Real Madrid Man City UCL 2024-2025 HIC GFXGOAL AR

مانشستر سيتي وريال مدريد .. لا أحد يعبث مع كبير أوروبا واحذر يا أنشيلوتي من "ثلاثي الفرص الضائعة"

قبل اللعب أمام مانشستر سيتي اليوم، كانت هناك حالة "حذرة" من التفاؤل لدى ريال مدريد ومشجعينه، بشأن موقعة ذهاب ملحق دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وتوقعات بخصوص انتصار شبه مضمون للميرينجي يضعه في مراحل خروج المغلوب.

توتنهام تفوق عليهم 4/0 وآرسنال 5/1 وسبورتينج لشبونة 4/1، لماذا لا نفعلها نحن؟ افتراض منطقي، ولكن في ليالي دوري الأبطال المنطق ليس العنصر الأهم في العديد من المناسبات.

ريال لم يفترس سيتي في أسوأ حالاته كما توقع البعض، ولكنه فعل المطلوب وربما "أكثر" وفقًا لسيناريو المباراة، إرلينج هالاند سجل أولًا، وتعادل كيليان مبابي "بالصدفة" ليعود النرويجي من جديد بهدف في الشوط الثاني من ركلة جزاء.

وفي الوقت الذي كانت تسير فيه الأمور نحو فوز سيتي، منح براهيم دياز هدية لفريقه بتسجيل التعادل في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، قبل أن يأتي جود بيلينجهام ليقتل أصحاب الأرض بهدف ثالث، لتنتهي المباراة 3/2 لصالح الضيوف.

المباراة كانت مليئة بالمشاهد والظواهر المثيرة، ريال مدريد تفادى الخسارة بل خرج منتصرًا وأصبح الطرف الأقرب للتأهل، ولكن سيتي أظهر لنا بعض لمحات الماضي التي كانت ستخرج به فائزًا..

  • ERLING HAALAND MANCHESTER CITYGetty Images

    قمة لا تعرف المنطق

    البداية كانت بخطورة واضحة من ريال مدريد، فرصة من كيليان مبابي تصدى لها إيدرسون ببراعة شديدة من انفراد صريح، قبل أن يهدر فيرلان ميندي هدفًا آخر بغرابة شديدة.

    كل المؤشرات كانت تؤكد أن هدف ريال مدريد سيأتي وأن الأمر مجرد مسألة وقت، خاصة بعد كرة أخرى وصلت إلى فينيسيوس جونيور ولم يستغلها أيضًا، ولكن هنا ظهر هالاند!

    النرويجي تلقى كرة ساقطة من زميله يوشكو جفارديول داخل منطقة الجزاء ليُعلن الهدف الأول لسيتي، رغم أن ريال كان صاحب السيطرة والأفضلية الواضحة منذ الدقيقة الأولى.

    الغريب أن المشهد نفسه تكرر في الشوط الثاني، حيثما كان سيتي صاحب السيطرة الأكبر وبدأ فرض شخصيته على الفريق الخصم، ليأتي كيليان مبابي ليُسجل التعادل من كرة ارتطمت بركبته وسكنت الشباك بغرابة شديدة.

    المباراة بعدها كانت 50/50، كل شيء متوقع، وبالفعل سجل هالاند الثاني من ركلة جزاء قبل أن ينقذ براهيم دياز فريقه بهدف التعادل، في مشهدين منطقيين إلى حد كبير وفقًا للتغييرات التي أجراها كل من بيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي.

    وفي الدقيقة 92 شاهدنا ما هو منطقي وغير منطقي في نفس الوقت، لأن التعادل كان النتيجة الأكثر عدلًا وفقًا لما قدمه كل فريق في هذه المباراة، خاصة وأن سيتي ظهر بصورة أفضل بكثير عما شاهدناه مؤخرًا.

    ولكن ما هو منطقيًا، هو فوز ريال في الوقت بدل الضائع في دوري أبطال أوروبا، لذلك لا جديد، سيناريو معتاد مهما اختلفت الضحايا!

  • إعلان
  • FBL-EUR-C1-MAN CITY-REAL MADRIDAFP

    ثلاثي الفرص الضائعة

    عندما تم الإعلان عن صفقة كيليان مبابي إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، ظن الجميع أنه لن يتمكن أحد من إيقاف الميرينجي بفضل الهجوم الكاسح المُكون من الفرنسي وفينيسيوس جونيور ورودريجو.

    ولكن منذ قدوم لاعب باريس سان جيرمان السابق، أصبح من النادر رؤية الثلاثي يتألق في مباراة واحدة، وحتى الأمر ينطبق على جود بيلينجهام الذي فقد الكثير من فعاليته في الثلث الأخير رغم هدفه المتأخر الليلة.

    ربما المكان الوحيد الذي يمكننا رؤية الرباعي يتألق فيه هو "البلاي ستيشن"، لأننا نتعامل هنا مع لعبة تفاعلية ليس لها علاقة بما يحدث على أرض الواقع، ولن نرى فيها حالة التفكك والأنانية والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة خاصة من فينيسيوس.

    مبابي وفينيسيوس تفننا في إضاعة الفرص السهلة، التي ربما أبدع إيدرسون في التصدي لها، ولكن لو لعب الثنائي بالمستوى المعروف، لكنا شاهدنا ريال مدريد فائزًا رباعية أو خماسية أو أكثر من ذلك.

    دفاع مانشستر سيتي لم يكن أفضل مما كان عليه على مدار الأشهر الماضية، بل ظهرت ثغرات واضحة أسفرت عن وجود الثلاثي الأمامي في مراكز سانحة للتسجيل، ولكن الرعونة أصابتهم جميعًا في وقت واحد.

    حتى الهدف الوحيد لمبابي جاء عن طريق الخطأ، حيث أراد الفرنسي تسديد الكرة بقدمه ولكنها ارتطمت بركبته لتسكن الشباك وتعيد ريال إلى المباراة من جديد.

  • CD Leganes v Real Madrid CF -  Copa del ReyGetty Images Sport

    حلم تحول إلى كابوس

    بعد رحيل توني كروس واعتزاله في الصيف الماضي، وجد ريال مدريد صعوبة في التعاقد مع لاعب وسط جديد، كما تعرض لأزمات متعددة بسبب إصابات إدواردو كامافينجا وهبوط مستوى أوريليان تشواميني وتراجع دور لوكا مودريتش.

    كان على أنشيلوتي العثور على حلول داخلية، ليقع اختياره على داني سيبايوس الذي بدأ دوره يتزايد بالتدريج في الفترة الأخيرة، بظهور أساسيًا ضد فالنسيا ولاس بالماس وريال بلد الوليد وإسبانيول وأتلتيكو مدريد.

    مواجهة مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد كانت الاختبار الأصعب على الإطلاق لقياس مدى تطور سيبايوس، وما قدمه الليلة كان من الممكن أن يؤكد لنا أن أنشيلوتي عثر على بديل كروس بالفعل.

    سيبايوس كان قريبًا للغاية من الحصول على لقب رجل المباراة، حيث لمس الكرة 58 مرة ووصلت دقة تمريره إلى 96% بمجموع 46 تمريرة صحيحة من أصل 48.

    لعب 4 كرات طويلة صحيحة من أصل 5 وصنع فرصة كبيرة وسدد مرتين خارج المرمى، وفاز بـ5 التحامات أرضية وفقد الكرة 5 مرات فقط!

    كل شيء كان يسير على ما يُرام، قبل أن تأتي اللحظة التعيسة التي تسبب خلالها في ركلة جزاء على ريال مدريد بعد التحامه "غير الضروري" على فيل فودين.

    بعدها اضطر أنشيلوتي إلى تغييره، ليكون هذا هو المشهد الأخير، الذي حول ليلة أحلام سيبايوس إلى كابوس، لتؤكد أنه مهما فعل فهو ليس في مستوى اللاعب الأساسي لريال مدريد.

  • FBL-EUR-C1-MAN CITY-REAL MADRIDAFP

    الفوز ذهب إلى الأقل سوءًا

    على مدار السنوات الماضية شاهدنا عدة مواجهات بين مانشستر سيتي وريال مدريد، وكان خلالها كل منهما يظهر في أفضل حالاته في معركة تكسير عظام متكاملة الأركان بين طرفين في قمة مستوياتهما.

    ولكن اليوم الوضع كان مختلفًا، مانشستر سيتي كان سيئًا رغم إظهار بعض اللمحات الجيدة، والمستويات الفردية للعديد من اللاعبين وحالة دفاعه تتحدث عن ذلك.

    روبن دياش الذي كان أحد أفضل المدافعين في العالم من وقت قريب كان أحد أسوأ اللاعبين في المباراة، ونفس الأمر بالنسبة لكيفين دي بروينه وبرناردو سيلفا، وهو الثنائي الذي تعودنا منه على مستوى مختلف تمامًا.

    ريال مدريد كذلك قدم بعض لاعبيه مستويات كارثية، لعل أبرزهم فيرلان ميندي وراؤول أسينسيو وأوريليان تشواميني وإدواردو كامافينجا، كما يعاني من غياب واضح في الترابط بخط هجومه.

    ربما يمتلك ريال الكثير من الأعذار بسبب حالته الدفاعية، لأنه يلعب بفيديريكو فالفيردي "لاعب وسط" كظهير أيمن، وبجواره قلبي دفاع مكون من تشواميني "لاعب وسط أيضًا" والشاب راؤول أسينسيو الذي لا يمتلك أي خبرة أوروبية.

    ولكن ما هو عذر مانشستر سيتي؟ الأسماء حاضرة بوجود جفارديول وناثان أكي ودياش وأكانجي، ولكن مشاكل الفريق تظل قائمة دون أي سبب واضح، هل هو نفسي وذهني يتعلق بغياب الدوافع؟ بدني؟ فني؟ لا يعرف أحد!

    على كل حال، الأمور لا تزال في الملعب، سيتي يمكنه التأهل من خلال مباراة العودة، ولكن سيكون عليه العبور من المتخصص في قتل خصومه مهما كانت حالته أو حالتهم!

  • Manchester City Real Madrid Striscione Vinicius RodriGetty Images

    لا تعبثوا مع كبير أوروبا

    قبل مباراة اليوم وعكس ما اعتدنا عليه مع مانشستر سيتي خاصة في حقبة بيب جوارديولا، شاهدنا لقطات استفزازية من النادي الإنجليزي إلى فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد.

    شاهدنا "تيفو" بعنوان "لا تبكي كثيرًا" وعليها رودري لاعب وسط سيتي وهو يقوم بتقبيل الكرة الذهبية، في رسالة استفزازية واضحة لفينيسيوس الذي خسرها لصالح نظيره الإسباني.

    ونفس الأمر حدث كذلك أمام غرفة ملابس ريال مدريد، عندما ظهر رودري أيضًا أمام فينيسيوس وهو يٌقبل الكرة الذهبية، في لقطة أظهر فيها سيتي عدم احترامه للضيوف بشكل واضح.

    ولكن كما قال إرلينج هالاند وحصل على عقابه سريعًا "ابقوا متواضعين" ولا تعبثوا مع كبير أوروبا، لأنه مهما كانت حالته ومستواه سيلدغ وسينتزع انتصارًا قاتلًا من عقر داركم.

    لقطة لم تكن موفقة من مانشستر سيتي، ولكن لا يوجد سبب للقلق، ريال مدريد أخذ حقه في الملعب، وأثبت أنه من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا، إلا إذا كان لبيب رأيًا آخر في سانتياجو برنابيو.