FC Barcelona Open Training Session in Spotify Camp NouGetty Images Sport

رغم العودة إلى كامب نو.. الاتحاد الإسباني يوبخ برشلونة في بيان رسمي!

وجّهت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم "RFEF" توبيخًا رسميًا لنادي برشلونة، عقب الأحداث التي رافقت مواجهة الفريق الأخيرة أمام أتلتيك بيلباو في الجولة الـ13 من الدوري الإسباني موسم 2025/2026، وهي المباراة التي شهدت عودة الفريق الكتالوني للعب على أرضية ملعب "سبوتيفاي كامب نو" بعد فترة طويلة من أعمال التطوير.

وعلى الرغم من أن ليلة العودة شهدت احتفالًا كاملًا لجماهير برشلونة بفوز كبير وأداء مهيمن على الفريق الباسكي، إلا أنّ حادثة واحدة أفسدت "الكمال" الذي ميز تلك الأمسية. فقد وقع تأخير ملحوظ في بداية الشوط الثاني، وهو ما دفع الحكم لإدراج الواقعة في تقريره الرسمي، الأمر الذي ترتب عليه استدعاء لجنة الانضباط للتدقيق وإصدار بيان رسمي يحمل توبيخًا للنادي.

  • FC Barcelona v Athletic Club - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    شرارة الأزمة

    في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، تعرض الظهير الأيسر الشاب أليخاندرو بالدي لكدمة قوية في منطقة الرقبة بعد احتكاك مباشر مع لاعب أتلتيك بيلباو أوناي جوميز. ورغم خروج اللاعب من الملعب لتلقي الفحص الطبي، فإن الجهاز الطبي سمح له بالعودة مبدئيًا لاستكمال اللقاء، قبل أن تتفاقم الأعراض ويشعر اللاعب بدوار مستمر ومقلق.

    هذا الوضع دفع مدرب الفريق، الألماني هانزي فليك، لاتخاذ قرار فوري باستبداله بين الشوطين، حرصًا على سلامته. وهنا ظهرت المشكلة: الجهاز الفني لم يكن قد جهز بديل بالدي، رونالد أراوخو، بصورة كافية، إذ دخل المدافع الأوروجوياني إلى أرض الملعب دون إجراء عمليات الإحماء بالشكل الطبيعي.

    اضطر فليك إلى إعادة ترتيب خطوط الفريق سريعًا، حيث انتقل جيرارد مارتين من مركز قلب الدفاع إلى مركز الظهير، بينما دخل أراوخو ليشغل موقعه الأساسي. هذا الارتباك الطارئ خلف الكواليس أدى إلى تأخير خروج لاعبي برشلونة من غرفة الملابس، وهو ما تسبب في تأخر انطلاق الشوط الثاني بمقدار ثلاث دقائق كاملة.

  • إعلان
  • تقرير الحكم

    الحكم خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز أبدى استياءه الواضح على أرض الملعب، وأشار إلى التأخير عدة مرات أثناء وجود اللاعبين في النفق المؤدي لأرضية الملعب.

    لكن الأمر لم يتوقف عند الإشارات والاحتجاجات؛ فقد وثّق الحكم الواقعة في تقرير المباراة الرسمي، وهو ما أثار انتباه الاتحاد الإسباني.

    وجاء نص الحكم في التقرير كما يلي وفقًا لصحيفة "سبورت": "بدأ الشوط الثاني متأخرًا بثلاث دقائق نتيجة تأخر لاعبي نادي برشلونة في الخروج من غرفة الملابس".

    وبناءً على ذلك، أصدرت لجنة الانضباط بيانها الرسمي اليوم الأربعاء، ضمن قائمة العقوبات الخاصة بالجولة، وجاء فيه: "نذكّر نادي برشلونة بالالتزام الصارم بالمواعيد الرسمية لبدء المباريات وتلك الخاصة باستئناف الشوطين، ووجوب اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار هذا الأمر مستقبلًا".

    وأكدت اللجنة أن هذا التحذير يندرج ضمن صلاحياتها لضمان انضباط سير المنافسات واحترام اللوائح الزمنية المعتمدة.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-ATHLETIC BILBAOAFP

    تحذير مماثل لأتلتيك بيلباو

    لم يتوقف الأمر عند برشلونة فقط، ففي مفارقة لافتة، اتضح أن الشوط الأول من المباراة أيضًا شهد تأخيرًا مشابهًا، لكن من طرف نادي أتلتيك بيلباو. فقد ذكر الحكم في جزء آخر من التقرير أن انطلاق بداية المباراة تأخر ست دقائق كاملة بسبب عدم جاهزية الفريق الباسكي للخروج في الوقت المحدد.

    ولهذا السبب، تلقى أتلتيك بيلباو بدوره خطابًا رسميًا مشابهًا من لجنة الانضباط، يدعو إلى الالتزام الصارم بالمواعيد، وتجنب السلوكيات التي قد تخل بتنظيم المباريات.

  • يوم مثالي لولا التأخير

    جاء هذا الجدل التنظيمي ليغطي جانبًا صغيرًا من ليلة كان من المفترض أن تكون احتفالية خالصة لجماهير برشلونة، بعد عودة الفريق للعب على ملعبه التاريخي بحلته الجديدة. فقد قدّم برشلونة واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وحقق فوزًا كبيرًا على أتلتيك بيلباو، وسط أجواء جماهيرية مبهرة.

    أداء الفريق كان مميزًا على المستوى الجماعي، فيما أشاد المحللون بالانسجام الكبير بين خطوط الفريق، وبالصلابة التكتيكية التي ظهر بها تحت قيادة فليك، الذي يحظى بدعم كامل من مجلس إدارة النادي، بحسب تقارير صحفية إسبانية.

    ورغم فرحة الجماهير بالانتصار والعودة للملعب الجديد، فإن واقعة التأخير فرضت نفسها على المشهد الإعلامي اليوم. ويرى مراقبون أن مثل هذه المخالفات، وإن كانت بسيطة من حيث تأثيرها على نتيجة المباراة، فإنها قد تؤدي مستقبلاً إلى غرامات مالية أو إجراءات أشد إذا تكررت.

    في النهاية، ما بين انتصار كبير داخل المستطيل الأخضر، وتحذير رسمي خارج الخطوط، يجد برشلونة نفسه أمام درس تنظيمي مهم. فالاتحاد الإسباني بدا واضحًا وحاسمًا في رسالته: الالتزام بالمواعيد جزء لا يتجزأ من احترام قواعد اللعبة.

    وبينما يعمل النادي على تحسين وضعه الفني تحت قيادة فليك، فإن عليه الآن ضمان عدم تكرار هذه "الهفوات الإدارية"، خاصة في موسم يتميز بكثافة المباريات وضغط الجدول الزمني.

0