"أنا في بيتي ولست مثل أرنولد" .. ساليبا يعترف بأسباب التجديد لآرسنال ورفض ريال مدريد

في عالم نادرًا ما يوجد فيه الولاء، أرسل قرار ساليبا رسالة واضحة: قلبه ينتمي إلى آرسنال. قبل توقيع عقده الجديد، كان المدافع البالغ من العمر 24 عامًا قد بقي له 18 شهرًا فقط على انتهاء عقده، وكان ريال مدريد يراقب الوضع عن كثب.

و لكن إدارة آرسنال تحركت بسرعة، حيث تعامل المدير الرياضي أندريا بيرتا، الذي لعب أيضًا دورًا رئيسيًا في التجديد مع جابرييل ماجالهايس ونجوم شباب مثل إيثان نوانيري ومايلز لويس-سكيلي، مع تجديد العقد هذا على أنه مهمة ذات أهمية بالغة.

 النتيجة؟ فوز كبير للمدفعجية وانتصار هائل على ريال مدريد. يصنف مرصد كرة القدم CIES الآن ساليبا كأغلى لاعب في آرسنال، بقيمة تتراوح بين 89 و103 ملايين يورو (77 مليون جنيه إسترليني/103 ملايين دولار - 89 مليون جنيه استرليني/119 مليون دولار). وهو رقم مذهل للاعب أنفق أرسنال عليه 27 مليون جنيه استرليني (36 مليون دولار) فقط في عام 2019.

بالنسبة لساليبا، لم يكن القرار معتمدًا على المال أو الشهرة. كان متعلقاً بالانتماء.

وقال للصحفيين: "أردت الاستمرار في آرسنال لأنني أشعر أنني في بيتي هناك [...] أردت الاستقرار هناك على المدى الطويل".

على الرغم من عودة آرسنال إلى الصدارة تحت قيادة المدرب ميكيل أرتيتا، إلا أن الفريق لم يحقق أي إنجازات كبيرة منذ فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2020. بالنسبة لساليبا، فإن هذه الفترة العجاف تؤلمه بشدة.

وأكد: "أفتقر إلى الألقاب، لكنها ستأتي سريعًا لأن لدينا مدربًا جيدًا وفريقًا جيدًا".

ومع ذلك، فإن تصميمه مدفوع بأعمال لم تنته بعد. في حين أن لاعبين مثل ترينت ألكسندر-أرنولد قد انتقلوا من الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مدريد بعد فوزهم بالعديد من الألقاب، يقول مدافع آرسنال إنه لا يمكنه المغادرة خالي الوفاض.

وقال: "لقد فاز ببعض الألقاب مع ليفربول. أما أنا، فلم أفز بأي شيء هنا باستثناء... كأس الدرع الخيرية فقط، لذا نعم. لم أفعل شيئًا لهذا النادي لأفكر في المغادرة. أريد البقاء هنا والفوز بالعديد من الألقاب. أحب هذا النادي. لا يمكنني مغادرة هذا النادي دون أن أرد له الجميل. لم أفز بأي شيء. لذا، نعم، كان خياري الأول هو البقاء هنا والفوز بكل شيء أولاً".

إنها تصريحات ستسعد جماهير آرسنال وتؤكد الثقافة التي بنى بها أرتيتا فريقه: التعطش للفوز والولاء والمسؤولية.

أدى أداء ساليبا المتسق على مدار الموسمين الماضيين إلى جعله لاعباً لا غنى عنه في تشكيل أرتيتا. ويثق المدير الفني به ثقة تامة، وكذلك النادي الذي استثمر فيه.

 وبحسب ما ورد، يبلغ راتب الفرنسي بموجب العقد الجديد 250 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، ما يجعله ثالث أعلى لاعب أجراً في الإمارات، بعد بوكايو ساكا وكاي هافيرتس.

 ارتفعت تكلفة رواتب آرسنال إلى 328 مليون جنيه استرليني (438 مليون دولار) سنويًا، حيث يتقاضى سبعة نجوم الآن 200 ألف جنيه تسترليني أو أكثر أسبوعيًا، بما في ذلك اللاعب فيكتور جيوكيريش الذي انضم إلى الفريق في الصيف. لكن مجلس الإدارة يرى أن هذه الأموال قد أنفقت في مكانها الصحيح، وهي بمثابة إعلان نوايا من نادٍ مستعد للتنافس على كل شيء.

ومع ذلك، لم تكن رحلة ساليبا قصة خيالية. عندما تولى أرتيتا المسؤولية في ديسمبر 2019، تم استبعاد المدافع الشاب، وتم إعارته ثلاث مرات إلى سانت إتيان ونيس ومارسيليا. لكن بدلاً من أن يستسلم، قاتل حتى النهاي.

قال: "كان أرتيتا صريحًا معي. في الأسبوع الأول، قال لي إنني لست جاهزًا للعب. أخبرني بذلك. كنت أتدرب وألعب مع فريق تحت 21 عامًا. في نهاية ديسمبر، أخبرني أنه من الأفضل لي أن أذهب على سبيل الإعارة بدلاً من البقاء هنا وعدم اللعب. كنت غاضبًا لأنني كنت بحاجة إلى المشاركة.

أرسلني على سبيل الإعارة وكنت على اتصال مع (المدير الرياضي آنذاك) إيدو عندما كان هنا. كان يتحدث مع وكيلي. بعد الإعارة الأولى، قال إننا بحاجة إلى إعارة أخرى. لم أستسلم والآن أنا هنا أمامكم ألعب لآرسنال".

بينما يستعد لخوض مباريات تصفيات كأس العالم مع منتخب فرنسا ضد أذربيجان وأيسلندا، يدرك ساليبا أن قلبه ينبض باللونين الأحمر والأبيض. إنه لا يسعى وراء المجد في الخارج، بل يبنيه في لندن. في عصر الولاء قصير الأمد والرحيل السريع، يبدو التزام ساليبا مثيرًا للاهتمام. 

وإذا صدقت كلماته، فلن يتوقف حتى يتردد صدى نبضات قلبه تحت وابل من الألعاب النارية التي تعلن فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا.