"قمامة وخنق وتنظير" .. الوجه المُظلم لرودري الذي يفضح حقيقته وينصف "المُذنب" فينيسيوس

رودري بكل بساطة مثل الفتاة التي أبهرتك بجمالها، وقضيت بضعة أسابيع تطاردها في كل مكان، من أجل الخروج معها في موعد غرامي، ولكن فور سماعك طريقتها في الحديث وآرائها الشخصية، بدأت تنظر في الساعة والهاتف، طمحًا في أن يمر الوقت بسرعة حتى تهرب من هذا المأزق.

لاعب رائع، من طراز عالمي، أحد أفضل أبناء جيله، ويمكنك وضعه في مقارنة مع أساطير العالم في مركزه، ولكن تصريحاته وتصرفاته تؤكد لك أن شخصيته ليست بهذه الروعة التي يتخيلها البعض!

مرة أخرى.. هذا ليس دفاعا عن فينيسيوس، البرازيلي في "عالم آخر" عندما يتعلق الأمر بالتصرفات الطفولية المستفزة وسوء السلوك وعدم احترام المنافس.

لو قررت أن فوز رودري بالكرة الذهبية هو انتصار للكرة النظيفة والأخلاق، فهذا محض هراء، الأمر سيكون منطقيًا بشكل أمر لو نظرنا إلى الجانب الفني وتأثيره مع مانشستر سيتي وإسبانيا في يورو 202.

الحديث بدون دليل قد يجعلك تشكك في أن هذه الكلمات لا تعبر سوى عن حقد دفين تجاه الإسباني، لذلك دعنا نستعرض بعض الدلائل التي حدثت في الماضي وخرجت من خلال تصريحاته..

في تصريحات له مع " The Players' Tribune" قال رودري:"عندما كنت في فياريال كنت جيدًا في التعامل مع الكرة، لكني كنت ناعمًا وضعيفًا بعض الشيء، ولكن الأمر تغير تحت قيادة سيميوني، تعلمت كيف أكون وغدًا على أرض الملعب، وكيف ألتحم وأجعل الخصم تعيسًا لمدة 90 دقيقة".

إذن، ما نستنتجه من حديث رودري، هو أنه لاعب من أنصار الكرة القبيحة التي تتجه أحيانًا للدفاع واللعب الممل، بالإضافة إلى استخدام القوة المفرطة والعدوانية ضد الخصم.

ومع ذلك قال الإسباني بعد خسارة إسبانيا 2/0 أمام اسكتلندا في تصفيات يورو 2024:"هذه الطريقة التي يلعبون بها، وفي النهاية يجب أن تحترمها، ولكن بالنسبة لي الأمر سخيف بعض الشيء يشبه "القمامة"، اعتمدوا على إضاعة الوقت والاستفزاز والسقوط، هذه ليست كرة قدم".

وأضاف:"الحكم لم يقل أي شيء، لذلك أشعر بالإحباط الشديد لأننا أردنا الفوز، ولكنهم حرصوا بشكل كبير على إضاعة الوقت".

أين المشكلة يا تلميذ سيميوني؟ اسكتلندا استخدمت ما يفعله قدوتك ونجحت وفازت على فريقك صاحب الإمكانيات الأكبر، هل اللعب مثل الأوغاد يكون مثاليًا عندما تفعله أنت، وعندما يفعله غيرك يكون "مثل القمامة"؟!

لو كان رودري تتلمذ على يد بيب جوارديولا من البداية أو أي شيء آخر، لكنا تفهمنا الأمر، لكنه في أتلتيكو مدريد تعلم كل أساسيات الكرة القبيحة، ومع ذلك يخرج لانتقاد من يفعل نفس الشيء.

لو كنت متابعًا جيدًا للدوري الإنجليزي، ستعلم أن رودري أحد أعنف اللاعبين في البطولة وأكثرهم عدوانية "وفقًا لما تعلمه مع سيميوني واعترف به بنفسه".

الإسباني سبق أن تلقى بطاقة حمراء مباشرة في إحدى المباريات أمام نوتنجهام فورست، عندما قام بخنق مورجان جيبس وايت لاعب الفريق الخصم بعد مشادة لفظية معه.

وفي مارس 2023، كاد أن يتسبب رودري لإصابة خطيرة للغاية لمارتن أوديجارد خلال إحدى المباريات بين إسبانيا والنرويج، ولكن نجم آرسنال نجح في النجاة بأعجوبة من مشكلة كانت ستبعده لبضعة أشهر

اللقطة التي حدثت خارج الأراضي الإنجليزية، جعلت بعض جماهير آرسنال تعتقد أن رودري تعمد ذلك، باعتبار المدفعجية منافسًا مباشرًا لمانشستر سيتي على لقب البريميرليج، وصانع الألعاب النرويجي يعتبر أحد أهم أسلحة الفريق اللندني.

وسواء كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، رودري أصبح لاعبًا مكروهًا لدى العديد من جماهير البريميرليج بسبب لقطاته العدوانية المختلفة التي كادت أن تتسبب في إصابات طويلة للخصوم، ليثبت مرة أخرى أنه تلميذ جيد لسيميوني.

وبالنظر إلى أكثر اللاعبين ارتكابًا للأخطاء، سنجد أن اسم رودري دائمًا يحضر في القوائم الأعلى، وهو أمر طبيعي بحكم مركزه كلاعب وسط مدافع، وكذلك بسبب أسلوبه العنيف بشكل عام.

رودري هو ذلك الشخص الذي يقول لك "اسمع أنا أحترمك جدًا" ثم ينهال عليك بالسباب أو الإهانات المبطنة، الأمر حدث مع اسكتلندا وكذلك آرسنال بعد فوز مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

لاعب الوسط الإسباني قال لموقع "أوبتوس سبورت" عن سر نجاح فريقه وهو يشير إلى رأسه:"بصراحة أعتقد أن السر هنا، إنها العقلية، آرسنال استحقوا الفوز بالدوري وقدموا موسمًا لا يٌصدق، ولكن الفارق كان هنا، عندما جاءوا إلى ملعب الاتحاد علمت أن نيتهم لم تكن الفوز علينا، أرادوا التعادل فقط، هذه عقليتهم ونحن نختلف عنهم".

وهنا أصبح رودري أحد ألد الأعداء لجماهير المدفعجية، ربما لأنه لم يحترمهم وخرج من أجل "التنظير" عليهم بعد خسارة الدوري في الجولة الأخيرة الموسم الماضي.

لو قمنا بمقارنة فينيسيوس جونيور ورودري، سنجد أنهما لا يختلفان كثيرًا عندما يتعلق الأمر بعدم احترام المنافس، لأن كل منهما لا يُسيطر على نفسه الشكل الكافي عندما يكون في أشد لحظات النشوة أو الغضب أمام الميكروفونات.

هذا الموقف قد يكون جدليًا نوعًا ما ويحمل أكثر من وجهة نظر، ولكن ما قاله رودري قبل فترة قصيرة من تعرضه لإصابة بقطع في الرباط الصليبي أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي، تسبب في هجوم عنيف ضده من الجماهير.

رودري اشتكى من العدد الكبير من المباريات التي يلعبها مع مانشستر سيتي وإسبانيا في الموسم الواحد، وهذا أمر طبيعي، الغريب أنه هدد بالإضراب العام عن ممارسة كرة القدم، مشيرًا إلى أن الوضع ينطبق على العديد من اللاعبين.

المبالغة في رد الفعل والحديث عن الإضراب، استفز العديد من الجماهير الإنجليزية، التي خرجت في مقطع فيديو عبر شبكة "توك سبورت" لتستنكر ما قاله رودري، وقال أغلبهم أنهم يتمنون ممارسة كرة القدم مهما كان عدد المباريات والدقائق، بدلًا من وظائفهم العادية المرهقة.

وقال أحد الأشخاص الذي يعمل كـ"سباك":"حاول أن تكون سباكًا مثلي يا صديقي، قم بتجربة العمل لمدة 80 ساعة في الأسبوع، أتمنى أن أحصل على وظيفتك بدلًا من عملي".

واتفق الجميع على أن العمل كلاعب كرة قدم أفضل بكثير من جميع الوظائف مهما كانت الضغوط التي يتعرض لها اللاعبين، وهذا أمر منطقي إلى حد كبير، وكان طبيعيًا كرد فعل على مبالغة رودري.

حصل العديد من النجوم الكبار على الكرة الذهبية طوال السنوات الماضية مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، هل شاهدنا أحدهم يرقص ويحتفل في مطعم للسخرية من منافسه الخاسر؟

هذا ما فعله رودري بالضبط في العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر الماضي، عندما سخر من فينيسيوس بعبارة "فينيسيوس تشاو تشاو (الوداع)" مع مجموعة من أصدقائه في أحد المطاعم الفاخرة.

البعض سيبرر ذلك بأنه مجرد "مزاح"، ولكن الموقف لم يكن مضحكًا، خاصة وأن الجناح البرازيلي كان يمر بحالة نفسية سيئة للغاية، كما أننا لم نشاهد أي لقطة مماثلة من قبل مع كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي وكريم بنزيما ولوكا مودريتش أو أي لاعب آخر.

هذه اللقطة تسببت في اعتقاد البعض أن رودري لعب على الجميع حيلة "الشخص الخلوق المتواضع" ليكتسب احترام الجميع لزيادة حظوظه على حساب فينيسيوس، قبل أن ينكشف الوجه القبيح له في النهاية.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، خرج رودري أيضًا لـ"التنظير" على فينيسيوس في مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" حيث قال:"أعتقد أنه شخص ذكي، مع الوقت سيدرك أنه كلما ركز على الملعب كلما أصبح لاعبًا أفضل، الرياضيون لا يتم الحكم عليهم من خلال ما يقدمونه على أرض الملعب، بل خارجه أيضًا".

حتى وإن كان الأمر صحيحًا، والذي نتفق معه بأن جناح ريال مدريد بحاجة إلى تحسين نفسه، ولكن رودري لم يكن لديه الحق للحكم عليه بهذه الطريقة العلنية، واستحق ما حدث له من سخرية قام بها الثنائي البرازيلي رافينيا ونيمار للدفاع عن مواطنهما.

وفي النهاية، نؤكد مرة أخرى أن رودري لاعب عظيم وأحد أفضل أبناء جيله من الناحية الفنية، ولكنه مثل صديقك الذي من الأفضل أن تعرفه من بعيد ولا تقترب منه، لأنه سيفعل كل شيء ممكن لمحو الصورة المبهرة التي كونتها عنه!