إليكم هذه الحقيقة .. سالم الدوسري ليس أسوأ سعودي يتوّج بالأفضل في آسيا و"سعيد العويران والثنائي المنحوس أكبر دليل"!

كما ذكرنا.. هُناك 5 سعوديين بخلاف نجم وقائد نادي الهلال سالم الدوسري، توّجوا بجائزة "أفضل لاعب في آسيا" عبر التاريخ؛ على النحو التالي:

* عام 1994: أسطورة نادي الشباب سعيد العويران.

* عام 2000: مايسترو نادي الهلال نواف التمياط.

* عام 2005: صخرة نادي الاتحاد حمد المنتشري.

* عام 2007: قناص نادي الهلال ياسر القحطاني.

* عام 2014: مهاجم نادي الهلال ناصر الشمراني.

أما سالم فقد حصل على الجائزة، في نسختي 2022 و2025؛ ليصبح أول لاعب سعودي عبر التاريخ، يحقق هذا الإنجاز.

ومن كل هذه الأسماء السعودية - سالفة الذكر -؛ نجد أن بعضهم توّج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا" بعد تحقيق العديد من البطولات، وآخرين تحصلوا عليها دون ذلك.

يُعتبر نواف التمياط وحمد المنتشري، الثنائي التاريخي لناديي الهلال والاتحاد؛ من أكثر اللاعبين السعوديين، الذين استحقوا التتويج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا".

التمياط عندما توّج بالجائزة عام 2000؛ حقق العديد من الإنجازات التاريخية، سواء على المستوى الجماعي أو الفردي.

وقاد التمياط فريقه الهلالي في هذا العام، للتتويج بالسداسية التاريخية؛ وهي: "دوري أبطال آسيا، السوبر الآسيوي، البطولة العربية، كأس ولي العهد، كأس الاتحاد السعودي وكأس المؤسس".

ليس هذا فقط؛ فقد قاد نجم الهلال التاريخي منتخب بلاده السعودية؛ للوصول إلى نهائي كأس أمم آسيا 2000، قبل الخسارة (0-1) أمام اليابان.

وأمام كل هذه الإنجازات الجماعية، ومستواه الفردي المبهر؛ اُختير نواف التمياط سفيرًا للكرة العربية، عام 2000.

وبخصوص المنتشري؛ فلا يُمكن لأي عاشق للكرة السعودية قبل فريق الاتحاد الأول لكرة القدم، أن ينسى ما قدّمه هذا المدافع التاريخي عام 2005.

المنتشري قدّم أفضل المستويات الكروية وقتها؛ ليقود ناديه الاتحاد للتتويج بدوري أبطال آسيا، إلى جانب لقب دوري أبطال العرب.

وكان صخرة العميد الاتحادي أكثر من مجرد مدافع؛ حيث ظهر كقائد لعملاق جدة، داخل أرضية الملعب وخارجها.

وبالانتقال إلى أسطورة نادي الشباب سعيد العويران؛ سنجد أنه توّج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا 1994"، دون أن يتوّج بأي لقب كبير.

وعلى الرغم من أن الشباب سيطر على الألقاب المحلية، في بداية التسعينيات؛ إلا أن الفريق لم يحقق أي لقب كبير في هذا العام، مع الاكتفاء بالحصول على دوري أبطال الخليج العربي.

وعلى الرغم من ذلك.. قدّم العويران مستوى مبهر؛ وخاصة في مشاركته مع منتخب السعودية الأول لكرة القدم، في عام 1994.

ويُمكن أن نقول بكل ثقة إن العويران حصل على جائزة "أفضل لاعب في آسيا"، في هذا العام تحديدًا؛ بسبب مستواه الفردي في البطولة العالمية، فقط.

ولن ينسى العالم هدف أسطورة الشباب في شباك بلجيكا، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات بمسابقة كأس العالم 1994؛ والذي أهل المنتخب السعودي إلى دور ثمن النهائي، رسميًا.

وقتها.. راوغ العويران نصف لاعبي المنتخب البلجيكي؛ قبل أن يسجل هدفًا منح السعوديين الفوز (1-0)، في هذه المباراة.

وصنف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، هدف العويران في مباراة السعودية وبلجيكا بكأس العالم 1994؛ كأحد أفضل الأهداف، في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية.

وبحديثنا عن الثنائي السعودي الكبير ياسر القحطاني وناصر الشمراني، اللذين توّجا بجائزة "أفضل لاعب في آسيا" عامي 2007 و2014 - على التوالي -؛ سنجد مفارقة كبيرة للغاية.

هذا الثنائي توّج بالجائزة، رغم عدم الحصول على لقب كبير؛ ولكنهما قدّما مستوياتٍ فردية، على أعلى مستوى.

القحطاني تحديدًا لم يتوّج بأي لقب كبير عام 2007؛ ولكنه أبدع فرديًا بدرجه اختياره كـ"سادس أفضل هداف في العالم"، من قِبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم.

وقاد قناص الهلال وقتها، منتخب بلاده السعودية للتأهل إلى نهائي كأس أمم آسيا 2007؛ قبل الخسارة من العراق، بهدفٍ مقابل لا شيء.

وحصل القحطاني على هداف البطولة آنذاك، قبل أن يتوّج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا"؛ في واحدة من النسخ التي أثارت الجدل، بسبب اعتبار الأسطورة العراقية يونس محمود أنه كان الأحق بها.

ومن ناحيته.. عاش الشمراني عامًا صعبًا جدًا في 2014، سواء مع فريق الهلال الأول لكرة القدم أو منتخب السعودية؛ رغم تقديمه مستوياتٍ فردية مبهرة، كللها بالتتويج هدافًا لمسابقة الدوري المحلي.

وفي عام 2014؛ حل الشمراني "وصيفًا" مع الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، مع خسارة نهائيي كأس ولي العهد السعودي ودوري أبطال آسيا.

أيضًا.. خسر الشمراني نهائي كأس الخليج العربي مع منتخب السعودية 2014؛ لكنه أنهى هذا العام الكارثي، بالحصول على جائزة "أفضل لاعب في آسيا".

وأخيرًا.. سنتطرق في حديثنا إلى ساحر نادي الهلال ومنتخب السعودية الأول لكرة القدم سالم الدوسري؛ حيث سنجد أنه استحق الحصول على جائزة "أفضل لاعب في آسيا 2022"، بعد إنجازاته الجماعية وإبداعاته الفردية.

سالم توّج في عام 2022، بلقب الدوري السعودي للمحترفين مع الزعيم الهلالي؛ كما قاد الفريق الأزرق لإنجاز تاريخي، بالوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية.

كذلك.. أبدع نجم الهلال في كأس العالم 2022 مع المنتخب السعودي، رغم الخروج من دور المجموعات؛ فلا يُمكن أن ننسى هدفه التاريخي في الفوز (2-1) على الأرجنتين، ضمن منافسات الجولة الأولى.

أي أن اختيار سالم كـ"أفضل لاعب في آسيا 2022"؛ تم بناء على إنجازاته المحلية والعالمية، سواء مع الهلال أو المنتخب السعودي.

إلا أن الجائزة التي حصل عليها سالم الدوسري في 2025، أثارت الكثير من الجدل؛ لأنه على عكس 2022 لم يتوّج اللاعب بأي لقب سوى كأس السوبر السعودي، مع الوصول إلى نصف نهائي النخبة الآسيوية ودور الـ8 بمسابقة كأس العالم للأندية بـ"النظام الجديد".

لكن.. لا يجب أن نتجاهل المستوى الفردي المبهر لسالم، مع فريق الهلال في موسم 2024-2025؛ على النحو التالي:

* أولًا: المساهمة بـ45 هدفًا خلال 51 مباراة في مختلف المسابقات "سجل 27 وصنع 18".

* ثانيًا: أفضل صانع أهداف في دوري روشن السعودي للمحترفين "15 تمريرة حاسمة".

* ثالثًا: هداف دوري أبطال آسيا "النخبة" برصيد 10 أهداف.

ومن هُنا.. يتضح أن سالم كان نجمًا لامعًا في موسم 2024-2025، على المستوى الفردي؛ ولكنه تعرض لانتكاسات جماعية، لعديد العوامل الخارجة عن إرادته.

الملخص من كل ما سبق؛ هو أنه لا يجب الحكم على نجم وقائد نادي الهلال سالم الدوسري، بمجرد عدم تتويجه بألقاب كبيرة مع الهلال في 2024-2025.

وحسب ما يظهر؛ هو أن هُناك عوامل أخرى لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تتحكم في اختيار "أفضل لاعب في القارة" غير البطولات.

أهم هذه العوامل؛ هي: "أداء اللاعب الفردي خاصة في المباريات القارية والدولية، عدد الأهداف المسجلة والتمريرات الحاسمة، واللعب النظيف".

وبالفعل.. سنجد أن سالم تألق في دوري أبطال آسيا "النخبة" وكأس العالم للأندية، إلى جانب تحقيقه أرقامًا فردية رائعة طوال الموسم؛ وهي كلها معايير ساعدته على التتويج بالجائزة، بعيدًا عن الحصول على الألقاب.

ونفس هذه المعايير؛ هي التي قادت سعيد العويران وياسر القحطاني وناصر الشمراني، للتتويج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا" أعوام 1994 و2007 و2014.

وبالتالي.. لا يجب أن يُقال إن سالم الدوسري أسوأ لاعب سعودي، توّج بجائزة "أفضل لاعب في آسيا"؛ كما حاول البعض الترويج، في الأيام الماضية.