Real Madrid season preview GFXGetty/GOAL

احذروا ما تمنيتم .. ريال مدريد وأوساسونا "90 دقيقة ملل" ومبابي لن يفعل كل شيء وحده يا ألونسو

هناك مقولة إنجليزية معروفة وهي "Be Careful What you wish for"، ومعناها أن تتوخى الحذر عندما تتمنى شيئًا ما، والليلة يجب توجيه هذه العبارة إلى جماهير ريال مدريد.

الأغلبية العظمى من عشاق الميرينجي تمنوا اليوم الذي يرحل فيه كارلو أنشيلوتي عن النادي، ليأتي الشاب المفعم بالحيوية والطاقة و"الحداثة الكروية" وهو تشابي ألونسو.

فلورنتينو بيريز تكفل بتحقيق هذه الأمنية إلى حقيقة وجلب الإسباني إلى سانتياجو برنابيو خلفًا لنظيره الإيطالي، وتبدأ الرحلة جيدة "نوعًا ما" في كأس العالم للأندية قبل الخروج أمام باريس سان جيرمان بطريقة صادمة.

الجميع قال "لا بأس"، الحكم الحقيقي سيكون في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ليأتي الموعد 19 أغسطس 2025، والجولة الأولى بمواجهة أوساسونا وريال مدريد، نعم انتصر الميرينجي بركلة جزاء سجلها كيليان مبابي، ولكن الفريق قدم لنا "90 دقيقة من الملل"..

  • Xabi Alonso Real Madrid 2025Getty

    استحواذ بلا هدف

    هل تصدق يومًا ما أن هذه الكلمة تٌقال عن ريال مدريد؟ الفريق الذي اعتاد أن يعرف "من أين تؤكل الكتف" ويلعب بصورة مباشرة ويصل إلى المرمى بأقصى الطرق!

    المباراة شهدت الكثير من التمريرات والمحاولة "على استحياء" لاستغلال حالة الاستسلام التي ظهر عليه أوساسونا، الذي دخل المباراة طامحًا في التعادل والخروج بنقطة واحدة.

    ألونسو لعب بأردا جولر وأوريليان تشواميني وفيديريكو فالفيردي بخط الوسط، ومن أمامهم براهيم دياز وكيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، ليستمر رودريجو في الجلوس على دكة البدلاء، وسط غموض مستمر حول مصيره.

    التوليفة التي وضعها الإسباني لم تكن قادرة على اختراق دفاعات أوساسونا من العمق، واكتفت بلعب الكثير من الكرات العرضية التي لم تجد من يستغلها.

    ربما لعب غياب جود بيلينجهام دورًا في فشل الاختراق من العمق، ولكن الحلول الأخرى مثل جولر وفرانكو ماتانتونو كان يمكن توظيفها لتحقيق هذا الهدف.

    أسلوب ألونسو لم يخدم إمكانيات ريال مدريد، لان مبابي ليس اللاعب المتخصص في الكرات الهوائية أو استقبال الكرات العرضية، هو مهاجم محترك يجيد استغلال المساحات والمراوغة والعديد من الأشياء الأخرى.

    هذه الخطة كانت ستناسب الفريق بشكل أكبر لو لعب جونزالو جارسيا كمهاجم، وبجواره فينيسيوس ومبابي، ولكن ألونسو اختار الظهور بهذه الصورة، ليبدو أنه بحاجة إلى الكثير من الوقت لفرض أسلوبه بشكل كامل واللعب بصورة أكثر اتساقًا وإمتاعًا مثلما فعل مع باير ليفركوزن.

  • إعلان
  • Kylian MbappeGetty Images

    مبابي يغرد وحده

    لو كانت مباراة أوساسونا اختبارًا للاعبي ريال مدريد، فإن النتيجة الأكثر عدلًا، هي "لم ينجح أحد" سوى كيليان مبابي وكذلك دين هاوسن الذي أثبت صلابة دفاعية هائلة في الكثير من اللقطات، وإن كان من الواضح قدوم أوساسونا للحصول على نقطة فقط.

    ترنت أرنولد قدم مباراة كارثية لم يظهر فيها بنصف مستواه مع ليفربول، وعجز عن تقديم الدعم الهجومي الكافي من الناحية اليمنى، وألفارو كاريراس أثبت أنه بحاجة إلى المزيد من الوقت.

    وحتى أردا جولر "فتى ألونسو المدلل" لم يقدم الكثير، والمنتفض تشواميني قدم مباراته الأسوأ، في الوقت الذي اكتفى فيه فينيسيوس جونيور ببعض المحاولات الفردية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كما لعب براهيم دياز وفالفيردي مباراة متوسطة إلى حد كبير.

    ووسط كل ذلك، كان هناك كيليان مبابي، النجم الفرنسي الذي تسبب في ركلة الجزاء بنفسه وأودعها في شباك الحارس سيرجيو هيريرا في الشوط الثاني، وأنقذ ريال من فخ التعادل.

    مبابي تحرك في كل مكان بالثلث الأخير، وكان العنصر الأخطر في الثلاثي الهجومي لريال، في ظل الغياب الغريب لرودريجو الذي لا يعرف أحد إن كان سيبقى أو يرحل.

    والسؤال هنا، هل ريال بحاجة إلى عنصر هجومي آخر بجانب التخلي عن رودريجو؟ ربما يكون هذا أمرًا ضروريًا، لتعويض الوقت الذي سيحتاجه الفريق للتأقلم على أفكار ألونسو بالشكل الكافي.

    جماهير ريال لا تصبر كثيرًا، إنها قاعدة واضحة وصريحة، لذلك يجب تواجد أكبر عدد ممكن من القدرات الفردية التي تصنع الفارق وتعوض عجز المنظومة، ومبابي لن يفعل كل شيء وحده.

  • Real Madrid CF v CA Osasuna - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    ليس حكمًا نهائيًا ولكن!

    من السذاجة الحكم بأن ريال مدريد سيكون مملًا "إلى الأبد" مع ألونسو، لأنه أمتع الجميع بفريق أقل في الإمكانيات مثل ليفركوزن، ولكن الانطباع الأول يؤكد أن الأمور لن تكون سهلة.

    الفريق بحاجة إلى الكثير من العمل من ناحية الإبداع الهجومي، نعم الميرينجي تحكم في إيقاع المباراة بامتياز الليلة، وأحكم سيطرته على زمام الأمور وحرم أوساسونا من الوصول إلى مرماه.

    ولكن ما حدث الليلة لا يعكس قدرات ألونسو نفسه، لأنه يتميز بإخراج أفضل ما عند لاعبيه، وهذا الأمر الذي فشل فيه بشكل غريب اليوم مع لاعبين مثل جولر ودياز وفينيسيوس وفرانكو ماتانتونو وأرنولد الذي خرج في الشوط الثاني لصالح ترنت أرنولد.

    ربما لعبت الحرارة دورًا في الحالة البدنية للاعبين، حيث توقفت المواجهة أكثر من مرة، وظهرت علامات التعب على الجميع، ولكن هذا ليس مبررًا كافيًا لهذا المستوى المُحبط.

    تجربة ألونسو يمكن وصفها على أنها "متوسطة" بالنظر إلى هذه المباراة والمستوى العام في كأس العالم للأندية، وليست بنفس إبهار هانز فليك الذي ترك انطباعًا مميزًا عند جماهير برشلونة منذ اللحظة الأولى انتهى بفوز الفريق بالثلاثية المحلية.

    بجانب حاجة الفريق إلى عنصر هجومي آخر في ظل تراجع فينيسيوس وغموض موقف رودريجو الذي ظهر كبديل غير مستخدم ضد أوساسونا، يظل ألونسو لديه الإمكانيات اللازمة لتقديم مستويات أفضل من التي شاهدناها الليلة، وسيكون عليه إيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن، لأن مرة أخرى .. جماهير ريال مدريد لا تصبر كثيرًا!