قضية نيجريرا وقناة ريال مدريد.. أسرار حصول الملكي على ركلات جزاء أكثر من غيره!

دومًا ما كانت جماهير ريال مدريد بمثابة عامل ضغط كبير على كافة الحكام، كونهم الفريق الأكثر متابعة في إسبانيا وأوروبا والعالم ربما.

يجد الحكام أنفسهم في أوقات كثيرة محاطين بضغط جماهيري غير مسبوق عندما يقودوا مباريات الملكي تحكيميًا، أكثر بكثير من ضغط أي جماهير أخرى، وقد يؤثر ذلك في رأيهم تجاه بعض الحالات ربما.

والدليل على ذلك أن عدد الركلات انخفض بشكل كبير في آخر ثلاث جولات، في الواقع انعدم تمامًا، بعدما ظهرت سخرية كبيرة من النادي الملكي على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وأصبح الحديث عن ركلات جزاء ريال مدريد بمثابة "تريند" يسخر منه الجميع.

تعد قناة الملكي منصة متفرغة للهجوم على أداء الحكم مهما حدث في أي مباراة، لو قام الحكم باحتساب ركلتي جزاء وتغاضى عن دفعة تحتمل الاحتساب من عدمه فهذا الحكم سيلاقي مصيرًا صعبًا للغاية عبر شاشة ريال مدريد.

حدث ذلك بشكل واضح خلال الموسم الماضي، ويتكرر مع الموسم الجاري، ولا يوجد أي رادع حتى الآن يستطيع أن يوقف تلك الاستراتيجية التي تؤتي ثمارها دومًا.

يدخل أي حكم مواجهة ريال مدريد وهو يعلم أن الأضواء مسلطة عليه، ولهذا ربما يحتسب ركلة جزاء لا يحتسبها عادة لفرق أخرى، خوفًا من أن يتم التشهير به عبر قناة الملكي.

طيلة أشهر كان نادي برشلونة محل اتهام غير رسمي في قضية نيجريرا، النائب الأسبق للجنة الحكام الإسبانية، حيث تم تقديم مدفوعات غير مبررة قانونيًا بالنسبة للعديد من الأطراف على مدار سنوات.

ظهور تلك القضية على السطح أظهر الحكام بمظهر المتحيزين لبرشلونة لأنهم عملوا مع نيجريرا وعرفوه وتعاملوا معه في مواقف عديدة، لهذا في كل مناسبة يحاولون أن يثبتوا إنهم ضد النادي الكتالوني، كلما سمحت مجريات اللعب بذلك، سواء في مواجهات برشلونة نفسه أو في مباريات لريال مدريد.

ربما يملك برشلونة فريقًا مبشرًا ويستطيع التنافس خلال عامين أو ثلاثة على كل البطولات، هو مجرد مشروع حتى الآن لم يحقق الكثير.

لكن في المقابل هناك في ريال مدريد فريق قائم بالفعل حقق الدوري ودوري أبطال أوروبا، ويعد مزيجًا ما بين الشباب والخبرات ويستطيع التنافس على كل شيء بتلك الأسماء لسنوات طويلة قادمة.

وبنظرة سريعة على هجوم الفريقين سنجد أن القوام الأساسي لريال مدريد مكون من فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي ورودريجو جوس، وهو ثلاثة لاعبين يتمتعون بالسرعات والمهارات العالية، مما يجعل مهمة إيقافهم فنيًا فقط بالنسبة للدفاعات مستحيلة، لهذا قد يقوموا ضدهم بأخطاء أكثر في مناطق الجزاء.

في المقابل لا يوجد لاعب واحد لدى برشلونة لديه نفس السمات التي يملكها ثلاثي ريال مدريد الهجومي سوى لامين يامال صاحب الـ 17 سنة والذي ينقصه الكثير من الخبرات والأمور التي يمكنها أن تجعله بخطورة ثلاثي الملكي داخل المنطقة.

بشكل عام برشلونة ليس الفريق الوحيد بعجز واضح في الخط الأمامي في الجانب المهاري، فأتلتيكو مدريد لديه نفس المشكلة وإشبيلية وفياريال، وكافة فرق الليجا تقريبًا.

تحدثنا في الفقرة الماضية عن سبب وصول ريال مدريد إلى مناطق الجزاء أكثر، لكن ما الدليل على ذلك؟ الدليل سيكون رقميًا وواضحًا لا يقبل الشك.

بشكل عام يملك ريال مدريد 157 تسديدة على المرمى هذا الموسم في الدوري الإسباني، أكثر من نصف التسديدات تأتي من داخل المنطقة، بالتحديد 58.5% منهم بواقع 92 تسديدة.

في المقابل أقرب فريق له في تلك الإحصائية هو برشلونة، ولا يملك سوى 84 تسديدة من داخل منطقة الجزاء، أي أقل من ريال مدريد بثماني تسديدات كاملة في تسع مباريات تم خوضهم حتى الآن.

ببساطة إذا كنت كفريق تسدد بشكل أكبر من داخل منطقة الجزاء فهذا يعني أنك تصل إليها أكثر على الأرجح، وهذا يعني أن إمكانية حصولك على أخطاء داخلها هي أكبر من غيرك.