Real Madrid GFX ai generatedGoal AR

في قانون الأبطال الفوز يأتي أولاً: ريال مدريد وفياريال.. والحكم بطل ثالث!

سيخرج الكثيرون بعد مباراة ريال مدريد وفياريال ليتحدثوا عن الأداء الباهت في الشوط الأول، وعن الحظ الذي لازم الفريق في الهدف الأول وركلة الجزاء، وعن القرارات التحكيمية المثيرة للجدل.

وكل هذا قد يكون صحيحًا ومنطقيًا، لكن في خضم سباق الفوز بلقب الدوري الإسباني الذي يشبه الماراثون وليس سباق سرعة، هناك حقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها: ريال مدريد خرج بالنقاط الثلاث، وهذا النوع من الانتصارات الصعبة هو ما يجب أن يُحتفل به، بل هو ما يصنع الأبطال في نهاية الموسم.

دعونا نضع الأمور في نصابها، الفوز بنتيجة 3-1 على فريق منظم وعنيد مثل فياريال ليس بالأمر الهين على الإطلاق، خاصة عندما لا يكون فريقك في أفضل أيامه.

  • Real-Madrid-CF-v-Villarreal-CF-LaLiga-EA-SportsAFP

    قانون الأبطال

    لم يكن الشوط الأول مجرد أداء باهت، بل كان تكرارًا لمشهد محبط شاهده جمهور مدريد في مباريات سابقة أهدر فيها الفريق نقاطًا ثمينة أمام فرق تعتمد على التكتل الدفاعي.

    استحواذ سلبي، بطء في نقل الكرة، وعجز شبه تام عن خلق فرص حقيقية أمام مرمى الخصم، كانت الأجواء في البرنابيو تتجه نحو الإحباط، خاصة بعد أن كاد فياريال أن يخطف هدف التقدم من هجمة مرتدة لولا براعة تيبو كورتوا. 

    هذه اللحظات هي الاختبار الحقيقي لشخصية الفريق، هل سيستسلم الفريق لسيناريو التعادل المحبط؟ أم أنه يمتلك العزيمة والإصرار لتغيير الواقع؟ الإجابة جاءت واضحة في الشوط الثاني، لم يكن التحول تكتيكيًا بحتًا، بل كان تحولاً في الروح، أظهر الفريق رغبة حقيقية في القتال على كل كرة، وهو ما أجبر فياريال على ارتكاب الأخطاء.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-VILLARREALAFP

    نقاط استراتيجية في توقيت قاتل

    تتجاوز أهمية هذه النقاط الثلاث مجرد كونها إضافة للرصيد، أولاً، هي تمثل ضغطًا نفسيًا هائلاً على المتصدر برشلونة، وتُرسل رسالة واضحة مفادها: "نحن هنا، ولن نتنازل عن الصراع بسهولة".

    ثانيًا، جاء الفوز قبل فترة التوقف الدولي مباشرة، الدخول في إجازة لمدة أسبوعين بعد تعثر يعني أسبوعين من التحليلات السلبية.

    أما الآن، فالجميع في النادي سيدخل فترة الراحة بمعنويات في السماء، والأهم من كل ذلك، هو التحضير النفسي للكلاسيكو القادم. 

    هذا الفوز يمثل منصة انطلاق مثالية نحو المواجهة الأهم في الموسم، فالفريق سيذهب إلى الكلاسيكو وهو في حالة جيدة مما يجعل المباراة فرصة حقيقية للصدارة بدلًا من أن تكون تحت ضغط عدد كبير من النقاط خلف المتصدر.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-VILLARREALAFP

    الجدل التحكيمي.. عندما تستغل الظروف لصالحك

    لا يمكن الحديث عن المباراة دون التوقف عند الأداء المثير للجدل للحكم جييرمو كوادرا فيرنانديز، والذي كان بطلًا لقرارين غيرا مسار اللقاء تمامًا. 

    اللقطة الأولى كانت في احتساب ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني، والتي أثارت اعتراضات واسعة من لاعبي فياريال وسط شكوك كبيرة حول ما إذا كان فينيسيوس هو من بحث عن قدم المدافع، والغريب أن الحكم لم يراجع اللقطة بشكل كافٍ عبر شاشة تقنية الفيديو، وإن كان القرار الأقرب هو صحة ركلة الجزاء لكن مراجعتها كان من شأنها أن يقلل من حدة نجوم فياريال في اللقاء، بالأخص وأنه تغاضى عن ركلة جزاء أخرى لرودريجو بعدها بدقائق أكد صحتها حساب "ارشيفيو فار".

    أما القرار الثاني، فكان أكثر تأثيرًا، وهو إشهار البطاقة الصفراء الثانية وطرد لاعب فياريال سانتياجو مورينيو في الدقيقة 77.

    جاء القرار في توقيت قاتل والنتيجة 2-1، وكان الخطأ لا يبدو أنه يستدعي بطاقة صفراء ثانية على الإطلاق، هذا الطرد قضى عمليًا على أي أمل لفياريال في العودة. 

    وهنا تظهر عقلية البطل، فبينما يحق لفياريال الشعور بالظلم، فإن مهمة ريال مدريد على أرض الملعب ليست تحليل قرارات الحكم، بل استغلال كل الظروف المتاحة، وقد فعلوا ذلك بامتياز، وعاقبوا خصمهم في كل مرة سنحت فيها الفرصة وأضافوا الهدف الثالث وقتلوا اللقاء.

  • Real-Madrid-CF-v-Villarreal-CF-LaLiga-EA-SportsAFP

    أفراد يصنعون الفارق في منظومة متكاملة

    رغم الحديث عن الأداء الجماعي، لا يمكن إغفال الدور الحاسم الذي لعبه بعض الأفراد، فينيسيوس جونيور، حتى في أيامه غير الموفقة، يظل مصدر قلق دائم لأي دفاع، وقد ترجم هذا التهديد إلى هدفين حاسمين.

    لكن الأهم هو ما حدث على دكة البدلاء. نزول لاعبين بحجم جود بيلينجهام وإدواردو كامافينجا وبراهيم دياز غيّر من شكل الفريق ومنح دفعًا هجوميًا هائلاً.

    بالإضافة لأداء فالفيردي الهائل في الجانب الأيمن رغم كل الجدل حول مركزه الحالي، ومستوى ماتانتونو المبشر والذي ينقصه بعض الحظ فقط.

    كل تلك الأشياء وهذه القدرة على تغيير المباراة من خلال البدلاء هي سلاح لا يمتلكه الكثيرون، وتُظهر عمق الجودة في تشكيلة ريال مدريد، وهو العامل الأكثر أهمية في حسم سباق دوري طويل ومرهق.

  • Real-Madrid-CF-v-Villarreal-CF-LaLiga-EA-SportsAFP

    بيت القصيد

    في النهاية، بيت القصيد هو أن الكمال وهم في سباق مكون من 38 جولة، المقياس الحقيقي للفريق البطل ليس في عدد المباريات التي يلعبها بشكل جميل، بل في قدرته على تحقيق الفوز في المباريات التي لا تسير كما يشتهي. 

    مباراة فياريال كانت واحدة من تلك المباريات القبيحة، المليئة بالصعوبات والجدل واللحظات غير الموفقة، لكنها انتهت بثلاث نقاط في رصيد ريال مدريد. 

    وعندما يُرفع كأس الدوري في شهر مايو لو فعلها الملكي، لن يتذكر أحد كيف غيرت الكرة اتجاهها في الهدف الأول، أو مدى صحة ركلة الجزاء وكيف مرت من يد الحارس، ما سيتذكره الجميع هو أن هذه النقاط الثلاث كانت جزءًا من مسيرة التتويج. 

    هذا الانتصار ليس احتفالاً بالأداء، بل هو احتفال بالصلابة الذهنية، والإصرار، والقدرة على إنجاز المهمة تحت أي ظرف، ولهذا السبب تحديدًا، هو فوز يستحق الاحتفال وبقوة في معسكر الملكي.