Florentino PerezGetty Images

ريال مدريد يجهز مفاجأة ضخمة في جمعيته العمومية.. رقم تاريخي يقدمه فلورنتينو بيريز لجماهير الملكي

يستعد نادي ريال مدريد لتقديم وثيقة مالية ستعيد تعريف مفهوم القوة الاقتصادية في عالم الرياضة، حيث سيعرض النادي على جمعيته العمومية ميزانية هي الأضخم في تاريخه لموسم 2025-2026. تبلغ الأرقام المتوقعة 1.248 مليار يورو كإيرادات، وهو رقم قياسي لا يشمل حتى أرباح انتقالات اللاعبين.

هذا التحول المالي الهائل، الذي يأتي بعد موسم 2024-2025 الذي تجاوزت فيه الإيرادات 1.18 مليار يورو، يأتي مدفوعًا بشكل شبه كامل بالتشغيل التجاري للملعب التاريخي "سانتياجو برنابيو" في حلته الجديدة، ليثبت النادي أن الاستثمار الضخم في بنيته التحتية كان خطوة استراتيجية نحو ترسيخ الهيمنة المالية والرياضية لسنوات قادمة.

  • سانتياجو برنابيو يتحول إلى منجم ذهب

    لم يعد ملعب "سانتياجو برنابيو" مجرد مسرح لمباريات كرة القدم، بل تحول إلى منجم ذهب حقيقي يعمل على مدار الساعة، يؤكد النادي أن المحرك الأساسي لهذا النمو هو التشغيل الفعال للملعب، إلى جانب الاتفاقيات التجارية الجديدة، وقد ظهرت بوادر هذا النجاح المذهل بالفعل في السنة المالية 2024-2025، حيث حقق النادي 79.1 مليون يورو من الأنشطة التجارية الجديدة للملعب وحدها، وهذا الرقم لا يتضمن حتى مبيعات التذاكر التقليدية أو مناطق كبار الشخصيات المرتبطة بالمباريات.

    وتوضح الأرقام التفصيلية مدى قوة النموذج الجديد: 52.6 مليون يورو جاءت من جولة "تور برنابيو" السياحية الشهيرة، و15.4 مليون يورو من الفعاليات والحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى 10.3 مليون يورو من المطاعم الجديدة ومناطق الضيافة الفاخرة مثل "سكاي بار" وسوق "برنابيو ماركت". اللافت أن هذه الأرقام تحققت بينما لم يكن الملعب يعمل بكامل طاقته التجارية بعد، مما يعني أن الأفضل لم يأتِ بعد، وأن الإيرادات مرشحة لقفزات أكبر.

  • إعلان
  • قفزة تاريخية في الإيرادات

    بحسب ما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن الميزانية الجديدة لريال مدريد تُظهر طفرة واضحة، حيث تتوقع الإدارة زيادة قدرها 63.5 مليون يورو مقارنة بإغلاق السنة المالية 2024-2025، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 5%، ووفقًا لما ذكرته الصحيفة فإن بعض المصادر قد اطلعت على وثائق الميزانية الداخلية، فإن هذا النمو يستند إلى ركيزتين: التشغيل الكامل لـ"سانتياجو برنابيو" وتفعيل اتفاقيات تجارية جديدة. وتأتي هذه الأرقام الطموحة بعد أن أغلق النادي موسم 2024-2025 المالي بصافي أرباح بلغ 24 مليون يورو، مما يعكس وضعًا ماليًا قويًا ومستدامًا. ويتجلى تأثير الملعب بشكل واضح في بند إيرادات "الأعضاء والملعب"، الذي من المتوقع أن يقفز من 326.8 مليون يورو إلى 402.4 مليون يورو، بزيادة هائلة قدرها 75.6 مليون يورو في عام واحد فقط، وهو ما يؤكد الرسالة التي سيوجهها الرئيس فلورنتينو بيريز للجمعية العمومية في 23 نوفمبر، والتي لخصها سابقًا بقوله: "البرنابيو هو هبة وفخر لريال مدريد".

  • ماكينة أرباح لا تتوقف

    لا يخطط ريال مدريد للتوقف عند هذا الحد. فميزانية 2025-2026 تتوقع زيادة إضافية في الإيرادات بفضل التفعيل الكامل لمناطق الأطعمة والمشروبات، والتشغيل الشامل لمساحات كبار الشخصيات الفاخرة، وإضافة المزيد من الفعاليات الدولية الكبرى. لقد استثمر النادي ما يزيد عن 1.34 مليار يورو، وهو رقم ضخم تم تمويله عبر قروض، في عملية تجديد الملعب، وهو يهدف الآن لاسترداد هذا الاستثمار وتحقيق أرباح طائلة عبر تحويل الملعب إلى وجهة ترفيهية تعمل 365 يومًا في السنة.

    وتشمل المشاريع الجديدة التي بدأت تدر دخلًا بالفعل استضافة أحداث عالمية ضخمة مثل مباراة دوري كرة القدم الأمريكية المرتقبة، وإنشاء "حديقة ترفيهية" خاصة بأعياد الميلاد، بالإضافة إلى جدول مزدحم بالحفلات الموسيقية العالمية. وبهذا، يضمن النادي تدفقًا مستمرًا للإيرادات سواء كانت هناك مباريات كرة قدم أم لا، محققًا نموذجًا اقتصاديًا مكتفيًا ذاتيًا ومحصنًا ضد أي تقلبات رياضية.

  • هيمنة ريال مدريد على الرياضة

    هذه الأرقام الفلكية ليست مجرد استعراض للقوة المالية، بل هي الضمان الأساسي لاستمرار هيمنة ريال مدريد الرياضية. تتيح هذه الميزانية العملاقة للنادي الحفاظ على أعلى فاتورة رواتب في دوري أبطال أوروبا، والتي تقدر بنحو 305 ملايين يورو سنويًا، وتأمين بقاء نجومه الكبار، مثل كيليان مبابي، وفينيسيوس جونيور، وغيرهما من النجوم برواتب ضخمة.

    إن القدرة على تحقيق إيرادات تتجاوز 1.2 مليار يورو تمنح الإدارة مرونة هائلة في سوق الانتقالات، وتضمن قدرة الفريق على المنافسة على جميع الألقاب موسمًا بعد آخر. هذه الاستراتيجية، التي ترتكز على أصل ثابت ومدر للدخل بدلًا من الاعتماد الكلي على حقوق البث المتغيرة أو الجوائز المالية، تمنح ريال مدريد أفضلية واضحة على منافسيه في عصر قواعد اللعب المالي النظيف. ستكون الجمعية العمومية المقبلة في 23 نوفمبر لحظة حاسمة للمصادقة على هذه الرؤية، التي تجعل من ريال مدريد النادي الأقوى اقتصاديًا ورياضيًا في العالم لسنوات طويلة قادمة.