"حلو روبرتو مانشيني لم يكتمل ونزهة الساموراي في غياب البليهي" .. اليابان تكتب التاريخ على الأراضي السعودية

شهدت قمة السعودية واليابان، مساء اليوم الخميس، على ملعب "الجوهرة المشعة" في مدينة جدة، العديد من الأرقام التاريخية - لأول مرة -؛ أبرزها:

- أول خسارة للمنتخب السعودي في مدينة جدة وعلى ملعب "الجوهرة المشعة"، بتصفيات كأس العالم، عبر التاريخ.

- أول خسارة للمنتخب السعودي على أرضه ووسط جماهيره، ضد نظيره الياباني، عبر التاريخ.

- تسجيل منتخب اليابان أول أهدافه في شباك الأخضر، على الأراضي السعودية، عبر التاريخ.

أيضًا.. توقفت سلسلة منتخب السعودية الأول لكرة القدم، التي تمثلت في تسجيل الأهداف بـ"10 مباريات متتالية"، ضمن تصفيات كأس العالم.

وفشل منتخب السعودية في تسجيل أي هدف على اليابان، مساء اليوم الخميس؛ على الرغم من عديد الفرص التي أتيحت له على مدار الـ90 دقيقة.

على الرغم من الهزيمة؛ إلا أن مباراة اليابان، ربما تكون الأولى للمدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، التي يعتمد فيها على تشكيل أساسي "صحيح"، منذ تولى قيادة منتخب السعودية.

مانشيني وضع كل لاعب في "مركزه الأساسي"، خلال مواجهة المنتخب الياباني؛ حيث تواجد سالم الدوسري في الجناح الأيسر، بدلًا من المهاجم المتأخر أو رأس الحربة الثاني.

ومنذ توليه تدريب الأخضر.. كان مانشيني يعتمد على سالم كـ"مهاجم متأخر أو رأس حربة ثانٍ"، وأحيانًا كـ"صانع ألعاب"؛ وهو ما أثر عليه بشكل واضح، حيث ظهر نجم الهلال، بمستويات سيئة للغاية.

لكن.. عندما عاد إلى مركز الجناح في مباراة السعودية واليابان؛ قدّم اللاعب البالغ من العمر 33 سنة، مستوى جيد للغاية، وكان وراء كل هجمة للمنتخب الوطني.

وإلى جانب سالم.. لعب أيمن يحيى في مركز الجناح الأيمن، وفراس البريكان كـ"مهاجم صريح"؛ بدون أي ابتكارات أو تغيير في الأماكن التي يجيد فيها اللاعبين، من مانشيني.

وبالمجمل.. اعتمد روبرتو مانشيني على خطة "4-2-3-1" في بداية المباراة؛ قبل أن يعود إلى أسلوبه القديم "3-5-2" و"4-5-1"، في النصف الأخير من الشوط الثاني؛ وهو ما أضعف المنتخب السعودي بشكل واضح.

وبسبب هذا الأسلوب "3-5-2" و"4-5-1"؛ خسر المنتخب السعودي العديد من المباريات، كما لم يظهر اللاعبون بالمستوى المأمول منهم؛ ما جعل مانشيني يتلقى العديد من الانتقادات العنيفة.

قبل مواجهة اليابان.. استبعد الإيطالي روبرتو مانشيني، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، النجم المخضرم علي البليهي، مدافع نادي الهلال.

مانشيني برر قراره، بأن مستوى البليهي تراجع في الفترة الأخيرة؛ وهو الأمر الذي شكك فيه بعض الإعلاميين والنقاد الرياضيين، الذين زعموا وجود خلافات بين الثنائي.

استبعاد البليهي، ربما يكون الخطأ الأكبر الذي ارتكبه مانشيني أمام اليابانيين؛ حيث افتقدت دفاعات الأخضر السعودي، الشراسة ضد منافس هجومي بامتياز.

افتقاد هذه الشراسة ظهر بوضوح في لعبة هدف اليابان الأول، الذي جاء في الدقيقة 14، عن طريق دايتشي كامادا، نجم نادي كريستيال بالاس الإنجليزي.

في هذه اللعبة.. تبادل نجوم اليابان "4 تمريرات طولية" داخل منطقة الـ18 السعودية، بدون أي ضغط أو ارتقاء من مدافعي الأخضر، الذين وقفوا كـ"المتفرجين"، قبل أن يجدوا الكرة داخل شباكهم.

ومن المؤكد أن البليهي إذ كان يتواجد على أرضية الملعب، في تلك اللحظة؛ لم يكن باستطاعة نجوم اليابان أن يتبادلوا هذه الكرات الطولية داخل منطقة الـ18، وبهذا الشكل الغريب، لما هو معروف عن مدافع الزعيم، من شراسة كبيرة للغاية.

واعتمد مانشيني على رباعي أساسي في الخط الخلفي أمام اليابان؛ يضم كلًا من: سعود عبدالحميد كـ"ظهير أيمن"، حسن كادش كـ"ظهير أيسر"، حسان تمبكتي وعلي لاجامي كـ"ثنائي قلب دفاع".

"الفوز بواقعية".. هذا كان شعار منتخب اليابان الأول لكرة القدم أمام السعودية، مساء اليوم الخميس، على ملعب "الجوهرة المشعة" في مدينة جدة.

نعم.. معروف عن منتخب اليابان ومدربه هاجيمي مورياسو، اللعب الهجومي الشرس، والضغط المتواصل على المنافسين، والاستحواذ على الكرة، مع تسجيل كثير من الأهداف.

ويكفي أن نقول بإن اليابان قبل مواجهة السعودية؛ سجلت 12 هدفًا في مباراتين، بدور المجموعات في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

لكن أمام السعودية.. لم نجد هذا المنتخب الياباني الممتع؛ بل شاهدنا فريق يلعب بـ"واقعية"، وبتوازن كبير بين الدفاع والهجوم، مع توزيع الجهد على مختلف دقائق المباراة.

ربما يعود ذلك إلى درجة الحرارة المرتفعة في السعودية، والتي اشتكى منها المنتخب الياباني، وأيضًا.. نظرًا لقوة الأخضر التي لا يستهان بها على أرضه، مهما تراجع الأداء والمستوى.

ولم يشكل اليابانيون خطورة كبيرة على مرمى أحمد الكسار، حارس المنتخب السعودي؛ ولكن كانت لديهم فاعلية كبيرة للغاية، بتسجيل هدفين من 3 أو 4 فرص تقريبًا؛ ليغردوا منفردين في الصدارة.