salah van dijk(C)Getty images

رئيس ليفربول يعترف: كنا مستعدين لترك محمد صلاح وفيرجيل فان دايك مجانًا!

في اعتراف صادم لجماهير ليفربول، كشف رئيس النادي توم فيرنر أن الإدارة كانت على استعداد كامل لترك النجمين محمد صلاح وفيرجيل فان دايك يغادران مجانًا في الصيف الماضي، قبل أن يتم التوصل لاتفاق لتجديد عقديهما في اللحظات الأخيرة. 

التصريحات جاءت خلال حديثه لموقع ذا أتلتيك، ضمن مقتطفات من كتاب “Walk On: Inside Arne Slot’s Liverpool”، للصحفي جيمس بيرس، والذي ألقى الضوء على كواليس مرحلة حساسة رافقت مسيرة الفريق خلال موسمه الأخير.

وكان صلاح وفان دايك في العام الأخير من عقديهما مع النادي، بينما كانت المفاوضات تسير بوتيرة بطيئة وبصعوبة كبيرة، وسط ترقب جماهيري وإعلامي شديد لمعرفة ما إذا كان ليفربول سينجح في الإبقاء على اثنين من أهم لاعبيه في العصر الحديث. ومع استمرار الغموض حتى نهاية الربيع الماضي، جاءت تجديدات العقود لتضع حدًا لمخاوف امتدت لأشهر.

لكن فيرنر كشف أن المفاوضات كادت تنهار في أكثر من مرحلة، لافتًا إلى أن إدارة مجموعة فينواي الرياضية (FSG) كانت واضحة في موقفها: "إما الاتفاق وفق شروط مالية عادلة للنادي.. أو الافتراق دون ضغط".. وأكد أن العامل الأكبر في نجاح الملف كان الصبر والهدوء اللذان أظهرهما المدير الرياضي ريتشارد هيوز، الذي لعب دورًا محوريًا في إعادة هيكلة الفريق بعد تولي المدرب آرني سلوت القيادة الفنية.

  • ماذا قال توم فيرنر؟

    وقال فيرنر: "صحيح أنني أميل إلى القلق والاستعجال، لكن صبر ريتشارد كان مثاليًا. كنت أتصل به باستمرار للسؤال عن آخر التطورات في ملف صلاح، فيرد بكل هدوء: ’كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية‘".

    وأضاف: "لو جاء وقال إن الفجوة في المفاوضات كبيرة جدًا ولا يمكن تجاوزها، لكنت احترمت رأيه. نحن نثق في الأشخاص الذين نمنحهم المسؤولية ولا نتدخل إلا عند الضرورة".

  • إعلان
  • Mohamed Salah Liverpool 2025-26 Champions LeagueGetty

    صلاح.. الملك التائه!

    ومع أن تجديد عقود صلاح وفان دايك لاقى ترحيبًا كبيرًا بين جماهير ليفربول آنذاك، فإن الموسم الحالي شهد موجة انتقادات بشأن القرار، خاصة بعد التراجع الملحوظ في أداء الفريق ونتائجه في الدوري الإنجليزي. فالفريق يقبع حاليًا في المركز الثامن، مبتعدًا بثماني نقاط كاملة عن المتصدر آرسنال، بينما يعاني دفاعيًا وهجوميًا على حد سواء.

    وكان النجم الإنجليزي السابق واين روني أحد أبرز المنتقدين، إذ قال إن أداء صلاح وفان دايك هذا الموسم لا يعكس قيمتهما ولا دورهما كقادة داخل الفريق. وصرّح عبر برنامجه The Wayne Rooney Show: "لغة الجسد لديهما مقلقة. كلاهما وقع على عقد جديد، لكن لا أرى القيادة الحقيقية منهما على أرض الملعب. وإذا كانت لغة الجسد سيئة من أهم لاعبين في الفريق، فذلك سينعكس على بقية المجموعة".

    الانتقادات طالت صلاح بشكل خاص، الذي يُعَد حتى الآن الأكثر تأثيرًا في تاريخ ليفربول الحديث. فبعد موسمه المذهل الذي سجل خلاله 34 هدفًا وصنع 23 تمريرة حاسمة، بدا اللاعب هذا الموسم بعيدًا عن مستواه المعتاد. بل وصل الأمر بالإعلام الألماني إلى اتهامه بأنه سبب تعثر الوافد الجديد فلوريان فيرتس، إذ قالت صحيفة بيلد إن "اللعب الفردي الذي يميل إليه صلاح يجعل فيرتس غير قادر على الاندماج أو الظهور بالشكل المتوقع".

    ورغم أن صلاح سجل أربعة أهداف وصنع اثنين في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي، ما يزال فيرتس بدون أي أهداف حتى الآن، ما زاد الضغط على الثنائي وعلى المدرب آرني سلوت الذي يقود موسمه الثاني مع الفريق.

  • Netherlands v Spain - UEFA Nations League Quarterfinal Leg OneGetty Images Sport

    فان دايك.. أين ذهب أحد أفضل مدافعي اللعبة؟

    أما فيرجيل فان دايك، فقد تعرض لانتقادات مشابهة تتعلق بتراجع مستواه الدفاعي وفقدانه للصلابة التي جعلته أحد أعظم المدافعين في تاريخ البريمييرليج.

    واعتبر كثيرون أن الدفاع بات الحلقة الأضعف في الفريق، وهو ما دفع نجم ليفربول السابق جيمي كاراجر للتأكيد على ضرورة إجراء تعاقدات دفاعية في يناير.

    وقال كاراجر في تصريحات لبرنامج The Overlap: "هذا الفريق في شكله الحالي غير قادر على الفوز بالدوري. إذا لم يُعزَّز الدفاع في يناير، قد يجد ليفربول نفسه خارج مقاعد دوري أبطال أوروبا".. وأضاف: "الفريق بحاجة إلى قوة، سرعة، وعمق في الخط الخلفي. الأمر واضح للجميع".

  • ماذا بعد؟

    ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، باتت الأنظار متجهة نحو تحركات ليفربول المرتقبة لسد الثغرات وتصحيح المسار، خاصة أن النادي ما زال يراهن على إمكانية العودة للمنافسة في النصف الثاني من الموسم.

    ومن المنتظر أن يعود ليفربول إلى المنافسات بعد انتهاء فترة التوقف الدولي، حيث سيواجه نوتنجهام فورست على ملعب أنفيلد يوم السبت، وسط آمال جماهيرية بانتعاش الفريق وتقليص الفارق مع آرسنال.

    ويبقى السؤال: هل سيتمكن صلاح وفان دايك من استعادة تأثيرهما وقيادة الفريق للخروج من أزمته؟ أم أن قرار التجديد كان مخاطرة غير محسوبة كما يرى البعض؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف الإجابة.