مؤشر قوي من أكرم عفيف على خسارته جائزة الأفضل في آسيا .. وسالم الدوسري: تحاملت على نفسي لأجل المنتخب السعودي

يعد أكرم عفيف هو المنافس الأول لسالم الدوسري على جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا لعام 2025، رغم تألق الماليزي عارف هانابي  خلال العام.

ولكن قبل إقامة حفل اختيار الأفضل غدًا الخميس، لم يكن عفيف متواجدًا في المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الأربعاء في الرياض، قبل انطلاق الحفل.

وغياب أكرم عفيف جناح نادي السد ومنتخب قطر، يعد مؤشرًا قويًا على أن جائزة الأفضل في آسيا في طريقها لسالم الدوسري قائد نادي الهلال والمنتخب السعودي.

أكد سالم الدوسري قائد المنتخب السعودي، خلال تصريحات بالمؤتمر الصحفي قبل الجائزة المقرر إعلانها غدًا الخميس، أن روح المسؤولية والالتزام كانت وراء تحمله اللعب رغم الإصابة خلال مباريات الملحق الآسيوي، وتحديدًا مواجهة العراق بالأمس، مشيرًا إلى أن واجبه كقائد يفرض عليه القتال حتى اللحظة الأخيرة من أجل المنتخب.

وقال الدوسري: "من الطبيعي أن أتحامل على نفسي في مثل هذه المواقف، فالقائد يجب أن يكون أول من يضحي وآخر من يستسلم، والتأهل لكأس العالم 2026 لم يكن سهلًا، لكنه جاء ثمرة عمل جماعي وجهود كبيرة من الجميع".

وأضاف نجم الهلال: "أنا فخور بما تحقق، والتأهل دليل واضح على أن الكرة السعودية تمتلك جودة عالية ولاعبين على مستوى عالٍ من الاحترافية".

وتحدث سالم عن ترشحه مجددًا لجائزة أفضل لاعب في آسيا قائلًا: "سعيد بترشيحي للمرة الثانية، لكن النجاح الجماعي يبقى الأهم بالنسبة لي، والجوائز الفردية تأتي كنتيجة طبيعية للعمل الجماعي المتكامل".

وعن طموحاته في المرحلة المقبلة، أوضح الدوسري: "أنا أحب التحديات، وإذا حالفني الحظ بالفوز بالجائزة فستكون حافزًا إضافيًا لي لتقديم المزيد، لدي أرقام كثيرة في مسيرتي، لكن كل رقم جديد يمثل دافعًا للاستمرار في خدمة المنتخب والنادي. بالنسبة لي العمر مجرد رقم، والأهم هو عقلية اللاعب التي تحدد قدرته على العطاء".

واختتم قائد الأخضر حديثه برسالة تعكس طموحه الدائم: "أفضل لاعبي العالم يعيشون تحت ضغط دائم، وأنا كذلك أتعامل مع الضغط بطريقة إيجابية، كان همي الأول هو تأهل المنتخب، والحمد لله نجحنا في تحقيق الهدف، وسأواصل العمل بكل قوة في كل يوم جديد من مسيرتي".

وقاد سالم الدوسري منتخب بلاده السعودية، للتأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه، بعد التعادل السلبي أمام العراق، حيث لم يظهر بأفضل مستوياته في مباراة التأهل لمونديال 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

بلغة الإحصاءات، لم يكن سالم الدوسري في أفضل حالاته الهجومية خلال مواجهة العراق التي انتهت بالتعادل السلبي، رغم تحركاته النشطة ومحاولاته المتكررة لقيادة الهجمات السعودية.

فقد صنع الدوسري فرصتين محققتين للتسجيل لزملائه، لكنهما لم تُترجما إلى أهداف، كما أهدر بنفسه فرصة ثمينة كانت كفيلة بحسم اللقاء مبكرًا. وعلى مستوى التسديد، أطلق أربع كرات نحو المرمى، جاءت اثنتان منها بين القائمين والعارضة.

أما في جانب دقة التمرير، فقد بلغت 78% فقط، وهي نسبة منخفضة مقارنة بمستوياته المعتادة، بعد أن نجح الدفاع العراقي في قطع الكرة منه 24 مرة، معظمها على مشارف منطقة الجزاء، حيث كانت محاولاته للاختراق الفردي تُقابل بتكتل دفاعي محكم.

ومن الملاحظ أيضًا أن الدوسري اكتفى بإرسال أربع عرضيات فقط طوال اللقاء، في وقت حاول فيه الاعتماد على مهارته الفردية، فنجح في ثلاث مراوغات من أصل تسع، كما تفوق في سبع مواجهات أرضية فقط من أصل 16، ما يعكس الصعوبة الكبيرة التي واجهها أمام الصلابة الدفاعية العراقية.

قاد سالم الدوسري، نجم وقائد فريق الهلال، الزعيم خلال الموسم الماضي إلى تحقيق لقب كأس السوبر السعودي، في بداية كانت واعدة، قبل أن تتعثر مسيرة الفريق لاحقًا بخسارة جميع البطولات الكبرى، وهي دوري روشن للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، ودوري أبطال آسيا للنخبة.

ورغم خيبة الأمل الجماعية، فإن الدوسري قدّم موسمًا استثنائيًا على الصعيد الفردي، إذ كان أحد أبرز عناصر الهلال وأكثرهم تأثيرًا داخل المستطيل الأخضر، حيث قاد الفريق للوصول إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية أمريكا 2025، بعد مشوار مثير تخطى فيه ريال مدريد في دور المجموعات ومانشستر سيتي في دور الـ16، قبل أن يودّع البطولة أمام فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي.

إحصائيًا، خاض التورنيدو خلال موسم 2024-2025 ما مجموعه 51 مباراة في مختلف البطولات، نجح خلالها في تسجيل 27 هدفًا وصناعة 18 تمريرة حاسمة، ليؤكد من جديد قيمته الكبيرة في الفريق الأزرق، سواء كمهاجم ثالث أو جناح هجومي متحرّك.

أما على الصعيد الدولي، فقد واصل الدوسري حضوره القوي مع المنتخب السعودي، حيث شارك في بطولة كأس الخليج العربي ووصل مع الأخضر إلى نصف النهائي قبل الخسارة أمام منتخب عمان، كما كان من أبرز المساهمين في تأهل السعودية إلى كأس العالم 2026.

وخلال البطولة الخليجية تحديدًا، سجّل الدوسري هدفًا وصنع آخر خلال أربع مباريات، وكان كلاهما أمام المنتخب العراقي في الجولة الثالثة من دور المجموعات، ليواصل هوايته المعتادة في التألق بالأوقات الحاسمة.