في حوار ناري ومطول مع صحيفة "آس" الإسبانية، فتح النجم البرازيلي رودريجو جويس، مهاجم ريال مدريد، قلبه وتحدث عن كل شيء؛ كاشفاً عن مفاجأة مدوية بأنه كان على وشك التوقيع لغريمهم التقليدي برشلونة، ومتطرقاً لأصعب فترة مر بها في حياته، ودور المدرب كارلو أنشيلوتي في إنقاذه، بالإضافة إلى ذكريات البدايات الحالمة وتحدي الكلاسيكو القادم.
Getty Images Sportرودريجو يكشف أصعب أيامه في ريال مدريد: يجب أن نهزم برشلونة بأي طريقة.. ولن أرحل إلا إذا طردوني!
Getty Images Sport"صفقة برشلونة تمت.. لكن حلمي كان مدريد"
لعل أبرز ما كشف عنه رودريجو كان قصة كادت أن تغير مسار تاريخه الكروي بالكامل، حيث اعترف اللاعب البرازيلي بأن انتقاله إلى برشلونة كان صفقة منتهية.
وقال: "قبل التوقيع لريال مدريد، كان كل شيء قد تم بالفعل ووقعت لبرشلونة، هذه هي الحقيقة"، لكن تدخل والده في اللحظة الأخيرة غيّر كل شيء. يروي رودريجو: "أخبرني والدي أن ريال مدريد قد اتصل بنا وأنه يجب عليّ أن أختار، بالنسبة لي، كان الأمر سهلاً للغاية، كنت أعرف ما أريد وما هو حلمي، لم أتردد حتى لثانية واحدة، وها أنا ذا".
وأضاف ضاحكاً: "لطالما قلت إن برشلونة نادٍ عظيم وأكن له كل الاحترام، لكن ريال مدريد كان حلمي، وقراري كان سهلاً".
AFPبدايات كالحلم تحت أنظار زيدان
يتذكر رودريجو خطواته الأولى داخل النادي الملكي، والتي لم تكن مباشرة مع الفريق الأول: "عندما وصلت في عمر 18 عاماً، كان كل شيء جديداً ومبهراً".
وبدأ مسيرته مع فريق كاستيا، في تجربة لم تخلُ من الغرابة، حيث يقول بابتسامة: "أتذكر لعب أول مباراة لي في فالدبيباس مع كاستيا وسجلت هدفاً رائعاً، ثم طُردت بسبب طريقة احتفالي! كان جنونياً".
لكن لم يتأخر ظهوره الأول مع الفريق الأول تحت قيادة الأسطورة زين الدين زيدان، وكانت بداية كالحلم. "لن أنسى أبداً عندما استدعاني زيدان ليخبرني أنني سألعب أولى مبارياتي في البرنابيو، لم أتخيل أن ذلك سيحدث بهذه السرعة".
ويضيف مستعيداً الذكرى: "كنت متوتراً للغاية، لكنني تذكرت الحلم، أتذكر تمريرة كاسيميرو، سيطرت على الكرة جيداً، راوغت، وسددت لتدخل الشباك بعد 91 ثانية فقط، كانت بداية مثالية".
ولم تتوقف بداياته المذهلة عند هذا الحد، ففي أول مشاركة له في دوري أبطال أوروبا على أرضية البرنابيو أمام جلطة سراي، سجل هاتريك مثالياً (بالقدم اليمنى، واليسرى، والرأس)، ليصبح ثاني أصغر لاعب يحقق ذلك في تاريخ النادي بعد الأسطورة راؤول جونزاليس.
AFP"الكلاسيكو ثأر.. وبرشلونة أصبح أفضل"
مع اقتراب موعد الكلاسيكو في سانتياجو برنابيو، لم يتردد رودريجو في إظهار رغبته الكبيرة في الثأر من هزائم الموسم الماضي.
وقال بحزم: "من الأفضل أن ننسى الموسم الماضي، نعلم أننا لم نكن على المستوى المطلوب، خاصة في مباريات الكلاسيكو".
واعترف بقوة الخصم الحالية قائلاً: "علينا أن نعترف أنهم أفضل الآن ولديهم فريق أفضل وثقة أكبر بكثير، لكننا نملك فريقاً رائعاً أيضاً".
وأطلق تحديه: "ستكون مباراة صعبة، لكننا نلعب في البرنابيو أمام جماهيرنا، وعلينا أن نظهر ما نحن قادرون عليه، ونخطط لكل شيء جيداً لنهزمهم بأي طريقة، نحن في ملعبنا".
AFP"أنشيلوتي أنقذني من الانهيار النفسي"
في جانب آخر من الحوار، كشف رودريجو عن معاناته خلال الموسم الماضي، والتي تجاوزت مجرد تراجع المستوى في الملعب واصفًا إياها بأصعب أيامه على الإطلاق.
قال بصراحة: "لقد مررت بوقت صعب للغاية على المستوى الشخصي، لم أتحدث مع أي شخص لفترة طويلة، ولم يكن أحد يعرف ما أمر به، لم أكن بخير، لا جسدياً ولا عقلياً، كان الأمر صعباً جداً عليّ".
وأرجع الفضل في تجاوز هذه الأزمة إلى مدربه الإيطالي: "أولاً الله، ثم عائلتي والمدرب أنشيلوتي ساعدوني على تجاوز كل ذلك، لقد ساعدني كارلو كثيراً، كان يرى كل يوم أنني لست بخير، لقد فهم لحظتي ووضعي المعقد، وقال لي: 'ابق هنا بهدوء، أنت لست جاهزاً للعب الآن'. لقد أدرك أنه يجب عليه استعادة الشخص قبل اللاعب".
Getty"مبابي ظاهرة.. ومودريتش أبي الروحي"
تحدث رودريجو عن اللعب بجوار النجم الفرنسي كيليان مبابي، مشيداً به بشكل كبير: "الحقيقة هي أننا نتفاهم بشكل جيد جداً، وهو لاعب رائع حقاً، أحب اللعب معه، لديه سرعة لا تصدق، إنه ظاهرة كروية".
كما لم ينسَ الحديث عن علاقته بالأسطورة لوكا مودريتش، الذي اعتبره بمثابة "الأب" له في الفريق، يقول عنه: "عقلية لوكا جنونية، السنوات التي قضيتها معه كانت مذهلة بالنسبة لي، تعلمت منه واستمتعت بلاعب بهذه الجودة، إنه يفعل كل شيء بشكل جيد".
وعن مستقبله وسط شائعات الانتقال، كان رودريجو قاطعاً في رده: "كل صيف يحدث نفس الشيء، بالطبع هناك عروض دائماً، لن أكذب، لكنني أوضحت للنادي دائماً أنني أريد مواصلة النجاح هنا، طالما أن ريال مدريد يريدني، سأبقى هنا".
واختتم حديثه بذكريات ليلة العودة التاريخية أمام مانشستر سيتي، واصفاً إياها بـ "أفضل يوم في حياتي"، والآن، بعقلية أكثر نضجاً وحماساً متجدداً، يتطلع رودريجو لموسم جديد يأمل أن يحصد فيه كل شيء مجدداً مع ريال مدريد، ويحلم بتحقيق كأس العالم مع منتخب البرازيل.