Maradona GFX GOAL ONLYGOAL AR

ذكرى رحيل دييجو أرماندو مارادونا.. قد يخسر سباق "أفضل لاعب" لكنه سيبقى "إنسانًا عظيمًا"!

 خلف صخب الملاعب وهتافات الجماهير، عاش دييجو قصةً أخرى لم تركز عليها الكاميرات؛ قصة رجلٍ امتلك قلباً أوسع من ملاعب العالم، يتسع لأحلام طفلٍ بلا ساقين، ولأوجاع شعبٍ دمرته الفيضانات.

في ذكراه، نستحضر سيرة "الإنسان" مارادونا الذي كان يركض خلف الكرة هربًا من مآسي العالم، ليصنع منها فرحًا يوزعه على كل من يحتاجه، تاركًا إرثًا من الحب، يوازي في عظمته إرثه الكروي الخالد.

  • تحقيق حلم "علي" واللعب بلا ساقين

    كان دييجو مارادونا إنسانًا يشعر بآلام الآخرين وأحلامهم، وتجسد ذلك بوضوح في قصته المؤثرة مع الطفل الكازاخي "علي تورجانبيكوف" الذي ولد بلا ساقين.

    حينما علم دييجو برغبة الطفل في لقائه عام 2018 أثناء تدريبه لفريق الفجيرة الإماراتي، لم يتردد لحظة في دعوته؛ حيث استقبله بحفاوة بالغة وشاركه اللعب في مشهد إنساني فريد، بل وقام بتدريبه بنفسه على ضرب الكرة بالرأس.

    ولم ينسَ مارادونا صديقه الصغير حتى في أيامه الأخيرة، فقبل وفاته بأشهر قليلة، استعاد تلك الذكرى عبر حسابه على "إنستجرام"، واصفًا "علي" بأنه مثال حي للشجاعة والإرادة، مرسلاً له عناقاً أخيراً يثبت أن إنسانية الأسطورة كانت تضاهي موهبته.

  • إعلان
  • Diego Maradona Napoli 1984Hulton Archive

    التمرد في نابولي لإنقاذ طفل مريض

    في واحدة من أروع قصص التمرد الإنساني، تحدى مارادونا إدارة نادي نابولي لإنقاذ حياة طفل مريض كان بحاجة ماسة لجراحة باهظة الثمن.

    عندما رفض رئيس النادي مشاركة نجمه الأول في مباراة خيرية خشية الإصابة، لم يكترث دييجو باللوائح أو العقوبات المحتملة؛ بل قام بدفع مبلغ التأمين من جيبه الخاص ليتمكن من اللعب قانونياً.

    وفي ملعب طيني متواضع أشبه بـ "حقل بطاطس" في إحدى ضواحي نابولي الفقيرة، ركض الأسطورة وسط الوحل والسعادة تغمره، مقدماً عرضاً كروياً ساحراً للجماهير البسيطة.

    نجح دييجو في جمع المبلغ المطلوب للعملية الجراحية، مؤكداً للعالم أن قلبه ينبض للفقراء والمحتاجين أكثر مما ينبض للبطولات والألقاب، في موقف ظل محفوراً في ذاكرة الجنوب الإيطالي.

  • EGYPT-JUSTICE-TRIAL-UNREST-FBLAFP

    دموع التضامن مع ضحايا بورسعيد

    أظهر دييجو مارادونا تعاطفاً كبيراً وتأثراً بالغاً تجاه الكارثة المأساوية التي حلت بالكرة المصرية في استاد بورسعيد عام 2012، والتي راح ضحيتها نحو 74 مشجعاً. ومن موقعه كمدرب لنادي الوصل الإماراتي آنذاك، لم يكتفِ مارادونا بعبارات الأسف التقليدية، بل عبر عن حزنه العميق واصفاً ما حدث بأنه "عار على كرة القدم".

    وأعلن الأسطورة الأرجنتيني عن رغبته الصادقة في زيارة معسكر النادي الأهلي المصري الذي كان مقاماً في دبي حينها، لتقديم واجب العزاء بنفسه ومواساة اللاعبين الذين عاشوا تلك اللحظات الصادمة.

  • Boca Juniors v Talleres - Round Of 16: Torneo Clausura Betano 2025Getty Images Sport

    مباراة إسطنبول لتعليم أطفال البوسنة

    في عام 1995، لبى مارادونا نداء الإنسانية في تركيا، مشاركاً في مباراة خيرية نظمها "وقف الصحفيين والكتاب" بهدف دعم أطفال البوسنة والهرسك الذين عانوا ويلات الحرب. أقيمت المباراة في ملعب "علي سامي ين" بإسطنبول، حيث احتشد عشرات الآلاف لمشاهدة الساحر الأرجنتيني وهو يركض من أجل قضية نبيلة.

    لم تكن مجرد مباراة استعراضية، بل أثمرت عائداتها عن بناء كليتين مجهزتين بأحدث الوسائل التعليمية كهدية لأطفال سراييفو. وقد عبر اللاعب البوسني إلفير بوليتش عن عظمة الموقف قائلاً إن مجرد حضور مارادونا كان شرفاً عظيماً للجميع.

  • دعم ضحايا الفيضانات وتحدي الفيفا في بوليفيا

    لم يتردد مارادونا في السفر إلى بوليفيا للمشاركة في مباراة خيرية جمعته بالرئيس إيفو موراليس، بهدف جمع التبرعات لعشرات الآلاف من العائلات التي شردتها الفيضانات العارمة.

    لكن زيارة مارادونا حملت بعداً إنسانياً ونضالياً مزدوجاً؛ فقد استغل الحدث للدفاع عن حق شعوب أمريكا الجنوبية في لعب كرة القدم على أراضيهم، منتقدا بشدة قرار الفيفا بحظر المباريات في الملاعب المرتفعة عن سطح البحر ووصفه بالقرار "السخيف والمخزي".

  • FBL-SUDAMERICANA-LANUS-UCHILE-FANSAFP

    مبادرة "أطفال ليبيا" في دبي

    في نوفمبر 2011، قاد مارادونا كوكبة من أساطير كرة القدم العالمية في دبي خلال مباراة خيرية خصص ريعها بالكامل لصالح أطفال ليبيا. بصفته مدرباً للوصل وسفيراً للرياضة في دبي، لم يكتفِ دييجو بالمشاركة الشرفية أو التدريب، بل أصر على النزول للملعب كلاعب، متبرعاً بماله وجهده لإنجاح الحملة الإنسانية التي نظمتها مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي.

    التف حوله نجوم كبار مثل كانافارو وكريسبو وزانيتي، لكن مارادونا كان القلب النابض للحدث، حيث أكد المنظمون أنه استجاب للدعوة فوراً دون تردد.