بحسب ما كشفت عنه صحيفة "ماركا"، فإن الأرقام الخاصة بحالات الطرد في الدوري الإسباني منذ مطلع القرن الحادي والعشرين لا يمكن أن تمر مرور الكرام، بل تفتح الباب أمام نقاش واسع حول العدالة التحكيمية وتكافؤ الفرص بين الفرق.
ففي الوقت الذي استفاد فيه برشلونة من 65 حالة طرد لصالحه جعلته يلعب تلك المباريات وهو في وضعية أفضل عددياً أمام خصومه، سجّل ريال مدريد حصيلة مغايرة تمامًا، حيث خرج برصيد سلبي بلغ -2، أي أنه لعب مباريات أكثر وهو منقوص من لاعبيه.
هذا الفارق الضخم – الذي يصل إلى 67 حالة بين الغريمين – لا يُترجم فقط إلى أرقام على الورق، بل يعكس واقعًا ميدانيًا له تأثير مباشر على نتائج المباريات ومجريات المنافسة.
فحين يجد برشلونة نفسه في أكثر من ستين مناسبة يلعب بـ11 لاعبًا مقابل 10، فإن احتمالاته في تحقيق الفوز تزداد بشكل ملحوظ، خصوصًا في مباريات معقدة أو لحظات فارقة من الموسم.
وفي المقابل، اضطر ريال مدريد إلى مواجهة منافسيه منقوصًا، وهو ما يعني أنه خاض مباريات في ظروف أصعب وبأدوات محدودة مقارنة بخصومه.
التقرير وصف هذه الإحصاءات بـ"المروعة"، ليس فقط لأنها تضع برشلونة في خانة المستفيد الدائم من القرارات التحكيمية، بل لأنها – من وجهة نظر النادي الملكي – تكشف عن خلل بنيوي في إدارة المباريات بالدوري الإسباني.
الإدارة المدريدية ترى أن هذه الأرقام لا يمكن تفسيرها بالصدفة أو بسوء الحظ، بل إنها تراكمت عبر سنوات طويلة حتى صنعت فارقًا عدديًا هائلًا يصب في مصلحة منافس واحد بشكل شبه دائم.
الأكثر من ذلك، يشير مسؤولو ريال مدريد إلى أن التأثير النفسي لهذه الإحصاءات لا يقل خطورة عن تأثيرها الفني.
فالجماهير المدريدية تشعر بأن فريقها يتعرض لما يشبه "العقاب المستمر" في البطولات المحلية، بينما ينظر جمهور برشلونة إلى فريقه باعتباره المستفيد الأكبر من حماية الحكام.
هذه الصورة المتكررة تعزز مناخًا من الشكوك وتزيد من حدة التوتر في الكلاسيكو، لتتحول المباريات إلى ساحة مشحونة بالاتهامات والجدل أكثر من كونها صراعًا رياضيًا بحتًا.