GOAL ONLY Injuries gfx aiGoal AR

الكرة تحترق: قائمة الضحايا تضم ريال مدريد وباريس.. سبتمبر يفضح هشاشة العمالقة!

لم يكد غبار سوق الانتقالات الصيفي ينقشع، ولم تجف بعد أحبار العقود المليونية التي أبرمت تحت شعار بناء فريقين وتعزيز عمق التشكيلة، حتى وجدنا أنفسنا في نهاية شهر سبتمبر أمام حقيقة صادمة. 

الحقيقة التي تقول إن هذه الجيوش الورقية التي بنتها الأندية الكبرى لا تصمد أمام أول اختبار حقيقي، فبينما لا يزال الموسم في مهده، تمتلئ عيادات ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان بالنجوم، وتتحول دكة البدلاء الفاخرة إلى مجرد مقاعد فارغة، كاشفةً عن وهم كبير كلف مئات الملايين، وهو وهم العمق. 

ما نشهده ليس مجرد حظ سيئ، بل هو الفصل الأول من فضيحة متوقعة، فضيحة وثّقتها الأرقام قبل أن يؤكدها الواقع المرير. 

  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-REAL MADRIDAFP

    جرس الإنذار الذي تم تجاهله: حين تتحدث الأرقام وتصرخ الأصوات

    قبل أن تضرب الأزمة أروقة ريال مدريد وباريس سان جيرمان كانت البيانات تصرخ بالتحذير، تقارير مؤشر هاودن الموثوق، الذي حلل موسم 2023-2024، كشف عن فاتورة باهظة بلغت 732 مليون يورو دفعتها الأندية كرواتب للاعبين مصابين، نتيجة تسجيل أكثر من 4,100 إصابة. 

    لم تكن هذه مجرد أرقام، بل كانت دليلاً على أن النظام الرياضي نفسه قد وصل إلى نقطة الانهيار، وهو ما دفع مدربين مثل بيب جوارديولا إلى اتهام مباشر للهيئات المنظمة في تصريح شهير قائلاً: "الفيفا واليويفا يقتلون اللاعبين، الأمر أكثر من اللازم".

    هذه الصرخة رددها يورجن كلوب في أيامه التدريبية مرارًا، والذي حذر من أن اللاعبين ليسوا آلات بقوله: لا يمكنك إخراجهم كل يوم مثل سيارة فيراري والقيادة بها حتى تفرغ من الوقود، المشكلة هي أن اللاعبين هم من يدفعون الثمن بأجسادهم ولياقتهم". 

    هذه التحذيرات من أعلى مستوى في اللعبة تم تجاهلها، لتتفاقم الأزمة في الموسم التالي، ففي الدوري الإنجليزي وحده خلال موسم 2024-2025، وثّقت التقارير المتخصصة خسارة الأندية لما يزيد عن 21,000 يوم عمل بسبب الإصابات، وهو ما يعادل غياب ثلاثة لاعبين عن كل نادٍ لمدة عام كامل. 

    Injuries infographic Goal AR

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-LEGANES-BARCELONAAFP

    من الورق إلى الواقع: انهيار وهم العمق في سبتمبر

    هذه الأرقام والأصوات، التي بدت مجرد تحذيرات على الورق، تحولت اليوم إلى واقع مرير يعيشه كبار أوروبا. 

    ريال مدريد هو المثال الأوضح، فبعد أن أنفق بسخاء لتعزيز كل المراكز، وجد نفسه بعد خسارة الديربي في أزمة حقيقية في مركز الظهير الأيمن بعد إصابة داني كارباخال وألكسندر أرنولد وعدم وجود بدلاء.

    فجأة، تحول العمق إلى فراغ، وسيضطر المدرب للبحث عن حلول ترقيع في فريق تتجاوز قيمته المليار يورو، وهو ما يلخص الأزمة التي تحدث عنها كارلو أنشيلوتي عندما كان مدربً للملكي حين قال: الروزنامة الحالية لا يمكن تحملها، أولئك الذين ينظمونها عليهم أن ينظروا إلى ما يحدث، هناك الكثير من الإصابات، واللعبة لا يمكن أن تصمد".

    العدوى لم تقتصر على مدريد، في برشلونة، تضرب الإصابات الخط الأمامي مع غياب رافينيا ومن قبله يامال وليفاندوفسكي، مما يقلل من الخيارات قبل مواجهات أوروبية معقدة ويجبر المدرب على استنزاف لاعبيه الشباب.

    وفي باريس سان جيرمان، تبدو قائمة الغيابات التي تضم ماركينيوس وعثمان ديمبيلي وفيتينيا وكفاراتسخيليا وكأنها تشكيلة فريق أساسي، مما يثبت أن تكديس النجوم لا يضمن الجاهزية، لقد كشف شهر واحد فقط أن امتلاك 25 اسمًا لامعًا لا يعني بالضرورة امتلاك فريقين جاهزين للمنافسة. 

  • Crystal Palace v Liverpool - Premier LeagueGetty Images Sport

    الدرس الإنجليزي: بين وهم العمق والعمق الحقيقي

    تجربة الدوري الإنجليزي في موسم 2024-2025 تقدم لنا أفضل دراسة حالة لفهم الفارق بين العمق الوهمي والعمق الحقيقي. 

    توتنهام هو خير مثال على الوهم، حيث عانى من كارثة حقيقية بتسجيله 1,553 يوم غياب بسبب الإصابات، مما أدى إلى انهيار نتائجه في الدوري وصراعه لتجنب الهبوط، رغم فوزه بالدوري الأوروبي.

    لقد أثبتت حالة توتنهام أن امتلاك فريق جيد على الورق لا قيمة له إذا لم تتمكن من إبقائه على أرض الملعب. 

    في المقابل، قدم ليفربول تحت قيادة مدربه آرني سلوت نموذجًا للعمق الحقيقي، النادي لم يفز بالدوري فقط، بل فعل ذلك بأقل عدد من الإصابات بين الكبار (765 يوم غياب) وهو رقم كبير رغم كل شيء.

    Injuries infographic 2Goal AR
    Injuries infographic 3Goal AR

  • FBL-FRA-LIGUE1-TOULOUSE-PSGAFP

    بيت القصيد: البحث عن مخرج قبل الانهيار الكامل

    في نهاية المطاف، يأتي شهر سبتمبر 2025 ليعلن بصوت عالٍ نهاية أسطورة الفريقين وعمق التشكيلات الوهمي، لقد أثبت هذا الشهر أن استراتيجية اشترِ أكثر لتكون آمنًا هي مجرد وهم باهظ الثمن.

    الدرس واضح وصريح: القوة الحقيقية في كرة القدم الحديثة لم تعد تكمن في حجم الإنفاق، بل في مدى ذكاء المنظومة في الحفاظ على لاعبيها. 

    وأمام هذا الانهيار الممنهج، لم تعد الحلول ترفًا، تتعالى أصوات روابط اللاعبين المحترفين والتي تطالب في تقاريرها السنوية بضرورة إعادة هيكلة الروزنامة العالمية، فرض فترات راحة إجبارية لا تقل عن 28 يومًا بين المواسم، ووضع حد أقصى لعدد المباريات المتتالية التي يمكن للاعب خوضها. 

    فهل ستستمع الاتحادات المحلية والقارية وروابط الأندية لهذه المطالب المنطقية، أم ستنتظر حتى تنهار كرة القدم بالكامل تحت حجة المكاسب المليارية؟!