ريال مدريد ضد الهلال | للصبر حدود يا فينيسيوس .. وبيريز يحتاج أكثر من 10 ملايين لإيقاف إعصار سالم الدوسري!

صحيح أن المغربي ياسين بونو قدم مباراة مثالية خصوصًا في الشوط الثاني وأنقذ مرمى الهلال من أكثر من هدف محقق وتصدى لركلة جزاء، لكن كل ذلك لا يحرم سالم الدوسري من كونه أفضل لاعب في الهلال خلال مباراة ريال مدريد.

سالم كرس اليوم لمفهوم واضح عن شخصيته كقائد حقيقي سواء للهلال أو المنتخب السعودي، حيث منحه القدر فرصة للظهور في مواجهة منافسين كبار وفي كل مرة يثبت ذلك، فاللاعب الذي هز شباك الأرجنتين "بطل العالم" قبل 3 أعوام بهدف رائع في مونديال قطر، كان أمام ريال مدريد مصدر الخطورة الأول والأخطر للزعيم.

وبدا ذلك واضحًا ليس فقط من خلال أدائه داخل المستطيل الأخضر، لكن حتى في تصريحاته بعد المباراة، عندما سئل عن قوة المنافس، تحدث عن أن هدف فريقه كان الفوز على ريال مدريد، مهما كانت درجة صعوبة المواجهة وقال: "لم نكن نريد نقطة بل كانت أعيننا على الثلاث نقاط".

اللافت للنظر أن جميع عشاق ريال مدريد وجماهير الكرة العالمية، كان تركيزهم الأول في لقاء اليوم على أمرين، الظهور الأول للملكي تحت قيادة تشابي ألونسو، والظهور الأول أيضًا لأحدث صفقات الفريق ترنت ألكساندر – أرنولد.

الكل ترقب رؤية النجم الإنجليزي المنتقل قبل أيام للفريق قادمًا من ليفربول، وسط ضجة كبيرة، حيث دفع فلورنتينيو بيريز 10 ملايين يورو للريدز من أجل إطلاق سراحه قبل شهر من نهاية عقده، حتى يستفيد منه الفريق في كأس العالم للأندية.

لكن هؤلاء المتابعين فوجئوا بمستوى جناح الهلال الذي تلاعب بأرنولد وأفسد فرحة ظهوره الأول، حتى أن تشابي ألونسو أدرك هذه الثغرة الواضحة مع الدقيقة 65 وقرر استبدال أرنولد والدفع بلوكاس فاسكيز في الجبهة اليمنى.

ورغم ذلك لم يتوقف النجم السعودي وفي الدقيقة 71 خطف كرة من فاسكيز وصنع تمريرة حاسمة لناصر الدوسري لكن الأخير سددها برعونة خارج المرمى، واستمر سالم حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء في شن هجمات خطيرة من جبهته، متفوقًا على الإسباني في كل المواجهات الثنائية المباشرة.

اللاعب السعودي صاحب الـ33 عامًا استطاع أن يحتكر الجبهة اليسرى للزعيم، اليمنى لريال مدريد، في الشوط الأول واستطاع أن يصنع تمريرة حاسمة سجل منها رينان لودي الهدف الأول، لكن الراية تدخلت وألغت الهدف للتسلل.

وبدا واضحًا من تعليمات الإيطالي سيموني إنزاجي للاعبيه بالاعتماد في التمريرات على الميل للجبهة اليسرى مستغلًا حالة التألق التي يعيشها سالم وتفاهمه الواضح مع لودي وسافيتش، ليخترق جبهة أرنولد بسهولة ويصنع هجمات خطيرة على الريال.

وكاد الإعصار أن يسجل هدف تقدم الهلال بعد لعبة ثنائية رائعة اخترق بها منطقة الجزاء وسدد على مرمى كورتوا، لولا أن الكرة ارتطمت بجسد المدافع أسينسيو ومرت بمسافة قريبة إلى خارج الملعب.

سالم اليوم تميز بدقة التمرير، حيث لعب 34 تمريرة صحيحة من أصل 38 ليحافظ على الاستحواذ فترة طويلة لفريقه، وحتى في الشوط الثاني عند الاعتماد على المرتدات، تميز بسرعته الكبيرة وصنع فرصتين وله 3 تسديدات اثنان منها داخل إطار المرمى أنقذها الحارس تيبو كورتوا.

على النقيض تمامًا كانت ليلة البرازيلي فينيسيوس سيئة للغاية، حيث بدا تائهًا طوال 80 دقيقة لعبها، حتى اضطر تشابي إلى استبداله، بعدما وجد أنه لن يقدم أي إضافة للفريق، بل سيتسبب في خسارة المزيد من الهجمات الواعدة.

فينيسيوس يبدو أنه لا يزال يعيش في طي أحزان الموسم المنصرم، حيث عانى مثل جميع ريال مدريد – باستثناء مبابي – من تراجع في المستوى الفردي، فلم يسجل أو يصنع أو حتى يسدد كرة صحيحة داخل إطار مرمى ياسين بونو.

كما كان "فيني" عاجزًا عن استخدام أشرس أسلحته وهو المراوغات الفردية على الخط، حيث نجح في مراوغتين فقط من أصل 5 محاولات، وحتى في المرتين كانت عرضياته غير مثمرة عن أي خطورة لريال مدريد، بخلاف أنه فقد الاستحواذ على الكرة 11 مرة! وله 22 تمريرة صحيحة فقط على مدار مشاركته.

صحيح أن هذه الأرقام في نهاية موسم وبداية آخر ليست مؤشرًا على ما يخبئه فينيسيوس لجماهير ريال مدريد في المستقبل القريب، لكنه بلا شك سيكون مؤشرًا واضحًا لتشابي ألونسو الذي لا يصبر كثيرًا على مثل هذا الأداء وسيكون له رد فعل لن يرضي النجم البرازيلي.