راشيل دالي وإيما هايز.. الفائزون والخاسرون بدوري السيدات لموسم 2022-2023

عام جديد، لقب جديد لتشيلسي، وإيما هايز. فاز البلوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي، محطمين رقمهم القياسي في دوري السيدات، بالفوز باللقب ثلاث مرات متتالية.

كان موسمًا صعبًا بالنسبة لهايز وفريقها. تعرضت فران كيربي، وبيرنيل هاردر، لإصابات أثرت بشكل كبير على مستوى الهجوم، مما اضطر لاعبات غير خبراء للخروج ولجعل سام كير، المتواصلة والمتعبة، تتبنى دورًا مختلفًا.

ولم يكن هذا كافيًا، ففقد تشيلسي أيضًا كلًا من ميلي برايت، وكاديشا بوكانان، مدافعيهما الأساسيين، خلال الجدول المكتظ الذي شمل ليس فقط مباريات الدوري التي يجب الفوز بها، ولكن أيضًا نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ضد برشلونة، ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

بالإضافة إلى ذلك، ازدادت قوة منافسة دوري السيدات بشكل كبير، خاصة بين الفرق الكبار، وهذا كان لقبًا صعبًا جدًا للفوز به. تستحق هايز الاحترام الكبير لقيادتها فريقها عبر هذا الموسم الصعب، وكذلك لاعبيها الذين تحسنوا على مدار الطريق.

بعد ثماني سنوات في الدوري النسائي، تعرضت ريدينج للهبوط في اليوم الأخير. طوال الوقت، كان الفريق من بين القصص المميزة بالدوري، إذ انتهى الموسم 2017-2018 على بعد مجرد مركزين، وست نقاط فقط من التأهل لدوري أبطال أوروبا، على الرغم من عدم ارتباطهم بنادٍ يتمتع بثروة مالية ضخمة.

والعمل الذي قامت به المدربة كيلي تشامبرز، في النادي كان رائعًا حقًا. فعلاً، يجب أن يكون اسمها من بين أولئك المدربين الذين يبحثون عنهم أندية دوري السوبر النسائي، الراغبة في تعيين مدرب جديد هذا الصيف، بداية من فترة ما بعد الموسم.

ولكن، للأسف، لم يكن هناك الكثير يمكن فعله من جانبها لمنع هذا الهبوط. الإصابات التي تعرض لها لاعبات أساسيات، بجانب الإصابة التي تعرضت لها، الحاصلة على الميدالية الذهبية الأولمبية، ديان روز في الأسبوع الأول، والأخطاء الفردية، وعدم اتخاذ القرارات الصحيحة، كل ذلك أدى إلى احتلال ريدينج المركز الأخير في الدوري هذا العام.

هل سيعود؟ الوقت سيخبرنا.

من الصعب التعبير عن مدى نجاح أستون فيلا، في سوق الانتقالات هذا الموسم. في الصيف الماضي، قام النادي بتعاقدات مثيرة للإعجاب للغاية. راشيل دالي كانت أفضل صفقة لهذا الموسم، حيث فازت بجائزة الهدافة الذهبية في دوري السيدات، بعد تسجيلها 22 هدفًا مذهلاً في 22 مباراة، معادلة رقم فيفيان ميدييما من موسم 2018-2019.

كينزا دالي، في وسط الملعب، وكيرستي هانسون، على الجناح، ساهموا بعدد كبير من الأهداف، بالإضافة إلى تقديم خدمة رائعة من المهاجمة الدولية الإنجليزية. بالمقابل، انضمت دان تيرنر من إيفرتون كظهير أيسر، وبعد تغيير موقعها بشكل ذكي، وضروري، كانت واحدة من أفضل مدافعات الفريق في الدوري هذا العام.

ولكن إذا كان هذا ليس كافيًا، حيث لم يكن ذلك كل صفقاتهم الجيدة في الصيف، قدم أستون فيلا أداءً قويًا أيضًا في يناير، حيث جلب لاعبتين لمنتخب إنجلترا، وهما جوردن نوبس، ولوسي ستانيفورث. وقد أحدث الثنائي في وسط الملعب، مع تعاون ستانيفورث في بعض الأحيان كظهير أيسر، تأثيرًا فوريًا لمساعدة النادي على التأكد من المركز الخامس، والاستعداد للموسم القادم الذي سيكون مثيرًا بالتأكيد.

قبل ذلك، من المرجح أن يبهرونا جميعًا مرة أخرى، في فترة الانتقالات الصيفية.

تحسّن ملحوظ لمانشستر يونايتد هذا الموسم، أدى إلى زيادة المنافسة على ثلاثة مقاعد في المسابقات الأوروبية بشكل لم يسبق له مثيل، حيث أصبح أحد فرق تشيلسي، وآرسنال، أو مانشستر سيتي أكثر احتمالية للغياب عن هذه البطولات. للأسف، كان من بين هذه الفرق مانشستر سيتي الذي فشل في التأهل.

لتكون الأمور أسوأ، انتهى الموسم لمانشستر سيتي بدون أي ألقاب. تعثر الفريق في دوري أبطال أوروبا، ولم يتجاوز الدور التأهيلي الأول، وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي، في ربع النهائي أمام أستون فيلا، وخسر في نصف نهائي كأس القارات أمام آرسنال.

إنه فشل موسمي بمقاييس لهذا النادي الطموح للغاية. ومع تعرض مانشستر سيتي للإقصاء في مراحل التأهل لدوري أبطال أوروبا في المواسم الأخيرة، وقد يفكر بعض اللاعبين المطلوبين من أندية أخرى في مستقبلهم.

ويُفترض أن يتلقى المدرب الرئيسي جاريث تايلور، عرضًا لتمديد عقده لمدة عام واحد، على الرغم من أنه من المقرر أن ينتهي عقده هذا الصيف، وستكون الضغوط عليه كبيرة لتحقيق موسم أفضل بكثير.

قرار راشيل دالي بالانضمام إلى أستون فيلا في الصيف الماضي، لم يكن يمكن أن يكون أفضل لمسيرتها المهنية. استطاعت اللاعبة البالغة من العمر 31 عامًا الازدهار في فيلا بارك، حيث سجلت 22 هدفًا في 22 مباراة لتفوز بجائزة الحذاء الذهبي، كهدافة في الدوري الإنجليزي، وقادت فريقها إلى المركز الخامس بشكل مذهل. تبدو سعيدة جدًا في النادي، وهو أمر يتضح في أدائها.

لقد حصلت دالي على الفرصة لإظهار مهاراتها الرائعة كرقم 9، وقد يكون لذلك تأثير كبير على مسيرتها الدولية أيضًا. إنها أكثر المهاجمات التي تعيش في حالة رائعة لمنتخب إنجلترا قبل كأس العالم للسيدات 2023، حيث سجلت أليسيا روسو، الخيار الأول الحالي، فقط 10 أهداف في الدوري هذا الموسم، مع مانشستر يونايتد.

وكانت دالي طوال الوقت لاعبة أساسية لمنتخب إنجلترا، حيث بدأت كل مباراة باليورو، كظهير أيسر، ويمكن أن يضغط ذلك بقوة، لتحجز مكانها في التشكيلة الأساسية للمدربة سارينا فيجمان كمهاجمة مركزية الآن.

أبهر وست هام الجميع في النصف الأول من الموسم، حيث كان يحتل المركز الخامس، عندما توقف الدوري الممتاز لفترة الشتاء، وكان يتفوق فقط على الفرق الكبيرة مانشستر يونايتد، وآرسنال، وتشيلسي، ومانشستر سيتي.

ولكن عند استئناف المسابقة في منتصف يناير، بدا فريق بول كونشيسكي ينهار تماماً. وكان الفوز الوحيد لوست هام في الدوري في عام 2023، بالأسبوع الأخير من الموسم، حيث حققوا فوزًا 2-1 على ليستر سيتي قبل الأخير في الترتيب، بعد 10 مباريات دون فوز.

في أوائل مايو، بعد الهزيمة المخيبة للآمال 1-0 أمام برايتون، نشرت كيت لونجهورست الرمز الوفي لوست هام تعليقاتها على هذه السلسلة السلبية. وكتبت:" لعبت وتفانيت في كرة القدم لما يقرب من 30 عامًا من حياتي. ولم أشعر أبدًا في مسيرتي بالقلق والدمار الذي أشعر به في هذه اللحظة. نحتاج إلى تغيير ما لكي نستعيد الثقة ونأمل أن نتمكن من ذلك قريبًا".

حدث التغيير بعد انتهاء الموسم. في اليوم التالي للنهاية الكبرى، أعلن وست هام رحيل بول كونشيسكي عن النادي. وأصبح وست هام الآن بحاجة إلى مدرب جديد للموسم الثالث على التوالي.

لم يتمكن مانشستر يونايتد من الفوز بلقب الدوري في النهاية، حيث تم تجاوزهم بواسطة تشيلسي في اليوم الأخير، ولكن هذا لم يكن هدف الشياطين الحمر عند بداية الموسم. الهدف كان الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، وقد حققوا ذلك بقوة، مظهرين تقدمًا ملحوظًا على طول الطريق.

هناك الكثير لنثني عليه في مسيرتهم، ولكن التحول في العقلية، ربما يكون العامل الأكثر إثارة للإعجاب في نجاحهم. وقد ساهم ذلك في الاستقرار الذي أظهروه ضد الفرق الموجودة أدناهم في الترتيب، فضلاً عن الانتصارات ضد الفرق المنافسة. حقق مانشستر يونايتد الفوز على آرسنال مرتين في هذا العام، وتغلب على مانشستر سيتي لأول مرة في الدوري. تحقيق هذه النتائج ضد المنافسين على اللقب يعد خطوة هامة للأمام.

وقبل المشاركة في الموسم الأول في أوروبا، وضع مارك سكينر، وفريقه أسسًا رائعة للبناء عليه. الآن، يتعلق الأمر الآن، بتعزيز العمق في التشكيلة، إذا كانوا يرغبون في أن يكونوا قوة على عدة جبهات في المستقبل، حيث يبدو أن جدولهم الزمني سيصبح أكثر تطلبًا.

هل كان هناك أي فريق في دوري السيدات، يعمل بجد أكبر من الفريق الطبي في آرسنال هذا العام؟ الإصابات التي تعرضت لها لاعبات الجانرز طوال هذا الموسم لم تتوقف، والأمر الأكثر قلقًا هو فقدان أربع لاعبات، بسبب تمزق الرباط الصليبي: بيث ميد، فيفيان ميدييما، ليا ويليامسون، ولورا فينرويتر.

إصابات اللاعبات ليست جديدة بالنسبة لآرسنال. خلال فترة حكم جو مونتيمورو، كانت هناك أسئلة مستمرة حول غياب اللاعبات، وضرورة إجراء استعراض داخلي للحالة، نظرًا لحجم المشكلة. للأسف، يبدو أن هذا هو الحال مرة أخرى.

في مقابلة أخيرة مع وسيلة إعلام هولندية، أثارت ميديما الانتباه بتعليقات قوية حول الوضع. قالت:" يجب علينا في آرسنال أن نبقى في حالة جيدة، مع اثنين من أطباء العلاج الطبيعي لفريق كامل، يتكون من أكثر من 20 لاعبة. كيف يمكن أن يتم ذلك بشكل جيد؟"

وهذا الموضوع زاد من التركيز على النادي، ولكن الأمر ليس محصورًا على آرسنال فقط. هناك أزمة تمزق الرباط الصليبي في كرة القدم النسائية بأكملها، ويجب أن يتم المزيد من العمل للتعامل معها.

في الموسم الماضي، كان لدى إيفرتون فترة فوضوية، وصعبة. بدءًا من طموحات التأهل لدوري أبطال أوروبا، أقال النادي مديرين فنيين، وانتهى الموسم في المركز الثالث من الأسفل. ولكن هناك شيئًا جيدًا حدث قبل نهاية ذلك الموسم، الإعلان عن تعيين برايان سورينسن، للموسم 2022-2023.

وصل الدانماركي بسمعة جيدة، وسارع بتنفيذ أفكاره المثيرة، والمسلية حول كرة القدم، والتي ساهمت في تحقيق إيفرتون ثلاثة انتصارات، من أول خمس مباريات. توجد تقلبات في الأداء في بعض الأحيان، وهزائم قاسية أمام الفرق الكبيرة، ولكن سورينسن أثبت أنه تعيين رائع، حيث قاد النادي للانتهاء في المركز السادس بشكل ممتاز.

وتحت قيادته، لم يتعرض إيفرتون لخطر الهبوط مرة واحدة، وأظهروا علامات جدية للتقدم، واستقرارًا مهمًا، يمكن الآن البناء عليه من خلال فترة انتقالات جيدة.

في عدة مراحل من هذا الموسم، بدا أن توتنهام سيتم إبعاده عن الدوري الممتاز للسيدات. وهذا سيكون مصيرًا مُفرِحًا للنادي الذي يُفترَض أن مالكه، دانيال ليفي، قد عبر عن رغبته في جعل الدوري النسائي الممتاز دوريًا مغلقًا.

ولحسن حظ النادي في شمال لندن، تعاقدوا في يناير بشكل رائع مع بيثاني انجلاند، التي سجلت 12 هدفًا في 12 مباراة، للمساعدة في إبقاء الفريق بالدوري.

ومع ذلك، لا ينبغي أن يحتفل نادي مثل توتنهام بهذا الأمر. هناك الكثير من المواهب في هذا الفريق، وعلى الرغم من وجود جوانب يمكن تعزيزها، يجب أن يكونوا أكثر انتظامًا ويحتلوا مركزًا أعلى في الترتيب من مكانهم الحالي، هذا الموسم، بدلاً من أن يكونوا في خطر الهبوط.

وبعد إقالة ريهان سكينر في مارس، سيبحث النادي عن مدرب جديد هذا الصيف. التعيين المناسب، والاستثمار الأكثر في التشكيلة الأساسية، أمور ضرورية إذا أرادوا المضي قدمًا.

عندما تولى ويلي كيرك قيادة ليستر سيتي في نوفمبر، كان الفريق قد خسر كل واحدة من تسع مبارياته الأولى، في الدوري النسائي. كانت هذه مهمة ضخمة، بسبب ذلك، لم يتمكن النادي بالخروج منه بدون تأثير سلبي. قليلون منحوا الثعالب فرصة في البقاء في الدوري، حتى في تلك المرحلة المبكرة من الموسم.

ومع ذلك، قام المدرب السابق لإيفرتون بعمل رائع في وضع حرج جداً. كانت جميع الصفقات التي تمت في يناير ناجحة، وقد نجح كيرك في استغلال الإعارات بشكل جيد، مما ساعد ليستر في تحقيق أول فوز لهم في الدوري في منتصف الشهر.

فجأة، بدأ لديهم الأمل، وزاد ذلك فقط منذ تحقيقهم الفوز الأول. فوزان متتاليان في أواخر أبريل، أخرجا الثعالب من منطقة الهبوط لأول مرة، قبل أن يؤمنوا بقاءهم في الدوري باليوم الأخير.

ما فعله كيرك، هو بلا شك أكثر الأعمال المذهلة في الدوري النسائي الممتاز هذا الموسم.