GOAL ONLY Vini Alonso OunahiGoal AR

أسد المغرب افترس ريال مدريد.. ورسالة السامبا تحاصر ألونسو: لا تعبث مع ملوك أوروبا!

في ليلة كادت أن تكون كارثية بكل المقاييس في مونتيليفي، خرج ريال مدريد بنقطة يتيمة بشق الأنفس أمام جيرونا. 

المباراة لم تكن مجرد تعادل رقمي بهدف لكل فريق، بل كانت مرآة عاكسة لواقعين متناقضين؛ واقع تألق فيه النجم المغربي عز الدين أوناحي وفرض كلمته على الجميع، وواقع آخر كشف عن شرخ تكتيكي ونفسي بين المدرب تشابي ألونسو وكتيبة السامبا التي طالما حملت الفريق على أكتافها في أحلك الظروف.

  • Girona FC v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    أوناحي.. أسد الأطلس الذي التهم وسط مدريد

    البداية يجب أن تكون مع رجل المباراة الأول بلا منازع، عز الدين أوناحي، النجم المغربي لم يكتفِ بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 44، ليصبح أول على بعد هدفين من أفضل مواسمه تهديفيًا ونحن لا نزال في الأول من ديسمبر، بل قدم درسًا مجانيًا في كيفية السيطرة على خط الوسط.

    لغة الأرقام هنا تتحدث عن هيمنة مطلقة وليست مجرد تألق عابر، أوناحي كان سدًا منيعًا ومحركًا هجوميًا في آن واحد؛ فقد ربح 11 التحامًا أرضيًا، وهو رقم مرعب يوضح شراسته في افتكاك الكرة من بين أقدام نجوم ريال مدريد الذين بدوا كالأشباح أمامه.

    لم يتوقف الأمر عند الجانب البدني، بل أظهر مهارة فائقة بـ 4 مراوغات ناجحة كسرت خطوط ضغط ألونسو، بالإضافة لتقديم تمريرتين مفتاحيتين كادتا أن تضاعفا النتيجة.

    أوناحي تحرك بحرية تامة في المساحات التي تركها وسط مدريد المباح، وكان الرئة التي تنفس منها جيرونا طوال الشوط الأول وأجزاء من الشوط الثاني، جاعلًا من وسط الملكي مجرد متفرجين في حضرة إبداعه.

  • إعلان
  • Vinicius Jr Getty

    فينيسيوس جونيور.. جيش الرجل الواحد

    على الجانب الآخر، ومع غياب الحلول التكتيكية الجماعية للمدرب الإسباني، قرر فينيسيوس جونيور أن يرتدي ثوب المنقذ، كما اعتاد في الليالي الكبيرة.

    الشوط الثاني كان شوط فيني بامتياز؛ فالجناح البرازيلي كان اللاعب الوحيد الذي يملك الجرأة والرغبة في تغيير الواقع المرير.

    الأرقام تنصف فينيسيوس وتضع ألونسو في حرج؛ فقد كان البرازيلي الأكثر محاولة على المرمى بـ 7 تسديدات كاملة، وهو رقم يعكس حجم العبء الهجومي الذي تحمله بمفرده. 

    فيني لم ييأس رغم الرقابة اللصيقة، ونجح في إكمال 4 مراوغات ناجحة، وكان هو من صنع الفارق الحقيقي بالحصول على ركلة الجزاء في الدقيقة 66 بذكاء ومكر كروي، ليمنح مبابي فرصة التعديل على طبق من ذهب. 

    وحتى في اللحظات الأخيرة، كاد يخطف الفوز بتسديدة مرت بجوار القائم في الدقيقة 82، وهدف آخر ألغاه التسلل، مؤكدًا أنه الدينامو الذي لا يتوقف حتى لو تعطلت بقية تروس الفريق.

  • Real Madrid C.F. v Juventus - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD3Getty Images Sport

    رودريجو.. 17 دقيقة كشفت الخطيئة

    إذا كان فينيسيوس هو الضجيج الذي أزعج جيرونا، فإن رودريجو كان النغم الذي افتقده الفريق طوال 73 دقيقة، ضعوا أرقامه السلبية في التسجيل جانبًا فظروفه مؤخرًا لا يمكنها أن تساعد على هز الشباك. 

    دخول النجم البرازيلي الشاب بديلًا قلب موازين اللعب في الربع ساعة الأخير، رودريجو قدم ما عجز عنه خط الوسط بأكمله؛ دقة تمرير بلغت 100% على قلة التمريرات (6 تمريرات صحيحة من أصل 6)، ورؤية ثاقبة في الثلث الأخير.

    رودريجو لم يحتج سوى لدقائق ليثبت أنه ظلم بالجلوس دكة البدلاء، توغلاته السريعة أربكت دفاع جيرونا المنهك، وكانت اللقطة الأبرز في الدقيقة 81 عندما سقط داخل المنطقة في لعبة أثارت الجدل، حيث طالب بركلة جزاء بدت مشروعة وتجاهلها الحكم. 

    تأثير رودريجو الفوري يطرح تساؤلاً صارخًا: كيف للاعب بهذه الجودة وهذا التأثير المباشر أن يكون خيارًا ثانويًا في حسابات المدرب طوال الموسم؟

  • Girona FC v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد: السامبا لا تُحارب يا ألونسو!

    خلاصة ما حدث في مونتيليفي يجب أن يكون جرس إنذار شديد اللهجة في أذن تشابي ألونسو. 

    هناك حالة من البرود أو ربما العناد غير المفهوم في التعامل مع الحرس القديم، وتحديدًا الثنائي البرازيلي وأضف لهم إندريك.

    هؤلاء اللاعبون هم من جلبوا المجد الأوروبي للميرنجي في السنوات الأخيرة، وهم من يملكون شفرة الفوز عندما تغيب التكتيكات وتتعقد الحسابات.

    محاولة تحجيم فينيسيوس أو تهميش رودريجو لصالح منظومة لا تزال تبحث عن هويتها هو نوع من الانتحار الكروي.

    المباراة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن ريال مدريد بدون الروح البرازيلية والمهارة الفردية لهؤلاء النجوم يتحول إلى فريق عادي يمكن لأي خصم منظّم مثل جيرونا وبقيادة مايسترو مثل أوناحي أن يحرجه ويسيطر عليه.

    على ألونسو أن يدرك سريعًا أن الأنا التكتيكية لن تشفع له إذا خسر غرفة الملابس، وأن مصالحة السامبا والاعتماد عليهم كأسلحة رئيسية هو الطريق الوحيد لإنقاذ كرامة الملكي فيما هو قادم من الموسم؟!