سعود عبدالحميد يستحق اللعب في "شوارع" روما .. وتوتنهام قد يصبح "أحمقًا" يا كولوشيفسكي!

"شوارع في الجانب الأيمن من دفاعات روما!".. هذا المصطلح؛ هو الأنسب لما حدث في مواجهة فريق العاصمة الإيطالية ضد توتنهام هوتسبير الإنجليزي، مساء يوم الخميس.

نجوم توتنهام كانوا يسرحون ويمرحون على الجناح الأيسر من هجومهم - وهو الجانب الأيمن من دفاعات روما -، والذي تواجد فيه الثنائي الإيطالي جيانلوكا مانشيني والتركي زكي تشيليك؛ خاصة في الشوط الأول.

السويدي ديان كولوشيفسكي، صانع ألعاب نادي توتنهام هوتسبير، كان يذهب إلى الجانب الأيمن من دفاعات روما كثيرًا؛ ومنه قدّم تمريرة الهدف الثاني الذي سجله زميله الويلزي برينان جونسون، في الدقيقة 34.

وبعدها بقليل.. شن كولوشيفسكي هجومًا جديدًا من هذا الجانب، وأرسل كرة هدف محقق؛ إلا أن زميله الكوري الجنوبي سون هيونج مين، سددها في القائم الأيسر لمرمى نادي روما.

أيضًا.. سون كان يهرب من الرقابة، بالذهاب إلى الجانب الأيمن من دفاعات روما؛ حيث هُناك وجد حرية كبيرة للغاية، في التحركات والمراوغات والتوغلات.

وخف الضغط الإنجليزي على دفاعات روما عامة، وهذا الجانب الأيمن تحديدًا، في الشوط الثاني من عمر القمة الأوروبية؛ بسبب التراجع البدني لمعظم اللاعبين، ومنهم سون وكولوشيفسكي.

لكن بصفة عامة.. ما حدث في لقاء توتنهام وروما؛ يجعلنا نتساءل: "ألا يستحق الظهير الأيمن السعودي الشاب سعود عبدالحميد أن يحصل على فرصته للمشاركة في المباريات؟!.. هل سيقدم أسوأ من ما قدمه زملاؤه ضد توتنهام؟!".

الإجابة هي.. بناء على ما شهدناه في مواجهة توتنهام هوتسبير، وخاصة في الشوط الأول؛ فإن سعود - الذي جلس على الدكة طوال الـ90 دقيقة - يستحق الحصول على فرصة كاملة مع روما، قبل الحكم عليه بشكل نهائي، سواء بالنجاح أو الفشل.

سعود انضم إلى روما في الميركاتو الصيفي الماضي "2024"، قادمًا من صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال السعودي؛ وبعقد لمدة 4 سنوات، حتى 30 يونيو 2028.

ومنذ الانضمام إلى روما.. لعب الظهير السعودي 96 دقيقة فقط، موزعين على 3 مباريات رسمية؛ اثنتان منهم في الدوري الأوروبي، وواحدة في الدوري الإيطالي.

وخلال الدقائق التي شارك فيها مع روما، لم يقدّم سعود أي شيء يذكر؛ ولكن.. في كرة القدم سيكون من "الظلم"، الحكم على لاعب لم يكمل 90 دقيقة متتالية، ومع فريق وأجواء جديدة.

"سنكون فريقًا أحمقًا إذا لم نلعب بنفس الطريقة مستقبلًا!" .. هكذا صرح السويدي ديان كولوشيفسكي، نجم نادي توتنهام هوتسبير، بعد الفوز على العملاق مانشستر سيتي (4-0)، في الجولة 12 من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-2025.

توتنهام قدّم مستوى خياليًا ضد مانشستر سيتي، على جميع الأصعدة؛ سواء في حراسة المرمى أو الدفاع والهجوم؛ ليقضي على كتيبة المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا، وعلى أرضية ملعب "الاتحاد" بالذات.

وبعد هذه المباراة.. كان على زملاء كولوشيفسكي، أن يواجهوا الفريق الأول لكرة القدم بنادي روما الإيطالي، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مسابقة الدوري الأوروبي، للموسم الرياضي الحالي.

نعم.. توتنهام قدّم مستوى جيد جدًا هجوميًا، في مواجهة روما؛ حيث سجل هدفين، مع إضاعة العديد من الفرص المحققة، سواء بسبب تألق الحارس الصربي ميل سفيلار، أو لسوء الحظ الكبير.

لكن أيضًا.. ظهر ضعف دفاعي كبير في صفوف الفريق الإنجليزي؛ حيث يكفي أن نقول بإن روما سجل 3 أهداف تم إلغاؤهم، بخلاف الهدفين المحتسبين، كما اصطدمت إحدى الكرات في العارضة، وسط عديد من الفرص الأخرى.

ليس هذا فقط.. ظهر اختلاف كبير أيضًا في مستوى الفريق الأول لكرة القدم بنادي توتنهام هوتسبير بين الشوطين؛ حيث انخفض الأداء في الـ45 دقيقة الثانية، ما سمح لروما للعودة في النتيجة.

هذا الأمر قد يكون له ما يبرره؛ وهو أن توتنهام قدّم مجهودًا بدنيًا خرافيًا قبل 3 أيام من الآن، ضد الفريق الأول لكرة القدم بنادي مانشستر سيتي؛ ما أثر على لياقة الكثير من اللاعبين.

لذلك وحتى لا يصبح توتنهام هوتسبير "فريقًا أحمقًا" - كما قال كولوشيفسكي -؛ عليه أن يُعالج الكثير من الأمور، سواء على المستوى التكتيكي مثل "الأخطاء الدفاعية"، أو حتى تطوير الجانب البدني؛ لكي يضمن أن يظهر دائمًا مثلما فعل ضد السيتزنس.

في الموسم الرياضي الماضي 2023-2024؛ كان يتم النظر إلى الألماني ماتس هوملس، على أنه أحد أفضل المدافعين على مستوى العالم أجمع، وليس في بلاده فقط.

هوملس كان يلعب وقتها في نادي بوروسيا دورتموند الألماني؛ حيث قاده للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل الخسارة ضد العملاق الإسباني ريال مدريد، بهدفين مقابل لا شيء.

وبعد نهاية الموسم.. قرر المدافع الألماني الرحيل عن دورتموند، والتوقيع مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي روما الإيطالي؛ وبعقد لمدة موسم واحد فقط، حتى 30 يونيو 2025.

ومنذ الانضمام إلى روما؛ لم يلعب هوملس البالغ من العمر 35 سنة، سوى في 68 دقيقة فقط، موزعين على مباراتين كـ"بديل"، في مسابقة الدوري الإيطالي.

ظل هذا الأمر؛ حتى جاءت قمة روما وتوتنهام هوتسبير، في مسابقة الدوري الأوروبي 2024-2025؛ عندما شارك ماتس هوملس في "التشكيل الأساسي" لفريق العاصمة الإيطالية.

ونظرًا لغيابه عن أجواء المنافسة لفترة طويلة، ظهر تأثر مستوى هوملس بشكل سلبي؛ حيث ارتكب خطأ فادحًا، أسفر عن "ركلة جزاء" لنادي توتنهام، جاء منه الهدف الأول في الدقيقة الخامسة، بواسطة النجم الكوري الجنوبي سون هيونج مين.

ليس هذا فقط.. نجوم توتنهام ظلوا يتلاعبون بالمدافع الألماني كما يشاءون، حتى أن الأخير كان يفشل في تغطياته على ظهيري روما، خاصة الجانب الأيمن من خط الدفاع.

وفي الشوط الثاني.. تحسن مستوى هوملس بشكل كبير، حيث أنقذ هجمات - أشبه بانفراد - من توتنهام، على الرغم من استمرار بعض الأخطاء أيضًا.

هذا التحسن التدريجي ضد توتنهام، والذي انتهى بتسجيله هدف التعادل القاتل في الدقيقة 91؛ يؤكد على أن لاعبين مثل ماتس هوملس، يحتاجون إلى اللعب باستمرار وأن تكون أرجلهم على أرضية الملعب دائمًا؛ وإلا ستقضي عليهم دكة البدلاء.

كلاوديو رانييري.. هذا العجوز الإيطالي، قرر العودة من الاعتزال؛ من أجل قيادة الفريق الأول لكرة القدم بنادي روما، خلفًا للمدرب الكرواتي "المقال" إيفان يوريتش.

رانييري وجد نفسه بعد تولي المهمة، أمام مباراتين قويتين للغاية، ضد نابولي في الجولة 13 من مسابقة الدوري الإيطالي 2024-2025، ثم توتنهام هوتسبير في الجولة الخامسة من الدوري الأوروبي.

وخسر روما (0-1) ضد نابولي، في المباراة الأولى تحت قيادة رانييري؛ قبل أن يخطف تعادلًا قاتلًا من أرضية ميدان توتنهام هونسبير، وبهدفين لمثلهما.

الملاحظ في مباراة توتنهام؛ هو التحسن الكبير في خط هجوم نادي روما، الذي شكل خطورة متواصلة على مرمى الفريق الإنجليزي، خاصة في الشوط الثاني؛ لولا سوء الحظ في كثير من اللقطات.

وكانت هناك جمل تكتيكية هجومية، يطبقها الفريق الإيطالي في مباراة توتنهام؛ ما يؤكد على العمل الكبير للمدير الفني العجوز، خلال الفترة الماضية.

لكن.. تبقى "الشوارع" التي ظهرت في دفاعات روما، وخاصة في الجانب الأيمن - كما ذكرنا -؛ هي الشيء الذي شوه صورة الفريق الإيطالي، في مواجهة توتنهام القوية.

وإذا نجح كلاوديو رانييري، في البناء على الأداء الهجومي الذي ظهر عليه ضد توتنهام، ومعالجة الأخطاء الدفاعية الكارثية؛ فإن روما سيكون مختلفًا تمامًا، فيما تبقى من الموسم الرياضي الحالي.