بدأت بعلاقة فنية كاذبة ولحية وانتهت بأزمة المنشطات .. رحلة سعد الحارثي من "قميص الهلال إلى كرسي النصر"

عقد سعد الحارثي "مؤتمرًا صحفيًا"، بعد انتقاله رسميًا من النصر إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، في شهر ديسمبر من عام 2011؛ ولمدة موسمين ونصف.

في هذا المؤتمر الصحفي.. خرج الحارثي بتصريحات وُصِفت بـ"المسيئة" ضد فريقه السابق النصر؛ حيث قال إن بيئة العالمي، لا تشجع على تحقيق الألقاب والبطولات.

وأكد "الذابح" على أنه تمسك بالبقاء في صفوف قلعة العالمي، لسنواتٍ عديدة للغاية؛ على الرغم من أن الكثيرين قاموا بتقديم النصائح له، بضرورة الرحيل عن النادي، لإنقاذ مسيرته الكروية.

وكشف سعد الحارثي عن أنه اختار الانتقال إلى الهلال؛ لأنه "فريق بطولات"، وبيئته الإدارية والفنية سوف تساعده على تحقيق أحلامه وتطلعاته في عالم الساحرة المستديرة.

تصريحات سعد الحارثي المثيرة للجدل، لم تتوقف عند المؤتمر فقط؛ بل أمتدت إلى أول حوار صحفي أجراه بعد الانتقال من الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر إلى "الغريم" الهلال.

الحارثي فتح النار على الإعلاميين في حواره مع صحيفة "الجزيرة"، بعد الانضمام رسميًا إلى الزعيم الهلالي؛ وذلك بسبب غضبه من بعض الأسئلة الموجهة إليه، بشأن مشاكله العديدة في نهاية مسيرته مع الفريق النصراوي.

وقال الحارثي في هذا الحوار المثير: "كل من هب ودب أصبح إعلاميًا.. هُناك من باع (غنمه) من أجل أن يدخل مجالًا ليس من اختصاصه؛ ما أدى إلى تراجعنا وتأخرنا كثيرًا".

وحمّل "الذابح" الإعلاميين، مسؤولية تراجع وانهيار بعض المواهب المحلية في عالم كرة القدم؛ بسبب ما اعتبره محاولة لإشهار أنفسهم على حساب اللاعبين، من خلال الهجوم المستمر عليهم، واختلاق بعض الأخبار والقصص الكاذبة.

بعد انضمامه إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، زادت سفريات سعد الحارثي إلى بيروت؛ حيث كان يستغل كل "إجازة" يتحصل عليها، للذهاب إلى هُناك.

هذه السفريات العديدة إلى بيروت؛ جعلت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن "علاقة" بين الحارثي والفنانة اللبنانية ناتاشا، وسط أنباء عن زواجهما سرًا.

وحرصت ناتاشا على نفي كل هذه الشائعات سريعًا، وذلك في حوار مع مجلة "سيدتي"؛ حيث قالت إن كل ما يربطها بـ"الذابح"، أنها ظهرت عبر برنامج "صدى الملاعب" منذ فترة طويلة، وأكدت على عشقها الكبير لنادي النصر واللاعب سعد الحارثي.

واعترفت الفنانة اللبنانية، بأنها كانت من أشد "المعجبين" بالحارثي؛ حيث كان النجم الأبرز في النصر، وهو النادي الذي تنتمي له هي وكل أفراد أسرتها.

ومن المعروف عن سعد الحارثي ارتباطه الكبير بالمجال الفني، منذ سنواته الأولى في عالم كرة القدم؛ خاصة أنه كان له تصريح شهير مع نفس المجلة، قال فيه إن الفنانة المصرية ياسمين عبدالعزيز؛ هي الأقرب لأن تكون "فتاة أحلامه".

على الرغم من تبقي عام في عقده مع الهلال، وتحديدًا في أغسطس 2013، أصدر سعد الحارثي "بيانًا"، أعلن فيه اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي.

الحارثي الذي كان يبلغ من العمر وقتها 29 سنة، كشف عن أن شغفه لكرة القدم "انتهى"، خاصة مع كثرة الإصابات، وأنه يريد أن يركز على استكمال دراسته، مع قضاء وقت أطول مع العائلة.

واعترف "الذابح"، بتلقيه عروضًا من أندية محلية وخارجية، قبل اعتزاله كرة القدم نهائيًا، إلا أنه رفضها جميعًا؛ لأنها أقل ماديًا وفنيًا من ناديي النصر والهلال، اللذين مثّلهما طوال مسيرته الكروية.

المثير في الأمر أن بعض التقارير المحلية وقتها، زعمت بأن سعد الحارثي تلقى عرضًا من نادي إنجليزي يلعب في دوري الدرجة الثانية، للتعاقد معه بشكل رسمي، وذلك قبل تفضيله الاعتزال.

ظهر سعد الحارثي بشكل جديد، بعد اعتزاله كرة القدم رسميًا، في أغسطس من عام 2013؛ حيث قام بإطلاق "لحيته"، مع تأكيده على أنه أصبح قريبًا من الله.

وتواجد الحارثي في كثير من "حلقات الذكر" بعد الاعتزال، بالإضافة إلى قيامه بـ"دراسة الشريعة"، وتحفيظ القرآن الكريم في المساجد والمخيمات الدعوية.

أيضًا.. انتشر مقطع فيديو للاعب السابق بثته فضائية "العربية"؛ وهو يقوم بتلقين 30 شخصًا ممن دخلوا الدين الإسلامي "الشهادتين"، وذلك في إحدى المخيمات الدعوية في العاصمة السعودية الرياض.

وعن ذلك يقول سعد الحارثي: "اعتزالي كرة القدم أسهم في تقوية علاقتي مع الله عز وجل.. هذا كان أبرز شيء تغير في حياتي".

بالرغم من أن سامي الجابر، أسطورة الهلال ومنتخب السعودية؛ كان السبب الرئيسي في تعاقد الزعيم مع سعد الحارثي؛ إلا أنه لم يسلم من هجوم "الذابح" عليه.

الحارثي اتهم الجابر في تصريحات مع إذاعة "يو إف إم"، بالتخلي عنه وعدم الوقف بجانبه، في أواخر عهده مع الهلال؛ بالرغم من أنه كان ينظر إليه على أنه أستاذه ومعلمه.

وقال سعد: "الجابر لم يكن صادقًا معي؛ نعم.. هو من كان السبب الرئيسي بعد الله، في انتقالي من النصر إلى الهلال، ولكنه تخلى عني ولم يتمتع بالاحترافية الكافية".

وأشار "الذابح" أو كما يُسمى أيضًا بـ"راؤول العرب"، إلى بعض الأسماء التي وقفت معه، أثناء ظروفه الكروية الصعبة، في سنواته الأخيرة مع عالم الساحرة المستديرة؛ مثل محيسن الجمعان ويوسف خميس ونواف التمياط والأمير نواف بن سعد ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني وعبداللطيف الغنام.

كان سعد الحارثي في مقدمة المطالبين بـ"رأس" الإيطالي روبرتو مانشيني، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، بعد أزمة "تمرد اللاعبين".

مانشيني وقبل انطلاق النسخة الأخيرة من بطولة كأس أمم آسيا، قام باستبعاد 6 لاعبين "من العيار الثقيل"، من قائمة المنتخب الوطني؛ بحجة التمرد على قراراته.

هذه القضية أدت في النهاية إلى إصدار لجنة الاحتراف السعودية، مجموعة من القرارات تتراوح بين إيقاف بعض هؤلاء اللاعبين، وتوقيع غرامات مالية على آخرين.

وقتها وفي تصريحات مع برنامج "دورينا غير"، طالب الحارثي بـ"إقالة" مانشيني ووصفه بـ"الكاذب"؛ حيث قال بالحرف: "على مسؤوليتي الشخصية، كلام المدرب عن تمرد اللاعبين (غير صحيح)".

وشدد "الذابح" على أن المدير الفني الإيطالي، لم يحترم المملكة العربية السعودية أو شعارها، معتبرًا أن من "لا يحترم الدولة" لا يُمكن أن يعامل لاعبي منتخبها الوطني بـ"شكل لائق".

في الفترة الأخيرة.. أثار سعد الحارثي الجدل في الشارع الرياضي السعودي، بمجموعة من التصريحات الخطيرة ضد نادي الهلال.

الحارثي اعتبر في تصريحات مع برنامج "دورينا غير"، أن الهلال يتلقى المساعدات من أجل تحقيق الانتصارات؛ وذلك في أعقاب مواجهة ضمك، ضمن منافسات الجولة 24 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2023-2024، والتي انتهت بفوز الزعيم (2-1).

وقتها.. قال الذابح في تصريحاته: "مساعدات كبيرة تقدم للهلال؛ والدليل.. الخصوم يُطرد منهم لاعبين، والزعيم يتحصل على ركلات جزاء".

هذه التصريحات المثيرة للجدل؛ دفعت إدارة نادي الهلال، برئاسة فهد بن نافل؛ لتقديم شكوى ضد الحارثي، الذي سبق ومثّل الفريق الأول لكرة القدم.

لم يكتفِ ابن النصر السابق عند ذلك؛ حيث ألمح إلى تناول النجم البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا، جناح نادي الهلال لـ"المنشطات"؛ وذلك بعد كلاسيكو الفريق الأزرق أمام الأهلي، والذي شهد تسجيل اللاعب هدفًا في الدقيقة 89.

وتساءل سعد الحارثي في تصريحات مع برنامج "دورينا غير"، عن كيفية ركض مالكوم، بهذا المجهود وهذه السرعة، حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة؛ قائلًا: "علامة استفهام كبيرة.. هل هي قوة بدنية أم ماذا؟!".

هذه التصريحات فتحت أبواب الجحيم على الحارثي؛ حيث تلقى هجومًا عنيفًا من جماهير الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، ومن مجموعة من المنتمين لهذا الكيان الكبير.

من فترة لأخرى منذ اعتزاله كرة القدم نهائيًا، واسم سعد الحارثي يرتبط بإمكانية العودة إلى نادي النصر؛ وذلك في منصب إداري.

بعض التقارير كشفت عن ترشيح الحارثي؛ لتولي منصب المشرف العام على كرة القدم بنادي النصر، وأخرى زعمت توليه منصب المدير التنفيذي.

النصر كان ينفي هذه التقارير باستمرار؛ الأمر الذي دفع "الذابح"، للتأكيد على أنه لا يطمع لأي منصب في قلعة العالمي، على الرغم من أنه سيكون شرفًا كبيرًا له.

لكن وبشكل مفاجئ.. بعد نهاية ولاية مسلي آل معمر، على رأس مجلس إدارة شركة نادي النصر "غير الربحية"، نقلت صحيفة "الرياضية" عن سعد الحارثي، إعلانه الترشح في انتخابات العالمي.

الحارثي أكد على أنه سيترشح على منصب رئاسة مجلس إدارة شركة النصر، وأنه سيضم معه أسطورة النادي ومنتخب السعودية ماجد عبدالله، بالإضافة إلى بعض الأسماء الإدارية والرياضية الكبرى.

وعلى ما يبدو أن هذا التصريح كان "إثارة إعلامية فقط"؛ حيث لم يقم الحارثي بأي خطوة جدية، من أجل الترشح في انتخابات النصر؛ والتي أسفرت عن "تزكية" إبراهيم المهيدب، رئيسًا لمجلس إدارة الشركة "غير الربحية".