رحيل ميسي ضمنهم؟ .. عشر خطوات تعيد برشلونة على الطريق الصحيح

أيًا كان المدير الفني الجديد يجب أن يحصل على الفرصة كاملة، فالرجل سيهدم كل شيء ويعيد البناء من جديد، فنهاية الجيل الذهبي لبرشلونة كُتبت بالأمس بالفعل، والجدل حول ذلك ما هو إلا مضيعة للوقت وعبث.

أيًا كان الاسم القادم سواء كان ماوريسيو بوتشيتينو كما أكدت الأنباء، أو تشافي هيرنانديز كما تتمنى جماهير برشلونة يجب أن يحصل على فرصة طويلة الأمد.

الاخفاق في أول موسم أو موسمين لن يعني بالضرورة فشل ذلك المدرب الجديد، فيورجن كلوب على سبيل المثال بدأ في جني ثمار عمله في ليفربول بعد الموسم الثالث، وما حققه جوارديولا في 2009 أو زيدان في 2016 هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.

غصة لن يتمكن أي كتالوني من ابتلاعها، لكن تلك هي سنة الحياة، الأرجنتيني وصل للـ 33 من عمره، وما سيقدمه في السنوات المقبلة لن يفوق ما قدمه بالفعل طوال السنوات الماضية.

ولأن كرة القدم لعبة جماعية في النهاية، فمهما قدم ميسي لن يكون كافيًا لانتشال برشلونة من وضعه الحالي وحده، لابد من حصوله على المساعدة.

لكن لتقدم عمره أي مشروع مستقبلي يخص برشلونة لا يجب أن يشمل ميسي، أو على الأقل لا يجب أن يكون متمحورًا حوله.

الأمور في برشلونة يجب أن تتغير، بدلًا من أن يساعد الفريق ميسي سيكون على ليونيل أن يساعد ذلك الفريق الذي سيتكون كمنظومة، يمنحها الأرجنتيني الإضافة لسنوات قليلة قبل موعد الرحيل.

غياب ميسي لا يجب أن يؤثر على برشلونة الجديد، فذلك الفريق يجب أن يكون مستقلًا عن كل الأسماء مهما كان حجمها، وقادرًا على صناعة مجده بشكل جماعي كما هو الحال في كرة القدم طوال تاريخها.

لكن في الوقت نفسه وجوده سيكون ضروريًا في تلك الفترة الانتقالية، فلا يجب تحت أي ظرف من الظروف أن يتخلى الفريق عن ميسي قبل ذلك التاريخ للكثير من الأسباب سواء الفنية أو النفسية.

وبعد الأسباب الفنية أو النفسية فقيمة ميسي التسويقية وما يضيفه لبرشلونة من موارد لمجرد ظهوره بقميص النادي لن يعوضها أي لاعب آخر.

كما تحدثنا في النقطة السابقة، قد يخسر برشلونة الكثير من نجومه الكبار، لذلك تجهيز أكبر عدد ممكن من نجوم الشباب أصبح ضرورة لا غنى عنها.

ليس فقط لما سيحتاجه الفريق على المستوى الفني، لكن أيضًا على المستوى المادي في ظل جائحة كورونا التي حلت بالعالم والصعوبات التي تواجهها كل الأندية.

هؤلاء الذين لن يتميزوا بما فيه الكفاية ليكونوا مع الفريق الأول يجب الاستفادة منهم ماديًا سواء في صورة إعارات لحين تحسن مستواهم ليعودوا للفريق، أو ليرحلوا تمامًا لكن بمبالغ مالية أكبر.

ربما يكون الحديث هنا به بعض الحساسية لجماهير برشلونة لكن التخلص من النجوم الكبار الذين أصبحوا يشكلون عبئًا على الفريق هو ضرورة لابد منها.

أمثال سيرجيو بوسكيتس ولويس سواريز وجوردي ألبا وجيرارد بيكيه وغيرهم ممن تجاوزوا الـ 30 من العمر وأصبح العامل البدني لا يسعفهم لتقديم ما يساعدهم على المستوى الفني رحيلهم ضرورة ليستمر برشلونة.

الأمر تحدث فيه بيكيه بنفسه مساء الأمس عقب المباراة، وأكد أنه على استعداد للرحيل لو كان ذلك سيعني عودة برشلونة للطريق الصحيح.

الرحيل لا يجب أن يكون فوريًا لكن ربما على مراحل مع التعويض بشكل تدريجي سواء من سوق الانتقالات أو من فرق الشباب.

فوجود هؤلاء بجوار الصفقات الجديدة والشباب ضروري بكل تأكيد، نظرًا لدورهم الفني في نقل الخبرات والقيادة.

سيكون على الإدارة الجديدة في برشلونة سواء في المكاتب أو في الملاعب أن تحسن من أوجه الصرف التي أصبحت جنونية في الفريق بالسنوات الماضية.

استمرار برشلونة على هذا النهج سيتركه في أسوأ أحواله خلال سنوات قليلة، لذلك المطلوب فورًا هو تحسين طريقة التعامل مع سوق الانتقالات.

على الفريق أن يضع الأموال حقًا حيث يحتاج، وألا ينساق خلف طلبات الفرق المادية الكبيرة والمبالغ فيها أحيانًا.

ما رأيناه من إنجازات كبيرة لبرشلونة في السنوات الماضية شارك فيه بشكل أساسي نجوم مدرسة لاماسيا، وعلى رأسهم ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا.

ولا يظن أي شخص أنه هناك عودة ممكنة لبرشلونة دون الاعتماد بشكل أساسي على هؤلاء الذين صنعوا أمجاده في الماضي.

لذلك العودة للاهتمام بمدرسة لاماسيا وفرق الناشئين وحمايتهم من أعين باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي التي تترصد بهم في كل مكان سيكون أولوية في عودة برشلونة للصدارة المحلية والقارية.

سيكون على بارتوميو أن يعلن مواعيد الانتخابات المبكرة فورًا بعد إعلان استقالته، وعليه أن يجعلها في أقرب وقت ممكن يسمح به القانون.

تلك الانتخابات ستساعد بشكل كبير في تحديد مصير برشلونة للسنوات المقبلة، لكن لها جانب سلبي يجب تداركه بأي شكل.

الانتخابات ستأخذ من وقت سوق الانتقالات، لذلك سيكون على من سيدير النادي بشكل مؤقت عبء اتخاذ الكثير من القرارات الهامة والتاريخية.

أهم تلك القرارات هي المساعدة في تحديد المدير الفني للفريق، وتحديد العناصر التي يحتاجها في سوق الانتقالات.

بعد رحيل سيتيين والتأكد من عدم التجديد لأي لاعب قد لا يحتاجه المدرب القادم سيكون على جوسيب ماريا بارتوميو ورفاقه أن يخرجوا بشكل علني بأنفسهم ليعلنوا استقالتهم من مناصبهم.

تلك الاستقالة هي أقل ما يمكن لهم تقديمه، وأبلغ من تقديم الاعتذارات بشكل علني، والحديث عن الأعذار الواهية التي ملت الجماهير منها.

أي قرار يتخذه مجلس الإدارة الحالي أو الإدارة الرياضية سيتلقى الكثير من النقد، وتجديد عقود اللاعبين في تلك المرحلة لن يكون الاستثناء.

الأولى بتلك الإدارة هي تمهيد الطريق فقط لمن سيخلفهم، والوصول لاتفاقات مع نجوم الفريق على تجديد بقائهم، لكن عليهم ترك القرار النهائي لمن سيرث المسؤولية سواء الفنية أو الإدارية.

لا يجب أن يتحمل كيكي سيتيين مسؤولية نتيجة مباراة الأمس التاريخية وحده، فهناك العديد من العوامل التي أسهمت في تلك النتيجة القياسية والتي لن تتكرر. 

لكن رحيل الرجل أصبح من المسلمات، فهو لم يكن الخيار المثالي ليأتي لتدريب برشلونة في منتصف الموسم بعد تلك الانتكاسات المتتالية من البداية.

حتى وإن كان يحمل بعض البشائر لجمهور برشلونة في شكل الفريق، فهزيمة الأمس لن تترك له أي ذرة تعاطف في قلوب الكتلان.

فورًا يجب وضع عدة مرشحين للاختيار بينهم، والتحرك من أجل إقناعهم بالتغيير الذي سيحدث في برشلونة، لكن دون اتفاق نهائي فذلك الاتفاق إذا ما جاء من تلك الإدارة سيكون مرفوضًا من جانب الجماهير قبل حتى أن نرى أي نتائج له.