ONLY GOAL Xabi Alonso gfxGoal AR

جدار الأنا وعصيان الجيل "Z": بركان ريال مدريد ينفجر.. هل بدأ ألونسو يفقد السيطرة على "وحوش" غرفة الملابس؟

لم يكن الفوز الشاق الذي حققه ريال مدريد على مضيفه خيتافي (1-0) مجرد ثلاث نقاط جديدة في سباق الليجا المشتعل.

كانت التسعون دقيقة على ملعب كوليسيوم ألفونسو بيريز بمثابة مشهد مصغر مكثف، يكشف طبيعة الاختبار الحقيقي الذي يواجهه المدرب تشابي ألونسو. 

فبعيداً عن الهدف المتأخر الذي أنقذ الموقف، شهدت المباراة لقطتين كاشفتين: مشادة علنية بين المخضرم ديفيد ألابا والموهبة الشابة فرانكو ماتانتونو حول ركلة حرة، وانفجار غضب البرازيلي إندريك على خط التماس لركل زجاجة مياه اعتراضاً على عدم إشراكه.

هذه اللقطات، مضافة إلى سلسلة من المواقف المتوترة منذ بداية الموسم، تؤكد حقيقة واحدة: نجاح ألونسو في باير ليفركوزن كان قائماً على عبقرية تكتيكية في بيئة هادئة ومسيطر عليها. 

أما نجاحه في مدريد، فيعتمد على شيء مختلف تماماً؛ إنه اختبار في إدارة الشخصيات والتعامل مع غرفة ملابس ملغومة بالنجوم والغرور، وهو التحدي الذي لم يُختبر فيه المدرب الباسكي من قبل. 

هذا التقرير يرصد 4 اختبارات شخصية رئيسية يواجهها ألونسو حالياً، والتي كان ماتش خيتافي أحدث فصولها.

  • Getafe-Real-Madrid-La-LigaAFP

    صراع الأجيال.. حين تتحدى الموهبة هيبة الكبار

    لم تكن لقطة الركلة الحرة بين ألابا وماتانتونو مجرد خلاف عابر حول من سيسدد، كانت اللقطة رمزاً صريحاً لـ صراع الأجيال داخل الفريق.

     فمن ناحية، يقف ديفيد ألابا، اللاعب المخضرم صاحب التاريخ الحافل في بايرن ميونخ وريال مدريد وأحد قادة غرفة الملابس، الذي يرى في نفسه الأحقية في تحمل المسؤولية في لحظة حاسمة. 

    ومن ناحية أخرى، يقف فرانكو ماتانتونو، الموهبة الأرجنتينية صاحب الـ 18 عاماً التي كلفّت النادي الملايين، والذي يشعر بفرط ثقة يدفعه لتحدي الترتيب المعمول به في الفريق علناً وأمام الكاميرات.

    الأزمة ليست جديدة فحدثت من قبل في مواجهة يوفنتوس بين أردا جولر وبيلينجهام، بمشادة خلال كأس العالم للأندية التي أقيمت في الصيف الماضي.

    هنا يكمن الاختبار الأول لألونسو، في ليفركوزن، كان هو النجم الأوحد، وكان لاعبوه مثل فيرتز أو بونيفاس مشاريع صنعها هو.

    أما في مدريد، فهو يدير نجوماً بتاريخ يتحدى تاريخه في بعض الأحيان مثل ألابا، أو روديجر، والمشادة، التي تطلبت تدخلاً من إيدير ميليتاو لفضها، تضع ألونسو أمام خيارين أحلاهما مر: إما أن يفرض النظام بقسوة لصالح اللاعب المخضرم، فيخاطر بكسر ثقة موهبته الشابة، أو أن يحتوي الشاب، فيبدو كمن سمح بكسر هيبة الكبار في غرفة الملابس، إنها ليست مجرد إدارة فنية، بل سياسة داخلية معقدة.

  • إعلان
  • Real Madrid CF v RCD Espanyol de Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    دكة بدلاء بمليار يورو.. رفاهية تتحول إلى قنبلة موقوتة

    في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة خيتافي، وبينما كان ألونسو يجري تبديلاته، التقطت الكاميرات النجم البرازيلي إندريك وهو ينفجر غضباً على مقاعد البدلاء، لدرجة أنه ركل زجاجة مياه بقوة.

    كان غضبه مفهوماً، فالمدرب قرر الدفع بجونزالو جارسيا، الشاب القادم من الكاستيا، وتركه هو صفقة الملايين والرهان المستقبلي على الدكة، هذا هو الاختبار الثاني والأكثر خطورة: رفاهية الاختيارات التي تحولت إلى قنبلة موقوتة.

    يمتلك ألونسو ترسانة هجومية هي الأقوى في العالم (مبابي، فينيسيوس، بيلينجهام، رودريجو، إندريك، جولر، ماتانتونو، إبراهيم دياز). 

    هذه الرفاهية تعني بالضرورة أن هناك نجماً كبيراً، أو موهبة فذة، ستكون غاضبة في كل مباراة، إندريك، الذي ينتظر فرصته، يرى أن عدم الدفع به حتى في مباراة كهذه هو إهانة.

    رد فعله العلني لم يكن مجرد غضب، بل كان رسالة مباشرة للمدرب، تحدي ألونسو هنا هو تحويل هذه المنافسة من بيئة سامة يدمر فيها اللاعبون بعضهم البعض، إلى منافسة صحية تدفعهم للأمام، وهو ما يتطلب شخصية جراحية دقيقة في التعامل النفسي مع كل نجم على حدة.

  • Xabi Alonso Arda Guler Real MadridGetty Images

    سياسة الاعتذار.. احتواء جولر وإدارة الهزيمة

    قبل أسابيع، وتحديداً عقب الهزيمة الثقيلة في الديربي أمام أتلتيكو مدريد (5-2) في سبتمبر الماضي، واجه ألونسو اختباراً مبكراً من نوع آخر. 

    خلال المباراة، قرر المدرب تبديل النجم التركي الشاب أردا جولر، لم تكن هناك مشادة علنية، لكن التقارير الصحفية الإسبانية الموثوقة أكدت أن ألونسو، في اليوم التالي للمباراة، ذهب شخصياً للتحدث مع جولر وقدم له اعتذاراً، موضحاً أن قرار التبديل كان خطأً تكتيكياً منه شخصياً، وأنه لم يكن يستهدف اللاعب.

    هذا الموقف يكشف عن جانب آخر من شخصية ألونسو في الإدارة، إنه يدرك حجم الأنا لدى موهبة بحجم جولر، ويفهم أن خسارة ثقة لاعب شاب في بداية الموسم قد تدمر علاقته به.

    اختار ألونسو سياسة الاحتواء الاستباقي بدلاً من المكابرة، وهذا الاعتذار، الذي قد يراه البعض ضعفاً في عرف الحرس القديم، يراه ألونسو ذكاءً عاطفياً لنزع فتيل أزمة قبل أن تبدأ. 

    إنه يوضح أنه مستعد لاستخدام اللين مع بعض النجوم، وهو ما يضعه أمام اختبار الحفاظ على التوازن: متى يكون حازماً، ومتى يكون أباً لنجومه الشباب؟

  • GFX Federico Valverde Xabi AlonsoGetty/GOAL

    حرائق الإعلام.. ورطة فالفيردي واختبار الثقة

    الاختبار الرابع الذي يواجهه ألونسو ليس من داخل غرفة الملابس، بل من خارجها، وهو ضغط الإعلام المدريدي الذي لا يرحم.

    في بداية أكتوبر الحالي، انتشرت شائعات قوية كالنار في الهشيم عن وجود خلاف شخصي عميق بين ألونسو والنجم الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي. 

    زعمت التقارير أن المدرب يصر على توظيف فالفيردي كظهير أيمن، وأن اللاعب مستاء ويرفض هذا الدور، مما أدى لتوتر العلاقة.

    هذا النوع من الحرائق الإعلامية لم يكن موجوداً في ليفركوزن، حيث كان الإعلام الألماني يعامله كـ قديس، في مدريد، الإعلام يصطاد الأزمات.

    اضطر ألونسو وفالفيردي للخروج علناً لنفي هذه الشائعات، هذا الموقف يمثل اختباراً لـ جبهة الثقة بين المدرب ولاعبيه. 

    هل سيسمح ألونسو لهذه الشائعات بالتسرب والتأثير على ثقة لاعبيه به؟ أم أنه سينجح في بناء جدار عازل حول فريقه؟ قدرته على التعامل مع السياسة الخارجية للنادي لا تقل أهمية عن قدرته على إدارة السياسة الداخلية لغرفة الملابس.

  • Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد: الامتحان الحقيقي بدأ الآن

    إن ما حدث في مباراة خيتافي من تمرد لأبناء الجيل "Z"، وما سبقها من أحداث، يؤكد أن تشابي ألونسو قد تجاوز مرحلة شهر العسل.

    لقد أثبت للعالم عبقريته التكتيكية في ألمانيا، لكن ريال مدريد لا يطلب التكتيك فقط، بل يطلب سياسياً محنكاً ومديراً نفسياً قادراً على ترويض وحوش الغرور التي تملأ سانتياجو برنابيو.

    الامتحان الحقيقي لألونسو ليس على السبورة، بل في العقول والقلوب.. وهذا الامتحان بدأ لتوه.