GOAL ONLY  De Zerbi GFXGoal AR

درس الجنوب: نجم الجزائر يؤكد صحة كلام دي زيربي.. وهكذا كان يجب أن يفعل برشلونة ضد باريس!

في عالم كرة القدم، لا تنتهي المباراة بصافرة الحكم، بل تبدأ معركة أخرى في الإعلام والمؤتمرات الصحفية. 

وهذا بالضبط ما حدث مع مدرب أولمبيك مارسيليا، روبرتو دي زيربي، الذي لم يكتفِ بانتصار فريقه التاريخي على باريس سان جيرمان في ليلة الكرة الذهبية قبل عدة أيام، بل خاض معركة أخرى للدفاع عن قيمة هذا الفوز. 

جاء الرد العملي والحاسم في المباراة التالية، وكان بطله النجم الجزائري أمين جويري، الذي أثبت في 26 دقيقة فقط أن كل كلمة قالها مدربه كانت في محلها.

لقد تحول أداء جويري المذهل ضد ميتز من مجرد مشاركة ناجحة إلى دليل قاطع يدعم حجة دي زيربي، ويقدم في الوقت ذاته درسًا لبرشلونة في كيفية التعامل مع باريس سان جيرمان بعدما سقط أمامه النادي الكتالوني.

  • FBL-EUR-C1-MARSEILLE-PRESSERAFP

    "لاعبونا يستحقون احترامًا أكبر".. شرارة غضب دي زيربي

    كل شيء بدأ بعد الفوز الثمين لمارسيليا على غريمه باريس سان جيرمان بهدف دون رد، فبدلًا من الإشادة بالأداء التكتيكي الكبير الذي قدمه الفريق، ركز الكثير من الإعلاميين على أن باريس لعب المباراة بفريق يعاني من إصابات عديدة، مقللين بذلك من حجم الإنجاز.

    هذا الأمر أشعل غضب دي زيربي الذي انفجر في تصريحات لاحقه قائلًا: "لاعبونا يستحقون احترامًا وتقديرًا أكبر مما حصلوا عليه من زملائكم ضد باريس".

    وأشار المدرب الإيطالي بشكل ضمني إلى أن لا أحد يبحث عن أعذار لفرق مثل برشلونة عندما تخسر أمام باريس، فلماذا يتم التعامل مع فوز فريقه وكأنه مجرد ضربة حظ؟ كان تصريحًا ناريًا يطالب فيه بالاعتراف بجودة فريقه، وقد جاء الرد أسرع مما توقع.

  • إعلان
  • TOPSHOT-FBL-FRA-LIGUE1-PSG-MARSEILLEAFP

    أمين جويري.. الدليل العملي على صحة كلمات المدرب

    بعد ساعات من هذه المعركة الإعلامية، وفي مباراة مارسيليا ضد ميتز، جاء أمين جويري ليقدم الدليل الذي لا يقبل الجدل على أن مارسيليا فريق يستحق الاحترام.

    بعد نزوله في الدقيقة 64، احتاج جويري إلى 5 دقائق فقط ليصنع هدفًا لزميله مات أورايلي، ثم عاد في الدقيقة 76 ليسجل هدفًا بمجهود فردي رائع.

    هذا التألق الفوري أثبت نقطتين: أولًا، أن فوز مارسيليا على باريس لم يكن صدفة، بل هو نتاج فريق يمتلك لاعبين أصحاب جودة عالية قادرين على تغيير المباريات.

    وثانيًا، أن عقلية الفريق التي يزرعها دي زيربي هي عقلية هجومية وشجاعة، لا تتأثر بالضغوط، والدليل صدارة ترتيب الدوري الفرنسي ولو مؤقتًا وتصدر ترتيب أكثر الفرق تسجيلًا للأهداف.

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    سقوط برشلونة.. نموذج للانهيار التكتيكي العشوائي

    عندما استشهد دي زيربي بخسارة برشلونة، كان يشير إلى الفارق في التعامل مع الهزيمة والفوز والتعامل الإعلامي معهما، لكن تحليليًا، يمكن رؤية الفارق في الملعب أيضًا. 

    برشلونة في مواجهته ضد باريس، وعندما تعرض للضغط، تخلى عن هويته وبدا وكأنه فريق مرتبك بلا خطة واضحة، مما أدى لانهياره. 

    هذا الانهيار هو ما يجعل الخسارة تبدو منطقية في نظر البعض، على عكس فوز مارسيليا الذي حاول البعض إيجاد مبررات للتقليل منه.

  • الدرس الحقيقي: الفارق بين التراجع المنظم ورد الفعل الخائف

    أثبت مارسيليا، في مباراتي باريس وميتز، أنه فريق يمتلك خطة واضحة، حتى عندما يتراجع ضد الكبير العاصمي، يكون تراجعه منظمًا بهدف استدراج الخصم ثم معاقبته، وهو ما تجسد في الهجمات المرتدة السريعة. 

    هذا التنظيم هو ما يمنح لاعبين مثل جويري الثقة للدخول في أي وقت وإحداث الفارق، على عكس حالة الفوضى التي قد تصيب فرقًا أخرى وتجعل لاعبيها عاجزين عن تقديم أفضل ما لديهم بمجرد تراجع أبرز نجومهم مثلما حدث مع بيدري ويامال ضد باريس.

  • FBL-FRA-LIGUE1-METZ-MARSEILLEAFP

    بيت القصيد: الفارق بين هوية راسخة وانهيار نفسي

    وهنا نصل إلى جوهر الموضوع أو بيت القصيد فالفارق الحقيقي بين ما قدمه مارسيليا وما فعله برشلونة لم يكن مجرد تكتيك على الورق، بل كان فارقًا في العقلية والهوية.

    فريق دي زيربي يمتلك هوية راسخة يؤمن بها اللاعبون، تظهر في كل تمريرة شجاعة للأمام تحت الضغط، وفي كل تحرك بدون كرة لفتح زاوية تمرير، وفي رفضهم التام للتشتيت العشوائي للكرة.

    فهم يتراجعون كجزء من الخطة وليس بسبب الخوف، ويهاجمون لأنهم يثقون في قدرتهم على الإيذاء، أما برشلونة، فقد تخلى عن هويته في اللحظة الحاسمة ضد باريس سان جيرمان، وتحول من فريق استباقي إلى فريق يعتمد على رد الفعل. 

    هذا التخلي كان بمثابة انهيار نفسي قبل أن يكون تكتيكيًا، حيث بدا لاعبوه وكأنهم أشباح في الملعب، يتهربون من المسؤولية وينتظرون صافرة النهاية لإنقاذهم. 

    ما فعله جويري من جرأة وثقة فور نزوله هو النقيض تمامًا لهذا التردد والارتباك وإن كان ضد متذيل ترتيب الدوري الفرنسي، هذا هو درس الجنوب الفرنسي، والدرس الأهم: الهوية الراسخة تصنع فريقًا صلبًا، أما التخلي عنها فيصنع فريقًا هشًا.