Getty Images Sport"ريال مدريد سمح له بالفوز في المعركة على ألونسو".. فينيسيوس يرد على صافرات استهجان جماهير البرنابيو!
ليلة الغضب في البرنابيو
شهد ملعب سانتياجو برنابيو ليلة "غير عادية" تحولت إلى محاكمة علنية للنجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي حمل شارة القيادة في ظل غياب داني كارباخال وفيدي فالفيردي، لكنه واجه صافرات استهجان مدوية بدأت خجولة مع إعلان التشكيل، واتضحت حين تعثر بالكرة في هجمة مرتدة، قبل أن تنفجر بقوة عند استبداله بزميله جونزالو جارسيا.
الجماهير المدريدية ضاقت ذرعاً بأدائه الفردي وخسارته المستمرة للكرات أمام دفاع إشبيلية، ليتوج ذلك بخروجه مطأطأ الرأس في الدقيقة 83 وسط عاصفة غضب هي الأقوى منذ سنوات تجاه أحد لاعبي الفريق، حسب صحيفة "ماركا".
هذا السخط الجماهيري يأتي نتيجة صيام تهديفي طويل ومقلق امتد لـ 14 مباراة متتالية كان آخر هدف له في 4 أكتوبر خلال الفوز 3-1 على فياريال، مما يعني أنه سيكمل ثلاثة أشهر دون الاحتفال بهدف، نظراً لأن الفريق الأبيض سيعود للنشاط في 4 يناير ضد ريال بيتيس، مرة أخرى في البرنابيو.
Getty Images Sportلفتة طيبة من ألونسو
رغم محاولة المدرب تشابي ألونسو تخفيف حدة الموقف بعناق لاعبه عند خط التماس في لفتة كريمة، إلا أن خيبة الأمل كانت واضحة على وجه فينيسيوس، الذي شاهد من مقاعد البدلاء الهدف الثاني الحاسم (2-0)، الذي عادل به مبابي رقم كريستيانو رونالدو القياسي (59 هدفاً في عام ميلادي واحد).
لم يخرج فينيسيوس لتحية الجماهير بعد صافرة النهاية، وذهب إلى غرفة الملابس مباشرة.
في تصريحات تالية عقب المباراة، اتخذ المدرب تشابي ألونسو موقفاً "دبلوماسياً ومحايداً"، رافضاً الدفاع عن لاعبه بشكل قاطع ومؤكداً أن "الجماهير لها السيادة" في التعبير عن رأيها، قبل أن يضيف: "لقد ودعنا بعضنا ولم نتحدث عن ذلك".
تجاوزت تداعيات المباراة حدود المستطيل الأخضر لتكشف عن شرخ متسع في العلاقة بين فينيسيوس ومحيطه في مدريد، حيث رد اللاعب فور دخوله غرفة الملابس بتغيير صورة ملفه الشخصي على "إنستجرام": من صورة بقميص ريال مدريد إلى أخرى يرتدي فيها قميص البرازيل الأصفر، كما وضع منشورًا مصحوبًا بثلاث نقاط غامضة، في مشهد يجسد عمق الأزمة الفنية والنفسية التي يمر بها اللاعب حالياً.
هذا الغضب في المدرجات لم يكن وليد اللحظة، بل هو تراكم لعدة عوامل تشمل تماطله في تجديد عقده المنتهي في 2027، وتصرفاته السابقة مثل الضحك أثناء معاناة الفريق، فضلاً عن تراجع مستواه مقارنة بتألق زملائه.
كل هذه المعطيات وضعت الرئيس فلورنتينو بيريز في موقف مقلق بالمنصة الشرفية، مدركاً أن "مشكلة فينيسيوس" بدأت تخرج عن السيطرة وتضيف عبئاً جديداً على استقرار النادي الملكي.
أزمة تشابي وفينيسيوس
وفي سياق آخر، انتقد الصحفي سانتياجو سيجورولا بشدة موقف إدارة ريال مدريد في الأزمة التي اندلعت بين تشابي ألونسو وفينيسيوس، الذي انفجر غضبًا عند استبداله خلال مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة في شهر أكتوبر الماضي، معتبرًا أن صمتها يعكس "قلة تقدير" للمدرب الذي تُرِك "يعاني وحيداً".
يرى سيجورولا أن ريال مدريد سمح فعلياً لفينيسيوس "بالفوز في المعركة" ضد مدربه، في ظل استمرار الجدل حول تجديد عقد اللاعب ومواقفه، وفق "موندو ديبورتيفو".
ورغم العناق الظاهري بين الطرفين، إلا أن الشكوك تحيط بمستقبل ألونسو، خاصة مع وصف الصحفي لأداء الفريق أمام إشبيلية بأنه "أحد أسوأ مباريات الريال في السنوات الأخيرة"، بل وأسوأ من مواجهة سيلتا فيجو، التي خسرها، مما يعزز حالة عدم اليقين داخل أروقة النادي الملكي.
Getty Images Sportريال مدريد يبحث عن الطريق الصحيح
نجحت كتيبة "الميرينجي" مؤخراً في التقاط أنفاسها وتضميد جراحها النازفة، محققة سلسلة من الانتصارات المتتالية (3 مباريات)، كانت طوق النجاة لإنقاذ رقبة الجهاز الفني.
فبعد الفوز الشاق في الكأس على تالافيرا (3-2) والانتصار القيصري على ألافيس، جاءت ثنائية إشبيلية الأخيرة لتمنح الفريق جرعة ثقة كانت مفقودة بشدة عقب أسبوع "أسود" شهد السقوط القاري أمام مانشستر سيتي والمحلي أمام سيلتا فيجو.
ورغم جمع 42 نقطة واستعادة نغمة الفوز، لا يزال الأداء المدريدي تحت المجهر، حيث تظهر النتائج تذبذباً مقلقاً لا يليق بمطارد مباشر لبرشلونة المتوهج.
الآن، يقف الفريق الملكي أمام "عنق الزجاجة" الحقيقي مع مطلع العام الجديد (2026)؛ إذ لا مجال لأي عثرة عندما يستضيف ريال بيتيس العنيد في الليجا يوم 4 يناير، في بروفة أخيرة قبل السفر إلى "محرقة" الديربي لمواجهة الجار اللدود أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني يوم 8 يناير.
هذه المواجهات القادمة لن تكون مجرد مباريات، بل هي "حكم نهائي" سيحدد ما إذا كانت استفاقة مدريد حقيقية وقادرة على تقليص الفارق مع الصدارة، أم أنها مجرد مسكنات مؤقتة قبل الانفجار الكبير.
إعلان

