Gettyتراجعت أسهم كرة القدم الإيطالية في السنوات الأخيرة، ومن كانت جنة كرة القدم في نهايات التسعينات وبداية الألفينات أصبحت مكانًا منفرًا للنجوم وخاليًا من الأساطير وكريهًا للمتابعين حول العالم.
رجع ذلك إلى نقص المواهب، ونقص الأموال، وسوء حالة الملاعب، وعدم تواجد الأسماء الجذابة، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح كل ذلك متوفرًا أو على وشك أن يكون متوفرًا، ليخرج من وراء ذلك سؤالًا يقول هل اقتربت جنة كرة القدم من العودة إلى إيطاليا؟
Getty Imagesربما يحكم البعض على تجربتي الاستثمار في ميلان وإنتر بالفشل نظرًا لجهلهم ببعض تفاصيل الأمر،حيث أن الجميع لا يعلمون أن ملكية الناديين انتقلت من مجموعة استثمارية إلى أخرى، حيث أن ميلان تم بيعه من مجموعة صينية إلى مجموعة صينية أخرى، وإنتر من الإندونيسي توهير إلى الصيني ستيفان زهانج.
الاستثمارات الجديدة في قطبي ميلان جلبت جودين وسيدريك سواريز إلى إنتر واقتربت من تجديد عقد شكرينيار وبروزوفيتش، بينما في ميلان جلبت باكيتا وبيونتيك، ويبدو القادم في نفس الإطار، لذا فبالإضافة إلى قوة يوفنتوس الشرائية يبدو الأمر مهيئًا لعودة أندية إيطاليا إلى الواجهة من حيث القوة الشرائية.
Getty Imagesفي ميلان جلبت المجموعة الصينية الجديدة باولو مالديني وريكاردو كاكا من أساطير النادي، بينما تولى المحنك ليوناردو مسؤولية الإدارة التنفيذية، وفي ميلان جلب ستيفان زهانج خافيير زانيتي نائبًا له، والعراب جيوسيبي ماروتا كرئيس تنفيذي.
وبين هذا وذاك، تبدو المؤشرات الأولية إيجابية للإدارات الجديدة في كيفية استغلال الموارد من أجل خطوة إلى الأمام، وهو شيء مبشر بالعودة إلى النقطة السابقة التي تحدثنا فيها عن الاستثمارات
Gettyقبل أعوام تحدث أليساندرو ألتوبيلي عن تراجع مكانة إيطاليا بسبب ندرة مواهبها في الوقت الحالي مقارنة بما كان في الماضي، إلا أنه في الوقت الحالي يبدو أن هناك وفرة في المواهب الشابة على عكس السنوات الأخيرة، وتبدو المواهب هذه متمسكة بالدوري الإيطالي ولا تريد الرحيل عنها كما كان في الماضي.
في السنوات الأخيرة ظهر فيراتي وسيريجو ولكنها رحلا سريعًا إلى أموال باريس سان جيرمان، ولكن في الوقت الحالي يبدو الوضع مختلفًا.
زانيولو رغم المغريات يبدو في طريقه لتجديد عقده مع روما، وباريلا يبدو مقتنعًا بالعرض القادم من إنتر ميلان، ومويس كين وسبيناتزولا حصدا الكثير من الإشادات في يوفنتوس، وعلى الأرجح سيكونا ضمن أعمدته الأساسية من أجل المستقبل.
Gettyفي يوفنتوس هناك ماسيمليانو أليجري، وفي روما كلاوديو رانييري، وفي نابولي المخضرم كارلو أنشيلوتي، ويبدو الواعد سيموني إنزاجي متمسكًا بمشروع لاتسيو، بالإضافة إلى وجود دي زيربي بكرته الحديثة في ساسولو والذي هو مطمعًا لكبار أوروبا.
ليس ذلك فقط، فأنطونيو كونتي على الأرجح ستكون إيطاليا هي وجهته المقبلة، بينما يبدو أن رحلة دي فرانشيسكو في إيطاليا لم تنتهِ بعد، وهو ما سيجعل هناك وفرة في العقول التدريبية داخل الكالتشيو، وكلها ستأتي بمشاريع طويلة الأمد مقارنة بالسنوات الأخيرة.
Getty Imagesهناك شقين لما يخص دوري أبطال أوروبا، أولهما هو أن 4 فرق إيطالية عادت لتتأهل له من جديد منذ الموسم الماضي، بعدما كانت 3 فرق إيطالية فقط هي التي تتأهل إلى المسابقة الأوروبية الأعرق.
الشق الثاني هو عودة قطبي ميلانو الوشكية، فإن موسم 2012 هو الموسم الأخير الذي شهد مشاركة الثنائي معًا في دوري أبطال أوروبا، وعلى ما يبدو فإنهما الأقرب للظفر بالمركزين الثالث والرابع هذا الموسم، ما يعني أنهما رفقة يوفنتوس ونابولي سيمثلوا إيطاليا في دوري الأبطال العام المقبل.
الرباعي الإيطالي بالإضافة إلى كل العوامل التي سيتعرض لها ميلان وإنتر من استثمارات وتغيير محتمل للمدربين ولاعبين جدد وما إلى ذلك قد يضمن ظهورًا مشرفًا للكرة الإيطالية أوروبيًا، وسيكون ذلك خطوة هامة نحو استعادة جنة كرة القدم مرة أخرى
