسهم ليونيل ميسي، لكن جوهر الفريق كان أساسه كل من بويول وإنييستا وتشافي وفيكتور فالديز.

وكان جوارديولا، من ناشئين "لا ماسيا"، لذلك اهتم بمواهب الأكاديمية وقام بتصعيد بوسكيتس، ومنح الفرصة لتياجو ألكانتارا، واشترى جيرارد بيكيه، أحد شباب برشلونة من مانشستر يونايتد وبحلول عام 2009 كان جوارديولا، يمتلك فريقًا مميزًا وأصبحوا العمود الفقري للمنتخب الإسباني حيث كان يشارك خمسة من خريجي "لا ماسيا" في كل مباراة تقريبًا.

تغيير ازدهار أكاديمية برشلونة سريعًا بسبب رئيس النادى السابق جوسيب بارتوميو، الذي تولى المسؤولية في عام 2014، واتخذ نهجًا مختلفًا وكانت فترة حكمه كارثية على برشلونة حيث تسبب فى أزمات مالية للنادى الإسبانى وأهمل الشباب.

ورغم بعض الصفقات الجيدة التى تمت فى عهده مثل ضم لويس سواريز وإيفان راكيتيتش، لكنه اتخذ أيضًا بعض القرارات الكارثية ورحل فى عهده نيمار إلى باريس سان جيرمان، وإنريكي.

وفي هذه الفترة لم يتم تصعيد مواهب من أكاديمية "لا ماسيا" سوى سيرجي روبرتو، الذى شق طريقه إلى الفريق وسجل بعد ذلك أحد أهم الأهداف في تاريخ النادي، وبحلول عام 2021 اضطر ميسي، أبرز مواهب "لا ماسيا" إلى الرحيل بسبب الأزمة المالية للبلوجرانا.

حاول فريق برشلونة على مدار السنوات الماضية وقبل رحيل ميسي، فى البحث داخل صفوف أكاديميته عن بديل للنجم الأرجنتيني، وكان يتم اكتشاف كل بضعة أسابيع موهبة جديدة يُعتقد أنها ستكون "ميسي القادم"، وبدأ الأمر ببويان، لكنه فشل وتبعه كل من جيوفاني دوس سانتوس وريكي بويج، وجيرارد ديولوفيو.

ومنح برشلونة الفرصة للنجم الياباني تاكي كوبو، لكن فشل وانتقل لريال مدريد، ورحل تشافي سيمونز، الذي سمي على اسم أسطورة برشلونة إلى باريس سان جيرمان.

وأصبح ارتباط أي لاعب بخلافة النجم الأرجنتيني بمثابة "لعنة" وأدى ذلك إلى زيادة الضغط على أكاديمية "لا ماسيا" لبدء إنتاج المواهب مجددًا.

تغيير الأمر تحت قيادة رونالد كومان، الذى عانى من فترة سيئة في تدريب برشلونة ورغم أنه كان عنصر أساسيًا من "فريق الأحلام" لكرويف في أوائل التسعينيات لكنه لم يتمكن من اكتشاف كيفية النجاح بعد موسم أول كامل له مع البلوجرانا.

ودخل كومان فى أزمات مع لابورتا، الذى اعترف بأن المدرب الهولندى لم يكن خياره الأول لتدريب برشلونة وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين الثنائي أشاد لابورتا، باستمرار نمو مواهب الأكاديمية أثناء فترة عمل كومان.

ولكن ذلك لم يكن كافيًا لإنقاذ وظيفة كومان، وتم إقالته في أواخر عام 2021 وكان إنجازه الوحيد هو استغلاله لمواهب الأكاديمية حيث جعل أنسو فاتي جزءًا مهمًا من فريقه، وأشرك جافى، فى أول مباراة له ونفس الأمر لبيدري.

واصل تشافي، السير على خطى كومان، وأصبح كل من جافي وبيدري وأنسو وأليخاندرو بالدي، عناصر أساسية لبرشلونة وكان البعض الآخر ينتظر فرصته.

وهذا الموسم لعب الشباب دورًا أكثر أهمية مع برشلونة وأثبت يامال، نفسه ولعب بحرية على الرغم من مقارناته بميسي، وشق فيرمين لوبيز، طريقه وكان كوبارسي، أحدث إضافة في قلب الدفاع وتألق ضد كيليان مبابي وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.

وقام تشافى، الذي سيغادر قريبًا بتصعيد 15 موهبة لأول مرة من أكاديمية "لا ماسيا" وقد يكون فشل فى البناء على "الحمض النووي لبرشلونة" الذي وعد به لكنه ضمن عودة الأكاديمية إلى النجاح.

يواجه فريق برشلونة الآن مهمة شاقة في مواجهة المستقبل حيث يزداد منافسه ريال مدريد قوة ويقوم رئيسهم فلورنتينو بيريز، بتجميع فريق مليء بالمواهب الشابة وسيصل مبابي قريبًا وكذلك إندريك، وهناك حديث عن انتقال ألفونسو ديفيز، نجم بايرن ميونخ إلى الفريق الملكى.

ولا يستطيع برشلونة مواكبة إنفاق ريال مدريد، نظرًا لمشاكل الفريق الاقتصادية ووفقًا للتقارير الصحفية يحاول النادي إقناع تشافي بالبقاء وعدم الرحيل، ووصف نائب رئيس برشلونة رافا يوستي، تشافي بأنه "مشروع النادى" واعترف بأنه "سيحاول إقناعه" بالاستمرار.

ورغم كل مشاكل برشلونة ولكن أصبح لدى البلوجرانا أخيرًا شيء يمكن الاعتماد عليه للمستقبل وإذا استمر مصنع المواهب في الإنتاج قد يصعدون إلى القمة سريعًا.