نجح المنتخب الجزائري في حسم تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، وذلك بعد فوزه على الصومال في ليلة ابتسم فيها الحظ لنجمه وقائده رياض محرز وأثبت فيها محمد أمين عمورة أنه قائد ثورة الشباب في المنتخب. فما الذي حدث؟
GOAL ARرياض محرز يتحول من "جسد بلا روح" إلى "صاحب الحظ الأكبر" .. قائد ثورة شباب الجزائر يفرض كلمته في ليلة التأهل لكأس العالم 2026
الجزائر تتأهل إلى مونديال 2026
نجح منتخب الجزائر في حجز مقعده ضمن المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام الصيف القادم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وذلك بعد انتصاره السهل على منتخب الصومال بثلاثة أهداف دون رد.
الجزائر كانت بحاجة إلى 3 نقاط فقط من آخر جولتين لضمان التأهل رسميًا إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخ البلاد والأولى منذ عام 2014، وقد نجحت بالظفر بهم من المباراة الأولى أمام الصومال في ملعب ميلود هدفي بمدينة وهران، وقد أصبحت مباراة أوغندا الأخيرة مجرد تحصيل حاصل.
المنتخب الجزائري رفع رصيده إلى 22 نقطة من 9 مباريات، وهو ما يعني استمرار فارق النقاط مع مطارده الأوغندي عند 4 نقاط، وذلك بعد فوز الأخير على بوتسوانا بهدف نظيف، ولذا أصبح التأهل واقعًا أكيدًا.
الجزائر غابت عن مونديالي 2018 و2022 في صدمة كبيرة لعشاق محاربي الصحراء، ولكن المنتخب نجح في العودة تحت قيادة مدربه فلاديمير بيتكوفيتش وبتواجد نجوم على رأسهم رياض محرز ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح.
المحظوظ محرز
لعب رياض محرز 6 مباريات من إجمالي 8 للجزائر في مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، ولم يستطع خلالها إحراز أي هدف، وقد اكتفى بصناعة هدفين فقط لا غير مما عرضه لانتقادات عديدة على مدار تاريخ التصفيات.
ربما هي مكافأة القدر على التزام اللاعب، ربما هي تتويج مسيرته الناجحة مع الخُضر، ربما هو الحظ! لكن ما حدث أن محرز كان بطل اللحظة الأخيرة الحاسمة في التصفيات، إذ توج نفسه نجمًا لمواجهة الصومال الحاسمة.
محرز محظوظ جدًا لأنه تحول خلال 90 دقيقة فقط من جسد بلا روح مع المنتخب إلى صاحب الحظ الأكبر في فرحة الجزائريين بالتأهل إلى المونديال بعد غياب 12 عامًا.
نجم النادي الأهلي السعودي ترك بصمته الأولى في اللقاء بصناعة هدف الجزائر الأول، ذلك بعد انطلاقة من الجانب الأيمن وتمريرة عرضية نجح محمد أمين عمورة في استغلالها بتسديدة أسفرت عن الهدف الأول بعد 6 دقائق فقط.
لم يكتف محرز بذلك، بل سجل الهدف الثاني بنفسه بتسديدة متقنة من داخل منطقة الجزاء عند الدقيقة الـ19، وليكتمل اليوم السعيد عاد اللاعب وصنع الهدف الثالث بتمريرة عرضية جديدة لمحمد أمين عمورة في الشوط الثاني.
النجم القائد نجح في وضع بصمته على جميع أهداف الجزائر خلال المباراة الحاسمة ليُنسي الجماهير أي أداء سلبي سابق كان قد قدمه مع المنتخب.
المباراة هي الـ105 لنجم الأهلي مع محاربي الصحراء، وقد سجل خلالها 33 هدفًا وصنع 44، وقد سبق أن خاض مباراة واحدة في كأس العالم كانت أمام بلجيكا في مونديال 2014، لكن المؤكد، وإن ابتعدت عنه الإصابات، فإن هذا الرصيد مرشح للزيادة في 2026.
الجزائر .. بداية العودة
بعد إنجازه الممتاز في كأس العالم 2014، عاش المنتخب الجزائري فترة مخيفة من التراجع على جميع الأصعدة، إذ فشل في التأهل لمونديال 2018 ولم يُحقق نتائج قوية في كأس أمم إفريقيا.
الصحوة الكبرى حدثت تحت قيادة جمال بلماضي في كأس أمم إفريقيا 2019، حين تُوج الجزائريون باللقب بعد مشوار قوي وعروض ممتازة تُوجت بالفوز في النهائي على السنغال.
ومع توقع الجميع أداءً مبهرًا ونتائج ممتازة في السنوات التالية، عاد الفريق للتراجع من جديد وحقق فشلًا ذريعًا في البطولة القارية لنسختي 2021 و2023، حيث غادر من دور المجموعات، وعلى نفس الخط لم ينجح في التأهل إلى مونديال 2022 بعد الخسارة المفاجئة أمام الكاميرون في الموقعة الفاصلة.
نجاح الجزائر في التأهل إلى مونديال 2026 يتمنى الجزائريون أن يكون بداية العودة من جديد لطريق النجاح بعد تلك السنوات، والبداية بالطبع مع كأس الأمم الإفريقية القادمة، والتي ستنطلق في ديسمبر 2025 القادم بالمغرب.
المنتخب وقع في المجموعة الخامسة بجانب بوركينا فاسا والسودان وغينيا الاستوائية، وكل الأمل على نجاح بيتكوفيتش في دمج عناصر الخبرة المتمثلة بأسماء مثل محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي مع المواهب الشابة الصاعدة بقوة وعلى رأسهم محمد أمين عمورة صاحب الهدفين اليوم والذي قد يُوصف بقائد ثورة الشباب في المنتخب بعدما نجح في إحراز 8 أهداف وصناعة 4 خلال التصفيات.
الأسماء الثقيلة في المنتخب لم تُقدم خلال مشوار التصفيات الأداء المطلوب، بل كان حضورهم بالاسم فقط في معظم المباريات، فيما حمل الشباب الراية وساروا بالفريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكل الأمر أن يخرج الكبار من نومهم العميق ويُقدموا الإضافة المطلوبة، سواء في كأس أمم إفريقيا أو مونديال 2026.
الجزائر في كأس العالم
ظهر المنتخب الجزائري في كأس العالم 4 مرات سابقة، وتلك ستكون الخامسة، وقد كانت أفضل ظهور له في مونديال 2014 حين تخطى دور المجموعات وتأهل إلى دور الـ16 حيث خسر أمام ألمانيا بعد أداء رائع بهدفين مقابل هدف واحد.
البداية كانت في مونديال 1982 والفوز المثير على ألمانيا الغربية 2-1، ومن ثم الخسارة أمام النمسا بهدفين نظيفين وأخيرًا الفوز المثير على تشيلي 3-2 لكن الفريق لم ينجح في الصعود بعد تعادل ألمانيا وبولندا ليصعدا معًا وهو اللقاء الذي مازالت الشبهات تحوم حوله حتى الآن.
مونديال 1986 بدأ بالتعادل مع إيرلندا الشمالية ومن ثم الخسارة أمام البرازيل وإسبانيا، وتكررت النتائج في مونديال 2010 بالخسارة أمام سلوفينيا وأمريكا والتعادل مع إنجلترا.
التواجد الأفضل كان في مونديال 2014، وقد كانت البداية بالخسارة أمام بلجيكا 2-1 ثم الفوز على كوريا الجنوبية 4-2 ومن ثم التعادل مع روسيا 1-1 والذي كان كافيًا للتأهل إلى دور الـ16 حيث خسر أمام الألمان.