سارينا فيخمان.. هل المدربة التي قادت سيدات إنجلترا للفوز باليورو هي الأفضل باللعبة النسائية؟

بعد مسيرة لاعبة احترافية حافلة أدت فيها 99 مباراة دولية، تولت سارينا فيحمان أول دور تدريبي في سن 37 عامًا مع نادي تير ليدي، حيث انتهى أول موسم كامل لها مع النادي بالفوز بلقبي الدوري والكأس.

في وقت لاحق، حصلت على فرصة العمل مع نادي أي دي أو دين هاج، في الدوري الهولندي حديث التأسيس، حيث فازت هناك بثلاثة ألقاب رئيسية أخرى، قبل أن تتلقى دعوة من اتحاد كرة القدم الهولندي.

لكن رحلتها مع المنتخب الهولندي للسيدات، هو ما جعل سارينا فيخمان تظهر بشكل لافت للأنظار، وأكدت نجاحها بشكل كبير في السنوات الأخيرة. في عام 2019، قادت هولندا إلى نهائي كأس العالم للسيدات في ثاني مشاركة لها في البطولة.

بجانب قيادتها لسيدات إنجلترا، فلديها سجل حافل بالإنجازات حقًا باللعبة.

ما الذي يجعل سارينا فيخمان الأفضل؟ والجميع يشيد بها، خاصة اللاعبات التي تعاونت معهن؟

وضحت لورين هيمب قائلة: "إنها دائماً تحفزنا، سواء على الملعب، أو خارجه، في الاجتماعات وما إلى ذلك. أشعر أنني دائمًا أتعلم، هناك دائمًا شيء لا أعرفه وهي تضيفه لي، لم أذهب يومًا لحصة تدريبية دون أن أشعر أنني أستفيد منها".

كما تقول جيس كارتر، مدافعة تشيلسي: "لديها طريقة معينة للعب، دائمًا تسهل الأمور على اللاعبات".

وتضيف إيلا تون: "ما تراه هو ما تحصل عليه. مباشرة ولكنها قائدة وشخص يهتم كثيرًا، ويريد الأفضل لنا جميعًا. إنها تحفزنا حقًا لنكون الأفضل. أعتقد أن الشيء الرئيسي الذي تقوله سارينا دائمًا هو التأكد من أننا نستمتع بأنفسنا".

شيء آخر أبرزته المدافعة لوسي برونز عندما تحدثت عن سارينا فيخمان، هو كيف أن اللاعبات لديهن أيضًا دور فيما ترغب فيه المدربة. قد تكون صارمة ومباشرة، لكن هذه النقاط يمكن أن تتغير.

تقول برونز: "منفتحة جدًا للتحدي، ومستعدة للاستماع إلى ما لديك لتقوله".

الأمر لا يتعلق فقط بفيخمان، بالجهاز الفني أيضًا التي تتواجد به.

مساعدها آرجان فيورينك، متميز، ويشكل مع فيخمان ثنائي رائع.

فتقول المدافعة أليكس جرينوود: "هو شخص رائع ومتحفظ جدًا. أنا حقًا أتفاهم معه. إنه يحب كرة القدم بنفس قدر محبتي لها، ومعرفته باللعبة مذهلة.

وأضافت: "الطريقة التي يرى بها اللعبة مشابهة للطريقة التي أراها بها، لذلك معظم محادثاتنا تتعلق بالتكتيك وكرة القدم، والاتفاقات والاختلافات فيما نعتقد أنه يجب أن تُلعب اللعبة بها. إنه مهم جدًا لهذا الفريق."

نقطة أخرى يجب أن نذكرها. تمتلك سارينا فيخمان فريقًا رائعًا، الذين يكملون بعضهم البعض بشكل رائع. تقول جيس كارتر: "إنهم يتفاعلون بشكل جيد جدًا مع بعضهم البعض، يمكنهم تزويدنا بكل ما نحتاجه".

وتقول إيلي روبوك، عن يراينت توز مساعد فيخمان: "إنه يجلب الطاقة في التدريبات، ويقوم بالكثير من العمل التقني مع اللاعبين، ويقدم خططًا فردية واحدة إلى واحدة. إنه شخص رائع للغاية".

بالطبع إنه أمر مهم أن تكون مدربًا جيدًا، ولكن من المهم أيضًا أن تحيط نفسك بأشخاص يساعدون على تحسينك أنت وفريقك. سارينا فيخمان بالتأكيد تحقق ذلك.

هناك أيضًا انتقادات لسارينا فيخمان، على الرغم من ذلك. فقد تم استجواب إنجلترا بشكل متكرر إذا ما كان لديهم "خطة بديلة".

تبقى التشكيلة والترتيب الخاص بالفريق ثابتًا بشكل كبير، والجميع يعلم تمامًا كيف يلعب المنتخب الإنجليزي للسيدات.

ومصدر آخر للقلق هو عدم تغيير فيخمان فريقها كثيرًا. بغياب ليا ويليامسون، وبيث ميد، وفران كيربي عن هذه البطولة، أصبح هذا أمرًا يشكل إعاقة بسيطة لأن بعض تلك المراكز ليس لها بدائل واضحة.

على الرغم من أن الكثير من هؤلاء اللاعبات يتنافسون بقوة ضد بعضهم في الأندية، إلا أنهن مقربون للغاية عندما ينضمون إلى معسكرات إنجلترا.

فيخمان هي السبب الرئيسي، في هذا الترابط المثالي بين لاعبات إنجلترا داخل المنتخب.

فتقول جيس كارتر: "بالنسبة لنا، من المهم حقًا أن نكون فريقًا واحدًا، ونلعب بروح جماعية، يمكن أن يصنع ذلك فارقًا في البطولة".

وأضافت: "فيخمان حققت هذا التوازن بيننا، ونحن سعداء بذلك حقًا".

أكبر قوى سارينا فيخمان، والسبب الرئيسي وراء قدرتها على الفوز بالعديد من البطولات الكبيرة، هو هدوئها وثباتها.

فلا تظهر تأثرها بالضغط، أو النتائج السلبية أمام لاعباتها، وتحافظ على التوازن بجميع المنافسات.

بعد كل ذلك، هل فيخمان هي أفضل مدربة في البطولة؟ حسنًا، الأمر متنافس. فهي ليست الوحيدة التي تحمل على سيرتها العديد من البطولات الكبيرة.

واختيار أفضل مدربة في هذه البطولة أمر صعب. بعد كل شيء، يتعامل كل منهن مع مستويات دعم مختلفة، ويقودن الدول التي حققت تقدمًا متفاوتًا في كرة القدم النسائية، وبعضهن يتحملن مسؤوليات أكثر داخل الاتحادات بدلاً من مجرد تدريب فريق.

ولكن بعد التهديد بأن تصبح إنجلترا منذ عدة سنوات، الأكثر تميزًا في كرة القدم النسائية، فالمدربة التي قادت الفريق للمرور من الصعاب، والوصول للعالمية، بالتأكيد تحتل المرتبة الأولى كواحدة من أفضل العقول في هذا المجال.