Sami Aljaber Simone Inzaghi Hilal (Goal Only)Goal AR

رحيل الأساطير وأزمة الملايين الضائعة .. أسباب تورط سامي الجابر في هجومه ضد إنزاجي والدليل مدرب النصر!

أصبح سامي الجابر، أسطورة نادي الهلال ورئيس مجلس إدارته السابق، مثار جدل كبير خلال الأيام الماضية، في ظل هجومه المتواصل ضد الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، فيما يتعلق بأداء الفريق وشكله الحالي، رغم ما يحققه من نتائج جيدة.

الهلال بدأ الموسم بشكل متذبذب، بين تعثره أمام القادسية، وريمونتادا الأهلي الذي حوّل تأخره بثلاثية للتعادل (3-3)، إلا أن كتيبة سيموني إنزاجي، استعادت الطريق الصحيح، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز في آخر 7 مباريات.

ورغم ذلك، إلا أن وضع الهلال لم يرق أبدًا لأسطورة الزعيم، سامي الجابر، الذي لاقى هجومًا شرسًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتقاده المستمر لإنزاجي، والذي بلغ حد السخرية من قراراته، خاصة في مباراة الشباب، التي شهدت فوز الأزرق بهدف نظيف، بقوله إنه من كثرة المدافعين الذين دفع بهم إنزاجي في قمة الجولة السابعة، كان ينتظر مشاركة المرحوم عبد الله الشريدة.

وانقسمت الآراء بين وصف ما يطرحه سامي الجابر بـ"الموضوعي" أو القائم على المصلحة الشخصية، فيما خرجت آراء دفاعية، تؤكد أن ما قاله الأسطورة قائم على حبه للنادي.

هناك العديد من الاتجاهات - القريب منها والبعيد - التي يمكن أن نفسر بها، خروج سامي الجابر بتصريحات هجومية ضد المدرب سيموني إنزاجي، وما السر وراء الانتقادات الجماهيرية الواسعة ضد ما يطرحه أسطورة النادي، بقطع النظر عن نتائج الفريق؟

  • Al Hilal v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    لماذا ينتقدون سامي الجابر؟

    الجدل هنا لا يتعلق فقط بالنتائج الجيدة التي يحققها الفريق الأول لكرة القدم، الذي بدأ يستعيد مسار الصراع على صدارة دوري روشن، ويحافظ على العلامة الكاملة في دوري أبطال آسيا للنخبة، بل إن سامي الجابر لم يشنّ ذلك الهجوم على المدرب السابق، جورج جيسوس، على سبيل المثال، رغم النتائج المتذبذبة التي حققها الفريق في الفترة الأخيرة مع البرتغالي بعد إقالته، والتي جاءت بعد الخروج من نصف نهائي النخبة الآسيوية، بثلاثية أمام الأهلي.

    إنزاجي صرّح عقب مباراة الشباب، بأن الهلال وصل للمستوى الذي يريده، وظهر ذلك في عدة مباريات، بعدما حقق 10 انتصارات وتعادلين في 12 مباراة، مضيفًا أن الفريق لا يزال يلعب وسط عددٍ كبير من الإصابات والغيابات، إلا أنه يسير على الطريق الصحيح، وفي حالة اكتمال الصفوف، فإن الجماهير ستشاهد عودة نسخة الزعيم في كأس العالم للأندية 2025، التي شهدت نتائج تاريخية بإيقاف سلسلة انتصارات ريال مدريد، بالتعادل معه (1-1) في دور المجموعات، وإقصاء مانشستر سيتي من دور الـ16، بفوز دراماتيكي عليه بنتيجة (4-3).

  • إعلان
  • هل رئيس الهلال وراء هجوم الجابر على إنزاجي؟

    هناك نقطة أثارها الإعلامي عبد الرحمن الجماز، عبر برنامج "ملاعب"، بأن آراء سامي الجابر "الهجومية"، دائمًا ما سيتم التعامل معها بحساسية، في ظل الخلافات السابقة مع رئيس النادي الحالي، الأمير نواف بن سعد.

    ماذا حدث بالضبط؟ عندما تولى سامي الجابر رئاسة الهلال، بعد رحيل الأمير نواف بن سعد، في ولاية سابقة، أطلق الجابر تصريحًا فجر جدلًا كبيرًا، عندما أعلن عن اختفاء مبلغ 170 مليون ريال من خزينة النادي.

    وقال الجابر وقتها، إن شركات التدقيق المالي للتقارير الخاصة بالهلال، خلال فترة رئاسته، قدمت تقريرًا يفيد بوجود مبلغ 170 مليون ريال غير مدققة، كما قامت الشركات برفع النتائج للهيئة العامة للرياضة (وزارة الرياضة حاليًا).

    وردًا على ما قاله الجابر، أعلن الأمير نواف بن سعد عن اللجوء إلى المحاكم، رغم تصريحه بأنه يرفض الدخول في قضية مع واحد من أفضل 5 لاعبين في تاريخ الكرة السعودية.

    وقال ابن سعد إن ملف الـ170 مليون ريال "المفقودة" لا أساس له من الصحة، مضيفًا أن وزارة الرياضة أو الرابطة لم تتلقيا أي شيءً يقيد بعدم تدقيق هذا الرقم المالي أثناء رئاسة سامي الجابر.

    وقررت المحكمة الجزائية في فبراير 2020، معاقبة سامي الجابر بغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال، للحق العام، والاعتذار العلني، بداعي الإساءة للأمير نواف بن سعد، دون وجود دليل يفيد بصحة تصريحاته، فيما قررت محكمة الاستئناف، تأييد قرار المحكمة الجزائية.

    وأقرت المحكمة إحالة القضية إلى جهة التنفيذ "الشرطة"، لاستدعاء المدعي عليه، وإلزامه بالتنفيذ، باعتذار رسمي باسم المدعي وتثبيته في حسابه والغرامة.

  • Fahed Al-Mofarij Hilal FansSocial gfx/ Goal Arabia

    رحيل الأساطير

    رغم كونه سيناريو "بعيد نسبيًا"، إلا أنه قد يستحق الطرح، بما يتعلق بطريقة رحيل بعض الأساطير عن الهلال، ومدى تأثر الفريق بخروجهم، على غرار فهد المفرج، الذي تقدم باستقالته من منصب المدير التنفيذي لكرة القدم، بعد 13 عامًا في العمل الإداري، ناهيك عن كونه أحد زملاء سامي الجابر خلال مسيرته الاحترافية في ملاعب المملكة.

    بالنظر إلى مسيرة فهد المفرج - كمثال -، فإنه يملك سيرة ذهبية مع الهلال، كلاعب فاز بـ21 لقبًا، وثمانية ألقاب خلال إشراف على كرة القدم، فضلًا عن 12 بطولة أخرى خلال فترة عمله كعضو في مجلس الإدارة ومدير تنفيذي.

  • Al Hilal v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    شكل الهلال مع إنزاجي

    على الرغم من نتائج الهلال الجيدة مؤخرًا، إلا أن أداءه أيضًا ليس مقنعًا للكثيرين، ولعل أبرزهم سامي الجابر، والذي وصف الفريق بأنه لا يلعب بروح البطل، وما يقدمه مع الفريق بمثابة "فوضى فنية".

    اعتراض سامي الجابر قد لا يقتصر على إنزاجي فقط، بل على "النظام الإيطالي" بشكل عام، والذي لا يناسب الهلال على حد وصفه. بعدما قال إن الهلال يلعب دائمًا كرة هجومية، وإصرار إنزاجي على اللعب الدفاعي والتحولات والكرات المرتدة، أمر لا يليق بنادٍ مثل الهلال.

  • كلمة أخيرة..

    بشكل عام، يمكن القول إن سيموني إنزاجي خاض عددًا من الاختبارات الصعبة مع الهلال، فتعادل مع ريال مدريد وفاز على مانشستر سيتي، وعاد للدوري ليتعثر أمام الأهلي بشكل غريب، ثم حقق الفوز على الاتحاد، بطل الدوري والكأس.

    ورغم حق سامي الجابر في انتقاد الهلال، إلا أن هناك أسبابًا جعلت تصريحات تسير في منعطف خارج ملاعب كرة القدم، رغم أن التفسير المنطقي هو اعتراض أسطورة الزعيم على الطريقة الدفاعية التي لا تناسب فريقًا ينافس على جميع الألقاب مثل الهلال، إما بعدم انتقاد جورج جيسوس الذي قدم للهلال في 2018 إبان فترة رئاسة الجابر "القصيرة"، أو بالأزمة السابقة مع الأمير نواف بن سعد، الذي عاد لرئاسة النادي بعد 6 سنوات من ولاية فهد بن نافل.

    ويمكن القول إن سامي الجابر سيكون في انتظار ما ستسفر عنه الأيام، إما أن تنصفه بأن يتعثر الهلال ويغيب عن البطولات، في ظل انتفاضة النصر ومنافسة الأهلي والاتحاد على النخبة الآسيوية، أو تثبت عدم صحة رؤيته، بأن ينجح مدرب إنتر السابق في فرض اسلوبه، وقيادة الهلال للذهب.