ريال مدريد وإسبانيول: يسار ناري.. هدية كاريراس وعناق فينيسوس يرسمان ملامح جبهة للمستقبل!

قدّم الظهير الإسباني ألفارو كاريراس أداءً استثنائيًا ليثبت أنه الهدية التي جاءت في الوقت المناسب لإنهاء معاناة الفريق في هذا المركز.

لعب بثقة وهدوء لاعب مخضرم يرتدي قميص النادي منذ 10 سنوات، فلم يخطئ تقريبًا وكان ذكيًا في كل تدخلاته.

أرقامه كانت خير دليل، حيث لمس الكرة 121 مرة، وأكمل 91% من تمريراته، والأهم أنه لم يسمح لأي لاعب بمراوغته طوال المباراة، ليؤكد أنه أحد أفضل صفقات الموسم عالميًا.

على نفس الجبهة، عاش فينيسيوس جونيور قصة مختلفة، فنيًا، كان مؤثرًا بصناعة هدف، وتسديدة في العارضة، وتقديمه فرصة ذهبية لمبابي أهدرها بغرابة. 

لكن معركته الحقيقية كانت ضد الانتقادات؛ فاحتفاله الحماسي مع ميليتاو ومبابي بدا رسالة واضحة لمنتقديه بأنه جزء من الفريق.

فينيسوس يجد بعض التمييز ضده من حتى الصحف والقنوات المقربة من ريال مدريد وجماهير الملكي ذاتها، التي انتقد بعضها تعامله مع الكرة التي أهدرها مبابي، ما بالكم لو كان هو نفسه من أهدرها.

عند مقارنة أرقام الثنائي، يظهر الفارق في أسلوب اللعب بوضوح، فكاريراس يمثل الأمان والكفاءة (121 لمسة، 91% دقة تمرير)، بينما يمثل فينيسيوس الجرأة والمخاطرة (9 محاولات مراوغة، 14 مرة فقدان للاستحواذ). 

هذا التباين يبشر بجبهة يسرى فيها بعض التكامل وقادرة على قيادة الملكي لسنوات قادمة، دون أي دعم كبير في تلك المراكز، شرط الاستمرار في هذا الأداء، وربما التحسن قليلًا من جانب فينيسيوس.

بعيدًا عن النقاط الثلاث، خرج ريال مدريد من هذه المباراة بمكسب استراتيجي هو الأهم: اكتمال ملامح جبهة يسرى قد تكون الأقوى في العالم لسنوات قادمة. 

بوجود الصلابة الدفاعية والذكاء التكتيكي الذي يوفره كاريراس خلف الانطلاقات الساحرة والخطورة الهجومية التي يخلقها فينيسيوس، امتلك النادي الملكي ثنائية متكاملة تجمع بين الأمان والإبداع، المقاتل والساحر.