زاها ينفجر في وجه ماتيتا.. لستُ جوارديولا في قصتك لأنك لستَ إبراهيموفيتش!

هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ خرج زاها في فيديو غاضب على حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رد فيه بقوة على ما اعتبره "افتراءً علنيًا" من زميله السابق. وقال زاها في بداية حديثه: "رأسي يغلي الآن، كان عليّ أن أوضح الأمور لأن ماتيتا لا يريد أن يقول الحقيقة. هذا يُظهر لي أن بعض من كانوا حولي لم يكونوا سعداء بنجاحي".

وأضاف: "لم أكن يومًا سببًا في إحباط أي لاعب أو التقليل من شأنه. كل من يعرفني يعلم أنني لا أتنمر على أحد ولا أحبط طموح أي شخص".

زاها أوضح تفاصيل الموقف الحقيقي، مؤكدًا أن ما قاله ماتيتا كان مجرد مزاح بين الزملاء، وليس سخرية أو تقليلًا من شأنه كما صُوّر. وقال النجم الإيفواري: "ما حدث هو أن ماتيتا كان يتحدث عن رغبته في اللعب لفرنسا في وقت لم يكن يشارك فيه أساسيًا، وكنا نحو عشرة لاعبين في الغرفة. ضحكنا بشكل عفوي، كما يحدث دائمًا في غرف الملابس، لأن الفكرة كانت صعبة وقتها بوجود أسماء مثل (كريم) بنزيما وآخرين في نفس مركزه، لكن لم نقل أبدًا إنه لن يحقق حلمه".

واستكمل زاها انتقاده متسائلًا: "لماذا ذكر اسمي فقط رغم أن عشرة لاعبين شاركوا في الحديث؟ هل لأن اسمي الأكبر؟ هل أراد أن يجعلني جزءًا من قصة صعوده؟ هذا أمر مؤسف جدًا. الآن الناس ترسل لي رسائل تقول: (هل تضحك الآن يا زاها؟)، بينما أنا كنت أول من هنأه عندما تم استدعاؤه للمنتخب الفرنسي".

وختم زاها حديثه بنبرة حزينة قائلاً: "ما فعله يؤلمني أكثر مما يغضبني. كنت أعتبره صديقًا. لكن يبدو أن البعض يستخدم قصصًا ملفقة ليصنع منها قصة نجاح شخصية. لهذا السبب لم أعد أثق في أحد في كرة القدم".

جملة "جزء من قصة الصعود" تلك التي أطلقها زاها توحي بالعديد من القصص الشبيهة لنجوم اتخذوا زملاءهم أو مدربيهم كجزء من قصة صعودهم، بعضهم بالغ في الأمر والبعض الآخر يبدو أنه كان على صواب.

نتذكر جميعًا كيف تحدث زلاتان إبراهيموفيتش عن تجربته في برشلونة، ووضع بيب جوارديولا نصب عينيه في كل التجارب التي أعقبت تجربته في برشلونة والتي كللت في معظمها بالنجاح سواء مع ميلان الإيطالي أو باريس سان جيرمان الفرنسي.

وأيضًا لا يمكن نسيان تأثير جوزيه مورينيو على محمد صلاح، الإخفاق الذي حاصر به مورينيو النجم المصري، ربما يكون ما دفعه حقًا ليثبت إمكانياته أو "ليري الدوري الإنجليزي كرة القدم التي يمتلكها" كما قال صلاح مرارًا وتكرارًا.

أيضًا لا يمكن نسيان العلاقة المتوترة بين محمد صلاح وساديو ماني في الملعب، والتي جعلت كلًا منهما ينفجر داخل المستطيل الأخضر ويقدم أفضل ما لديه للفريق ولنفسه رغم أن لقطات عدة أظهرت عدم رضا كل منهما عن قرارات الآخر، وربما ما قاله روبرتو فيرمينو مؤخرًا يشي ببعض ما حدث بين النجمين الإفريقيين.

الجدير بالذكر أن ماتيتا يعيش واحدة من أفضل فتراته في الدوري الإنجليزي، إذ سجل 21 هدفًا في آخر 58 مباراة مع كريستال بالاس، وهو ما منحه مكانًا في قائمة منتخب فرنسا خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة. أما زاها، فيواصل مسيرته في الدوري الأمريكي (MLS) بعد مسيرة طويلة ناجحة مع كريستال بالاس، حيث يعد أحد أبرز الأسماء في تاريخ النادي اللندني الحديث.

وبينما يواصل ماتيتا الاستفادة من تألقه الميداني، يبدو أن حرب التصريحات بينه وبين زميله السابق زاها قد تفتح فصلاً جديدًا في الخلافات بين نجوم كرة القدم، الذين لا تتوقف معاركهم عند حدود المستطيل الأخضر.