حالها كحال أي مدينة كبرى، فهنا تجد وفرة كبيرة في خيارات الإقامة، ذات الجودة المتفاوتة؛ فالإقامة بالقرب من Napoli Centrale "محطة السكة الحديدية الرئيسية في نابولي"، رخيصة وفي المتناول بالنسبة لأولئك الذين يصلون عبر القطار أو الطائرة، حيث تربط محطة الحافلات المطار بمحطة القطارات.
أما بالنسبة لمن لديهم القدرة على إنفاق المزيد من الأموال، فإن Posillipo منطقة سكنية خلابة في التلال، حيث الجزء الجنوبي من المدينة، والذي يتميز بإطلالات طبيعية مميزة.
هناك كذلك Vomero، المنطقة الخاصة بالطبقة المتوسطة، والتي تمتاز بالحياة الليلية.
وبالنسبة لعشاق الواجهة البحرية فهنا سيجدون منطقة Lungomare، والتي تقع مباشرةً على البحر، ويحاوطها المطاعم والمقاهي.
وبالانتقال للحديث عن الزائرين الذي يأتون عبر الطرق البحرية، فمنطقة الميناء مثالية لهم.
كل هذا بخلاف أن أي مكان قريب من ميدان Piazza del Plebiscito، سيكون خلابًا بمناظر المدينة والتضاريس المحيطة، بجانب موقعه المركزي.
يمكننا أن نقول أن هذه هي النقطة الرئيسة هنا، حيث من يزورون نابولي لأول مرة، فالأفضل لهم أن يكونوا قريبين من وسط المدينة قدر الإمكان، بل وفي الوسط تحديدًا إذا كانت إقامتهم لبضعة أيام قليلة، وهنا نرشح لهم موقع التراث العالمي لليونسكو، الذي يمتاز بشوارعه الصغيرة، المرصوفة بالحصى.
يمكنك أن تقيم كذلك في Centro Storico "مركز المدينة التاريخي"، إذا أردت تحقيق أكبر استفادة ممكنة في يوم يشهد إحدى المباريات، وننصحك هنا أن تبدأ اليوم بفنجان من القهوة، فإن كانت القهوة الإيطالية جيدة، فهي رائعة في نابولي تحديدًا.
لذا، أين سيوجد مكان أفضل بالنسبة لشخص بدأ رحلته لاستاد دييجو أرماندو مارادونا من مقهى Bar Nilo في شارع Spaccanapoli الشهير، المليء بالمتاجر الصغير وورش العمل المبهجة، ومزين بالرايات والأعلام والملصقات، احتفالًا بتحقيق نابولي للقب الدوري الإيطالي موسم 2022-2023م!
مقهى Bar Nilo يقع على بعد أقل من عشر دقائق سيرًا على الأقدام من كاتدرائية Santa Maria Assunta التي تعد موطنًا لأمبوله تحتوي على ما يُزعم أنه دم القديس سان جينارو، بجانب قطعة أثرية ثمينة ألا وهي خصلة من شعر مارادونا.
Gettyبالطبع من الصعب جدًا على الزائرين الوصول للمقام المقدس، نظرًا لتجمع الكثيرين حوله، لالتقاط الصور، لذلك يتعين عليك أولًا شراء القهوة قبل أن تخرج الكاميرا الخاصة بك، هي تستحق اليورو الذي ستدفعه من أجلها، ليست القهوة فحسب، إنما كذلك المقام يستحق المشاهدة.
وإذا نظرت للجزء العلوي من المقام، ستجد "شلال" من الدموع، يمثل كل دمعة زرفها النابوليتانيون منذ رحيل مارادونا عن ناديهم عام 1991م.
في الصورة أعلاه، يمكنك العثور على صورة "سانتو دييجو"، وهو موضوعة بشكل واضح فوق تمثال البابا، إذ تحتل صورة مارادونا بقميص نابولي مكانًا على القمة في وسط المقام، وتحتها تجد خصلته محاطة بعلبة زجاجية صغيرة.
مالك المقهى يُدعى "برونو ألشيدي"، ويدعي أنه جمع خصلة مارادونا بعد أن وجد نفسه على متن نفس الرحلة مع فريق نابولي بعد مباراة في ميلانو في 11 فبراير 1990م، إذ قام بجمع الشعيرات المتناثرة على مقعد الأسطورة بعدما قام بإخلائه للنزول، وعلى الفور قام بوضع الشعيرات في علبة السجائر الخاصة به، كي يحفظها حتى يجد مكانًا مناسبًا للشيء الثمين الذي يمتلكه.
هل هذا الشعر معروض الآن في المقهى؟، وفقًا لأحد العاملين به – الذي رفض كشف هويته – ما هو معروض في المقهى مجرد نسخة طبق الأصل لما جمعه ألشيدر، لكن يبدو أن الشعر الحقيقي موجود في منزله، على كل حال، لا يهم هذا، المهم هو الرمزية والتوقير الدائم لابن نابولي الأكثر شهرة.