Salem A Dawsari KSA Saudi GOAL ONLYGOAL AR

صالحته الجماهير السعودية في قمة العراق و"صالحها" لكن ليس بالطريقة المنتظرة .. جفف دموعك فالأمل قائم يا سالم الدوسري!

هذا قدرك يا سالم .. فرغم إثارة قمة المنتخب السعودي ونظيره العراقي من عدة جوانب إلا أن الدوسري حافظ على مكانه في قمة تلك الإثارة، وسط أضواء مسلطة بقوة عليه، في فترة يتعرض بها لانتقادات كبيرة.

التورنيدو قاد المنتخب السعودي يوم الثلاثاء، للتأهل لكأس العالم 2026 للمرة السابعة في التاريخ، بعد التعادل سلبيًا دون أهداف أمام المنتخب العراقي، ضمن الجولة الثانية من الدور الرابع "الملحق الآسيوي" بالتصفيات المؤهلة للحدث العالمي.

هذا الفوز رفع رصيد الأخضر للنقطة الرابعة في صدارة جدول ترتيب المجموعة الثانية بالتصفيات متفوقًا بفارق الأهداف على أسود الرافدين؛ محتلي الوصافة بأربع نقاط أيضًا.

لكن دعونا نخصص السطور التالية للحديث تفصيلًا عما قدمه سالم الدوسري أمام المنتخب العراقي..

  • مصالحة الجماهير مع سالم الدوسري

    يبدو أن ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي وما نسمعه؛ من أفواه بعض الإعلاميين عبر البرامج التليفزيونية ضد قائد المنتخب السعودي من انتقادات وهجوم ومطالب بإبعاده عن الأخضر نهائيًا، قد تنحى جانبًا الليلة خلال قمة العراق، فالجميع جاء راغبًا في الاحتفال بعيدًا عن أي خلافات.

    الوضع أمام العراق؟ تبادل التحية بين التورنيدو والجماهير في مدرجات ملعب الإنماء بجدة وفي لقطة أخفق بها القائد!

    نعم! لقد سدد صاحب الـ34 عامًا تسديدة مرت بعيدة عن مرمى الحارس العراقي جلال حسن في بداية الشوط الأول .. قرر معها جمهور الأخضر توجيه تحية حماسية للدوسري، لرفع معنوياته فيما تبقى من اللقاء.

    وهنا لم يتجاهل القائد تحية جماهير بلاده، فقد رد عليهم التحية رافعًا يديه بالتصفيق لهم، وكأنها معاهدة سلام جديدة بينهم.

  • إعلان
  • لكن الصلح لم يأت بالطريقة المرغوبة من قبل الجماهير!

    بعد هذه اللقطة، انتظر الجمهور انتفاضة حقيقية من قائد منتخبهم، لكنه لم يفعل، بل كان عاملًا في غضبهم أو بالأحرى وضعهم تحت ضغط كبير على مدار دقائق المباراة، على إثر الفرص التي أهدرها.

    الحديث تحديدًا عن الشوط الثاني، الذي كانت به تسديدات سالم "طائشة" أكثر من أي شيء آخر..

    في بداية الشوط الثاني، استلم الدوسري تمريرة أكثر من رائعة من وسط الملعب، وضعته على انفراد بحارس المرمى جلال حسين، الذي أغلق الزاوية الضيقة عليه تمامًا .. وهنا كان أمام سالم فرصة التمرير لزميله على الجانب الآخر من منطقة الجزاء لضمان إسكان الكرة في الشباك بنسبة أكبر من الوضيعة التي كانت بها القائد، لكنه قرر التسديد، ليتصدى له الحارس العراقي ببراعة.

    بعدها أتيحت فرصة أخرى لسالم بعدما استلم كرة على حدود منطقة الجزاء العراقية، فكان قراره الإطاحة بالكرة بقوة في السماء بعيدًا تمامًا عن المرمى.

    واستمر الوضع على الحال نفسه في كل مرة يقرر بها سالم الدوسري التسديد، وحتى وإن قرر التمرير لمن هو في وضعية أفضل منه أمام المرمى، كان الدفاع العراقي ينال منه ببراعة.

  • سالم الدوسري "الدفاعي" أفضل من "الهجومي"

    يبدو أن سالم الدوسري بالفعل يدرك تمامًا أنه متراجع بشكل كبير مع المنتخب السعودي في الجانب الهجومي ويواجه سوء حظ غريب سواء لتأثر مستواه في الموسم الجاري أو حتى لتفوق العراقيين عليه، لذا قرر البروز في أكثر من لقطة دفاعية..

    العراقيون ضغطوا بقوة على الأخضر السعودي في الشوط الثاني أملًا في اقتناص بطاقة التأهل المباشر لكأس العالم من قلب جدة.

    وفي إحدى الهجمات العراقية، أنقذ سالم الموقف بضربة خلفية "مقصية" مستعينًا بمهارته الكبيرة، ليشتت الكرة من منطقة جزاء المنتخب السعودي نحو وسط الملعب.

    تلك ربما أبرز لقطات الدوسري الدفاعية، لكن بشكل عام رجع لوسط ملعب منتخب بلاده وحدود منطقة جزائه في أكثر من هجمة للعراقيين، للقيام بالمساندة الدفاعية ومن ثم قيادة هجمة مرتدة.

  • Saudi Arabia v Iraq - FIFA World Cup QualifierGetty Images Sport

    بالأرقام .. ماذا قدم سالم الدوسري أمام المنتخب العراقي؟

    بلغة الأرقام، خلق سالم الدوسري فرصتين لزملائه أمام أسود الرافدين، لم ينجحوا في استثمارها لهز الشباك، فيما أهدر هو فرصة هدف محقق.

    وسدد التورنيدو أربع تسديدات، منها اثنتين على المرمى، فيما كانت دقة تمريراته 78% فقط، حيث تأثرت بقطع الكرة 24 مرة من قبل العراقيين، على حدود منطقة الجزاء خصيصًا.

    فيما كان الغريب أنه لم يرسل إلا أربع عرضيات فقط طوال دقائق المباراة، بينما نجح في ثلاث مراوغات من أصل تسع محاولات، وكذلك تفوق في سبع ثنائيات أرضية فقط من أصل 16.

  • الأمل قائم يا الدوسري!

    على كلٍ، ما يجب على قائد الهلال والمنتخب السعودي حاليًا هو طي صفحة تلك التصفيات "الكبيسة" عليه بشكل نهائي، فقد تحقق الهدف الجماعي للأخضر، ويبقى هدفه الشخصي هو..

    التأهل لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ التورنيدو والسابعة في تاريخ المنتخب السعودي بشكل عام من شأنه أن يخلق دوافع جديدة لدى الدوسري من الناحية الدولية تحديدًا، خاصةً وأن تلك الجبهة هي الأكثر تعرضًا للانتقادات في مسيرته الكروية على عكس نجاحاته منقطعة النظير مع الهلال.

    كذلك أمام التورنيدو فرصة الفوز بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية، خلال الحفل الذي سيقام في السعودية غدًا الخميس، وهذا سيمثل دفعة معنوية أخرى له.

    حتى وإن خسر الجائزة، فترشحه لها في موسم تعرض به للكثير من الانتقادات نجاح في حد ذاته .. فهل يعود سالم الدوسري لسابق عهده قبل أشهر من كأس العالم؟ الجميع يأمل ذلك!

    على جانب آخر، على الجمهور المنافس للهلال أن يرفع يده قليلًا عن رقبة الدوسري، فتأثير ضغوطات الفترة الماضية تجلى في انفجاره باكيًا بعد إطلاق الحكم الأردني أدهم المخادمة صافرة نهاية مواجهة العراق .. وارد أن تكون هذه دموع فرحة التأهل للمونديال، لكن الأكيد أن نظراته تقول إنها انفجار بعد ضغط كبير، وما كان التأهل سوى فرصة للبكاء علنًا دون لوم!