Kylian Mbappe Real Madrid GFXGOAL

الفوز على 9 لا يُحتسب انتصارًا: ريال مدريد بلا روح يتجاوز خيتافي.. وألونسو في قفص الاتهام قبل الكلاسيكو!

حقق نادي ريال مدريد انتصاراً متأخراً وثميناً بهدف دون رد من مضيفه العنيد خيتافي، في مباراة احتضنها ملعب كوليسيوم ألفونسو بيريز ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الإسباني. 

ورغم أن النتيجة النهائية (1-0) تمنح الفريق الملكي ثلاث نقاط تقربه من الصدارة، إلا أن هذا الفوز لا يمكن أن يُقرأ إلا كجرس إنذار مدوٍ في أروقة سانتياجو برنابيو.

كان انتصاراً باهتاً، أجوفاً، كشف عن عيوب تكتيكية وفنية مقلقة، ووضع المدرب تشابي ألونسو وفلسفته في قفص الاتهام، خاصة وأن شبح الكلاسيكو بدأ يلوح في الأفق.

  • Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    معاناة ملكية في الكوليسيوم

    على مدار 80 دقيقة كاملة، قدم ريال مدريد عرضاً يفتقر إلى الهوية والشراسة، كان الفريق يمتلك الكرة، لكنه كان عقيماً في الثلث الأخير. 

    شاهدنا سيطرة سلبية، وتمريرات لا نهائية على حدود منطقة الجزاء دون أي قدرة حقيقية على خلق فرصة خطيرة، نجح خيتافي، كعادته، في جر ريال مدريد إلى معركته المفضلة: مباراة بدنية، مليئة بالالتحامات، ومكسّرة الإيقاع.

    المثير للقلق هو أن ريال مدريد، بكامل نجومه الذين شاركوا، فشل في إيجاد أي حلول لاختراق هذا الجدار الدفاعي المنظم.

    لم نرَ الجمل التكتيكية المعتادة، وبدا كيليان مبابي معزولاً، ورودريجو تائهاً، وخط الوسط عاجزاً عن إمدادهما بالكرات الحاسمة. استمر هذا العجز حتى جاءت نقطة التحول الأولى، وهي ليست فنية من جانب ريال مدريد، بل هدية انضباطية من خيتافي بطرد آلان نيوم في الدقيقة 77. 

    حتى بعد التفوق العددي، احتاج ريال مدريد لثلاث دقائق أخرى، ولدخول البدلاء، ليسجل هدفه الوحيد، هذا المشهد يطرح سؤالاً مرعباً: ماذا لو لم يُطرد نيوم؟

  • إعلان
  • Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    خيتافي العنيد.. بلا أنياب

    في المقابل، يجب توجيه اللوم أيضاً لخيتافي على فشله في استغلال حالة ريال مدريد، صحيح أن الفريق قدم مباراة دفاعية شبه مثالية لمدة 80 دقيقة، لكنه في المقابل كان عاجزاً هجومياً بشكل محبط.

    لو امتلك خيتافي الحد الأدنى من الخطورة أو مهاجماً يمتلك نصف جودة، لكان قادراً على إيذاء ريال مدريد في عدة مناسبات. 

    الفرص التي أتيحت لهم، مثل تسديدات أليكس سانكريس أو ماورو أرامباري، كانت تفتقد للدقة والتركيز، وكأن اللاعبين أنفسهم لا يصدقون أنهم قادرون على هز شباك كورتوا.

    لقد أثبت خيتافي أن دفاع ريال مدريد ليس حصناً منيعاً، وأن الوصول لمرماه ممكن، لكنهم فشلوا في ترجمة هذا الوصول إلى تهديد حقيقي. 

    هذه الحقيقة يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى ألونسو، فما أضاعه خيتافي اليوم، لن يضيعه مهاجمو برشلونة أو أي فريق أوروبي كبير، لقد نجا ريال مدريد ليس بفضل قوته الدفاعية، بل بفضل الضعف الهجومي الفادح للمنافس.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-VILLARREALAFP

    مغامرات ألونسو.. قلة خبرة أم سوء تقدير؟

    هنا يبرز اسم المدرب تشابي ألونسو كالمسؤول الأول عن هذه المعاناة، قرار البدء بتشكيلة تفتقر لأهم عناصر الحسم والإبداع، وإبقاء ورقتين بحجم فينيسيوس جونيور وأردا جولر على الدكة، هو قرار ينم عن قلة خبرة أو سوء تقدير فادح لطبيعة المباراة، يبدو أن ألونسو تعامل مع ديربي الكوليسيوم كأنه مباراة تحضيرية أو لقاء سهل في الكأس يمكن حسمه بأقل مجهود.

    المنطق يقول العكس تماماً، في المباريات المعقدة خارج الأرض، يجب أن يبدأ المدرب بكامل قوته الضاربة، يحسم اللقاء مبكراً، يقتل طموح المنافس، وبعد ضمان التقدم بهدف أو اثنين، يمكنه البدء في إراحة من يشاء من لاعبيه. 

    لكن ألونسو اختار الطريق الأصعب؛ بدأ بتشكيلة عاجزة، وعندما اصطدم بجدار الواقع، اضطر للزج ببدلائه في محاولة يائسة للإنقاذ.

    المفارقة أن البدلاء هم من أنقذوه، أردا جولر، الذي دخل في الدقيقة 65، هو من صنع هدف الفوز لمبابي في الدقيقة 80 وفينيسيوس عبث في دفاعات خيتافي وطرد لاعبان.

    هذا الهدف هو شهادة إدانة لاستراتيجية ألونسو الأولية، لقد أثبت جولر في 15 دقيقة ما فشلت فيه التشكيلة الأساسية في 80 دقيقة، هذا الفوز الصعب هو انتصار للاعبين البدلاء، وليس لخطة المدرب الأولية.

  • Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    بيت القصيد في هذه الليلة أن ريال مدريد فاز بالنقاط وخسر الكثير من الهيبة، هذا الأداء هو تحذير شديد اللهجة قبل الكلاسيكو.

    إذا كانت هذه هي المعاناة أمام خيتافي الذي أنهى اللقاء بـ 9 لاعبين، فكيف سيكون الوضع أمام برشلونة؟ حتى لو كان النادي الكتالوني منقوصاً ولا يمر بأفضل حالاته، فإنه يمتلك من الجودة ما يكفي لتحويل أنصاف الفرص التي أضاعها خيتافي إلى أهداف.

    هذا الفوز الباهت لا يمحو الصورة الكارثية التي ظهر بها الفريق في ديربي مدريد الأكبر أمام أتلتيكو، حين تلقى خسارة مذلة بخماسية. 

    يبدو أن ريال مدريد لديه مشكلة حقيقية في الديربيات هذا الموسم، مشكلة في فرض الشخصية، ومشكلة في التعامل مع الضغط العالي والاندفاع البدني.

    لقد أنقذهم اليوم رعونة لاعبي خيتافي من طرد نيوم ثم طرد سانكريس، وتألق جولر الفردي، وتوفيق مبابي في التسديدة التي لمست يد الحارس والقائم ثم سكنت الشباك، لكن هذه الهدايا لن تتكرر كل أسبوع، وبالتأكيد لن تتكرر ضد برشلونة أو في مواجهات دوري الأبطال. 

    ريال مدريد مطالب بمراجعة شاملة، وتشابي ألونسو مطالب بالتوقف عن المغامرات الفلسفية غير المبررة.