ومع بدء شهر ديسمبر 2025 ومنافسات كأس السوبر في جدة، يدرك ألونسو أن رصيد الثقة ليس مفتوحاً للأبد، وأن الفترة المقبلة ستكون بمثابة "اختبار نهائي" لمشروعه.
Gettyتشابي ألونسو تحت التقييم
يخضع ريال مدريد ومدربه لعملية تقييم مستمرة لا تتوقف عند صافرة نهاية كل مباراة، بل تشمل تحليلاً دقيقاً لكل ما يحيط بالفريق، خاصة بعد التحول الدراماتيكي في جدول الترتيب من التفوق بفارق خمس نقاط على برشلونة إلى التأخر بأربع نقاط كاملة.
ورغم هذا التراجع، لا تزال الإدارة ترى أن الوضع لم يخرج عن السيطرة تماماً، مستلهمة العبر من سيناريو الموسم الماضي مع كارلو أنشيلوتي.
ففي تلك الفترة الحرجة، كان المدرب الإيطالي على حافة الإقالة عقب أزمة النتائج التي تلت السوبر، ولولا تألق النجم الشاب إندريك -الذي يعيش حالياً وضعاً غامضاً وتهميشاً غير مفهوم داخل النادي- وإنقاذه للفريق في مباراة الكأس أمام سيلتا فيجو، لكان مصير أنشيلوتي مغايرا.
هذه المقارنة التاريخية تمنح ألونسو بعض الوقت لالتقاط الأنفاس، لكنها تذكير صارم بأن الصبر في "البيت الأبيض" مرتبط دائماً بالقدرة على النجاة من المنعطفات الخطيرة قبل فوات الأوان.
Getty Images Sportاجتماعات إنقاذ في ريال مدريد
شهدت الأيام القليلة الماضية حراكاً داخلياً مكثفاً في "فالديبيباس" لاحتواء نزيف النقاط، تمثل في سلسلة اجتماعات بين الجهاز الفني واللاعبين، شهد بعضها حضوراً مباشراً وتدخلاً من الرئيس فلورنتينو بيريز.
وقد خرجت المجموعة بتعهدات واضحة بالقتال لتغيير الصورة الباهتة، إلا أن واقع الميدان كان مغايراً جزئياً، حيث جاء التعادل أمام جيرونا ليبدد تلك الوعود الرقمية ويُبقي الفريق في دوامة الشك.
ومع ذلك، رصدت الإدارة تحسناً ملموساً في "لغة الجسد" والروح القتالية للاعبين مقارنة بحالة التوهان التي ظهروا عليها بعد الهزيمة الأوروبية الثقيلة أمام تشيلسي.
هذا التحسن النسبي في الموقف هو الخيط الرفيع الذي يتمسك به ألونسو حالياً، معولاً على تحويل هذه الروح إلى نتائج ملموسة، خاصة أن الفريق أظهر تماسكاً داخلياً، لكنه لا يزال يفتقد للفاعلية والشراسة التي تترجم السيطرة والوعود إلى نقاط حقيقية تعيد الفريق للمنافسة، حسب "آس".
رحلة جدة.. ليست مجرد نزهة شتوية
يتجه ريال مدريد نحو منعطف حاسم يبدأ بموقعة "سان ماميس" الصعبة أمام أتلتيك بيلباو اليوم، وينتهي بمنافسات كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية مطلع العام الجديد.
ويدرك تشابي ألونسو جيداً أن شهر يناير، وتحديداً رحلة جدة، لن تكون مجرد نزهة شتوية، بل محطة مفصلية قد تعيد صياغة موسم الفريق بأكمله.
فالبداية ستكون بنار "الديربي" أمام أتلتيكو مدريد، وهي مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين وتضاعف من حجم الضغوط الملقاة على كاهل المدرب.
ورغم تأكيدات ألونسو العلنية في المؤتمرات الصحفية على دعم الرئيس فلورنتينو بيريز وشعوره بالإيجابية، إلا أن التاريخ يخبرنا بأن كأس السوبر غالباً ما تكون "القشة" التي قد تقصم ظهر المدرب أو طوق النجاة الذي يعيد له الهيبة.
لذا، فإن الفترة الممتدة حتى منتصف يناير تمثل "الفرصة الأخيرة" لتصحيح المسار، حيث ستكون النتائج وحدها هي المعيار الحقيقي لبقاء ألونسو أو فتح الباب أمام تغييرات جذرية.
Gettyماذا بعد لريال مدريد في الفترة المقبلة؟
بعد أن عاش الفريق قمة نشوته الكروية بنهاية أكتوبر بانتصارات مدوية على برشلونة في "الكلاسيكو" ويوفنتوس وفالنسيا، دخل ريال مدريد في "نفق مظلم" خلال شهر نوفمبر كلفه نزيفاً حاداً في النقاط؛ إذ عجز الفريق عن تحقيق الفوز في 4 من آخر 5 مباريات (خسارة أمام ليفربول و3 تعادلات محبطة أمام رايو فاليكانو، إلتشي، وجيرونا)، مكتفياً بفوز وحيد أمام أولمبياكوس (4-3).
هذا التراجع يضع كتيبة تشابي ألونسو أمام "شهر الحسم" بجدول مباريات لا يرحم، يبدأ الليلة باختبار صعب في "سان ماميس" ضد أتلتيك بيلباو، قبل مواجهة أخرى مع سيلتا فيجو، مرورا بصدام ناري في دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي ومواجهة إشبيلية العنيد، وصولاً إلى مطلع عام 2026 الذي يحمل في طياته "أم المعارك" ضد الجار أتلتيكو مدريد في نصف نهائي السوبر الإسباني، وهي المواجهات التي سترسم ملامح موسم "الميرينجي" بشكل نهائي.

