GOAL ONLY Real Madrid gfxGoal AR

"عار إلتشي" يلاحق ريال مدريد في نوفمبر الأسود.. بيلينجهام متفرجًا وألونسو يسقط في فخ النجوم!

يبدو أن شهر نوفمبر قد أبى أن يرحل دون أن يترك ندبة جديدة، وربما تكون قاتلة، في جسد ريال مدريد هذا الموسم. 

في ملعب مونتيليفي، وأمام خصم يعاني الأمرين هذا العام اسمه جيرونا، ظهر ريال مدريد في الشوط الأول بصورة الفريق المستسلم، فاقد الهوية، وكأنه يصر على استكمال مسلسل السقوط الحر الذي بدأ منذ أسابيع.

شوط أول انتهى بتأخر مستحق بهدف نظيف، لكن النتيجة الرقمية لا تعكس حجم الكارثة الفنية التي تجلت في أرض الملعب، والتي تضع مستقبل الجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو على المحك أكثر من أي وقت مضى.

بضع الدقائق الجيدة في الشوط الثاني لم تكن كافية لإنقاذ كل شيء، بل وبصمت على حالة غريبة للملكي ظهرت عدة مرات هذا الموسم.

  • Real Madrid CF v Valencia CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    فوضى الوسط.. عندما يتحول النجوم إلى عبء

    المحور الأخطر في سقوط مدريد خلال الـ 45 دقيقة الأولى لم يكن قوة جيرونا الهجومية بقدر ما كان الهشاشة المتعمدة في وسط ملعب الميرينجي.

    دخل تشابي ألونسو المباراة بتركيبة بدت وكأنها خضوع لسطوة الأسماء في غرفة الملابس أكثر منها رؤية فنية متزنة؛ الدفع بالثنائي جود بيلينجهام وأردا جولر سويًا في مهام مركبة كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الفريق.

    جولر، الموهبة التركية التي تكمن خطورتها في الثلث الأخير، تم تحجيمه وتكبيله بأدوار دفاعية لا تتناسب مع تكوينه البدني ولا الذهني، فظهر تائهًا وهو يحاول العودة بتراخي واضح للضغط ولغلق المساحات، في مشهد لا يليق بمباراة قد تعيد الصدارة أو تبعدها، وكان منطقيًا للغاية أن يكون التركي أول تبديل بهذا الأداء.

    ولم يكن بيلينجهام أفضل حالًا، حيث ظهر النجم الإنجليزي في لقطات عديدة وهو يتمشى عائدًا للخلف ببرود أعصاب مستفز، تاركًا أوريليان تشواميني وحيدًا يصارع طواحين جيرونا في دائرة المنتصف بدعم محدود من فالفيردي.

    هذا العبث التكتيكي منح جيرونا سيادة مطلقة؛ الفريق الكتالوني الذي يعاني هذا الموسم وجد نفسه فجأة يصول ويجول دون رقابة حقيقية. 

    لقطة الهدف الذي سجله عز الدين أوناحي في الدقيقة 44 كانت فضيحة دفاعية ومثالًا صارخًا على هذا الترهل؛ تمريرة كسرت الخطوط، ولاعبو وسط مدريد يراقبون الكرة وهي تسكن الشباك دون أي ضغط شرس، وكأنهم يفرشون السجاد الأحمر للمنافس، مؤكدين أن الفريق يلعب بأسماء النجوم لا بروح الجماعة المقاتلة.

  • إعلان
  • 'As Del Deporte' Awards 2012Getty Images Entertainment

    يلعبون مثل إلتشي.. صرخة رونسيرو التي لخصت المأساة

    لم يجد الإعلامي المدريدي الشهير توماس رونسيرو وصفًا لهذا الأداء الباهت سوى تشبيهه بفريق إلتشي، في إشارة لاذعة وقاسية لفقدان ريال مدريد لهيبته وكبريائه الفني المعتاد. 

    عبر إذاعة كادينا سير، لم يخفِ رونسيرو صدمته قائلًا أثناء تحليل اللقاء: "في الدقائق الحالية أرى ريال مدريد يلعب مثل إلتشي! لا توجد خطة واضحة، إنهم بطيئون للغاية ومتثاقلون".

    التشبيه لم يأتِ من فراغ؛ فالإحصائيات والمردود البصري أكدا أن ريال مدريد عانى بشدة لربط ثلاث تمريرات متتالية سليمة في الثلث الهجومي، الفريق بدا مفككًا، بلا روح، وبلا رغبة في القتال.

    حتى الدقيقة 33، لم يسدد الفريق أي كرة على المرمى، وهو رقم مخجل لفريق مدجج بأفضل مهاجمي العالم. 

    كلمات رونسيرو: "إنهم يعانون لربط اللعب، إنهم لا يستمتعون بأنفسهم"، كانت تعبيرًا دقيقًا عن حالة الجمود التي أصابت الفريق، حيث تحول النجوم إلى أشباح، والمدرب إلى متفرج عاجز عن بث الروح أو إيجاد الحلول لفك شفرة دفاعات الخصم.

  • FBL-EUR-C1-OLYMPIAKOS-REAL MADRIDAFP

    نوفمبر الأسود.. النزيف الذي لا يتوقف

    ما يحدث في مونتيليفي ليس حدثًا عارضًا، بل هو حلقة جديدة ومريرة في سلسلة نوفمبر الأسود الذي ضرب القلعة البيضاء بلا هوادة.

    ريال مدريد يدخل النفق المظلم بتعثر هو الثالث تواليًا في الليجا والرابع في آخر خمس مباريات بمختلف المسابقات.

    بدأت الكارثة منذ مطلع الشهر بمباراة ليفربول التي كشفت العورات الأوروبية، تلاها تعادل مخيب وفاتر أمام رايو فاييكانو، ثم تعثر آخر مؤلم أمام إلتشي، والآن جيرونا يكمل الصورة القاتمة. 

    شهر واحد كان كفيلاً بتحويل موسم ريال مدريد من موسم الأحلام والسيطرة، إلى موسم للشكوك والبحث عن طوق نجاة. 

    استمرار هذه النتائج يعني عمليًا أن الفريق يفقد هيبته المحلية، ويظهر عاجزًا عن مجاراة نسق المباريات المتتالي، مما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول اللياقة الذهنية والبدنية للاعبين في هذا التوقيت الحرج من الموسم.

  • Hansi FlickGetty

    بيت القصيد: هدية مجانية لبرشلونة

    في المحصلة، المشهد يبدو قاتمًا للغاية في العاصمة مدريد، ما يحدث في أرض الملعب هو ترجمة حرفية لانهيار الثقة بين المدرب ولاعبيه حتى وإن قال ألونسو العكس، وبين الفريق وجماهيره. 

    هذا التعثر الجديد، لن يعني فقط خسارة ثلاث نقاط، بل هو إعلان رسمي عن عودة الغريم التقليدي برشلونة للصدارة بعد أن سقط بفارق خمس نقاط، مستغلًا كل هفوة يسقط فيها الملكي.

    برشلونة الذي استعاد توازنه وقبضته على الصدارة، يراقب الآن منافسه المباشر وهو ينزف النقاط تلو الأخرى في مباريات كانت تبدو في المتناول نظريًا. 

    ريال مدريد الآن لا يواجه أزمة نتائج فحسب، بل يواجه خطر الخروج المبكر ذهنيًا من سباق الدوري إكلينيكيًا إذا استمر هذا العبث، تاركًا الساحة خالية لكتيبة البلوجرانا بينما يغرق ألونسو ورجاله في دوامة البحث عن الذات والمبررات.