سافيتش والحمدان ومالكوم .. عناوين أفكار ستغرق جيسوس والهلال في بحر النصر

توظيف اللاعبين أهم عامل فني في فريق كرة القدم، ويقول العديد من المخضرمين والخبراء "مجرد دع كل لاعب يلعب في مكانه المناسب له ويؤدي الأدوار المناسبة لقدراته وستحصل على فريقًا منظمًا وقويًا".

جيسوس عليه أن يعي ذلك ويتوقف عن التغيير الغريب في مراكز اللاعبين في بعض المباريات، وأكبر دليل ما فعله مع مالكوم بوضعه خلف المهاجم خلال المباراة الأخيرة أمام الحزم، وقد رأينا كيف تغير الأداء الهجومي حين عاد لمركزه الطبيعي في الجناح.

الهلال يمتلك لاعبين أصحاب جودة عالية جدًا ويكفي لإنتاج فريق قوي منهم وضع كل لاعب في المكان المناسب وتكليفه بالدور المناسب دون أي فلسفة زائدة من المدرب.

يمتلك الهلال جوهرة في وسط الملعب .. سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، حصل عليه الفريق بعد منافسة شرسة وبعدما كان مطلبًا لعديد الكبار في أوروبا.

اللاعب الصربي يُجيد اللعب في وسط الملعب بأدوار متنوعة بين الدفاع والهجوم، ويمتاز أكثر بالجانب الهجومي لأنه صاحب رؤية ممتازة وتمريرات ثاقبة وتسديدات قوية واقتحامات إيجابية لمنطقة جزاء المنافس.

مل الجميع من مطالبة جيسوس بعدم تقييد سافيتش في الوسط ومنحه الحرية ليتقدم للهجوم ويدعمه، بل طالبه البعض بالاعتماد عليه كصانع لعب صريح لأننا نرى تأثيره الهجومي الكبير حين يتقدم للأمام، وقد عانى الهلال في آسيا هجوميًا خلال المباراة الأولى تحديدًا لعدم الاعتماد عليه ضمن الأجانب الخمسة.

المدرب وصلته تلك المطالبات ورد عليها بعناد كبير قائلًا "صحيح أن سافيتشيقدم مستويات أفضل بكثير، عندما يكون أقرب لمرمى المنافسين، "لكن هذا لا يعني أنه لا يجيد في مركز الارتكاز".

حسنًا، ليس مشكلة أبدًا أن يعترف كل منسوبي الهلال أن عبد الله الحمدان ليس باللاعب المناسب للفريق .. واضح جدًا أنه أقل جودة ما يتطلب الزعيم!

الحمدان حرص على فرص كبيرة منذ انضمامه من الشباب، وجيسوس تحديدًا حاول الاعتماد عليه ومنحه الوقت المناسب في الملعب لكن لا فائدة! اللاعب لا يؤدي أبدًا في أي مركز يلعب به وتواجده على أرض الملعب مضيعة وقت.

تلك الفرص أولى بها لاعبون آخرون على رأسهم مصعب الجوير الذي قدم نفسه كلاعب وسط مهاجم وصانع لعب ممتاز الموسم الماضي.

تفاءل الجميع خيرًا بعودة ياسر الشهراني من الإصابة التي رمته اللعب طويلًا، لكن الجميع أصيب بخيبة أمل وإحباط من المستوى المتواضع للاعب.

الشهراني أحد نجوم العقد الأخير للهلال دون شك وتبقى جودته بعيدة عن أي علامات استفهام، لكن يبدو واضحًا أنه لا يعيش أفضل أوقاته وأصبح مشكلة كبيرة للفريق.

جيسوس مطالب بالبحث عن حلول أخرى حتى الوصول إلى يناير لمحاولة إيجاد حل نهائي لمشكلة الظهير الأيسر، تلك الحلول قد تتضن إشراك ناصر الدوسري أو محمد البريك.

الهلال يُشارك في عدة بطولات ولذا لابد من اتباع نظام المداورة بين اللاعبين حتى لا يجد في المراحل الحاسمة من الموسم مجموعة مرهقة جدًا ومجموعة بعيدة عن مستواها نتيجة الجلوس طويلًا على دكة البدلاء.

لكن! .. المداورة يجب أن تحدث بذكاء شديد من جانب جيسوس بحيث يُحافظ على قوة الفريق وإيجابيته في كل مباراة، بحيث لا يحدث أي خلل دفاعي أو هجومي خلال المباريات يُعرض الفريق لخسارة النقاط ... وقد رأينا أمام الحزم عكس ذلك تمامًا وهو ما هدد بالخروج من الكأس.

جيسوس يمتلك مجموعة ممتازة من اللاعبين وكل ما يحتاجه التخطيط السليم للموسم ولاستخدامهم خلاله.

قال جيسوس أنه حدد مسدد ركلات الجزاء في الهلال بين الثلاثي ألكسندر ميتروفيتش وسالم الدوسري ونيمار، لكنه ترك مهمة تحديد لمسدد الأول بينهما لهم في الملعب.

هذا الأمر يبدو مشتتًا للاعبين داخل أرض الملعب، إذ لماذا لا يكون المسدد الأول واضحًا وثابتًا؟ لماذا يُترك االأمر للاعبين لتحديده داخل الملعب مما قد يُسبب شيئًا من الارتباك والتوتر للاعب المسدد بعد اختياره.

الهلال أكثر الفرق حصولًا على ركلات الزجاء في دوري روشن هذا الموسم، 7 ركلات، لكنه في نفس الوقت أكثر من أهدرها بواقع 3.