GOAL ONLY Desire Doue GFXGoal AR

الفتى الذهبي ديزيري دوي.. كسر احتكار برشلونة وأنصفته التكنولوجيا حين خذله البشر في باريس!

في ليلة باردة بمدينة تورينو الإيطالية، لم يكن الدفء الوحيد المنبعث في القاعة قادمًا من الأضواء الكاشفة، بل من توهج الجوهرة الفرنسية التي انتظرت طويلاً لتنال حقها المستحق.

ديزيري دوي، نجم باريس سان جيرمان، يصعد إلى المنصة ليتسلم جائزة الفتى الذهبي لعام 2025، معلنًا نفسه ملكًا جديدًا على عرش المواهب الشابة في العالم.

هذا التتويج لم يكن مجرد إضافة سطر جديد في سجلات التاريخ، بل كان بمثابة تصحيح مسار لبوصلة العدالة الكروية التي ضلت طريقها قبل أسابيع قليلة في حفل الكرة الذهبية بباريس. 

دوي، الذي كان المهندس الحقيقي لأعظم إنجاز في تاريخ ناديه، وقف أخيرًا حيث يستحق، متجاوزًا صخب الأسماء الرنانة، وكاسرًا لاحتكار دام سنوات.

  • Desire DoueGetty Images

    نهاية الهيمنة الكتالونية

    لعل القيمة الأبرز لفوز دوي بالجائزة هذا العام تكمن في السياق التاريخي للجائزة في سنواتها الأخيرة، فعلى مدار نصف عقد، تحولت جائزة الفتى الذهبي وكأنها ملكية خاصة للمواهب الصاعدة من مدرسة برشلونة. فمن بيدري، مرورًا بجافي، وصولًا إلى لامين يامال، سيطرت المواهب الكتالونية بالطول والعرض، وبدا وكأن العالم لا يرى موهبة إلا إذا ارتدت ألوان الفريق الإسباني.

    جاء ديزيري دوي ليحطم هذه السيطرة، ويعيد الجائزة إلى الأحضان الفرنسية لأول مرة منذ ثماني سنوات، حين توج بها لاعب باريس السابق السابق كيليان مبابي عام 2017 بقميص نفس النادي. 

    إنه انتصار للأكاديميات الفرنسية التي لا تتوقف عن ضخ المواهب، ولباريس سان جيرمان الذي أثبت أنه قادر على صناعة نجمه الذهبي الخاص، وليس فقط استقطاب النجوم. 

    حصول دوي على 450 نقطة في تصويت الجائزة لم يكن فوزًا عاديًا، بل كان اكتساحًا يؤكد أن حقبة هيمنة برشلونة قد سقطت بالفعل تحت أقدام النجم الباريسي.

  • إعلان
  • Doue PSG InterGetty Images

    ليلة ميونخ ولغز المركز الرابع عشر

    بالعودة إلى الوراء قليلًا، وتحديدًا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في ميونخ، سنجد أن دوي قدم ما يمكن وصفه بالأداء المتكامل. 

    في ليلة سحق فيها باريس سان جيرمان خصمه إنتر ميلان بخماسية نظيفة، لم يكن دوي مجرد ترس في الآلة، بل كان المحرك الرئيسي. 

    سجل اللاعب ثنائية تاريخية، وصنع الفوضى في دفاعات الفريق الإيطالي، وحصل بجدارة على جائزة رجل المباراة.

    ولكن، يبدو أن ذاكرة المصوتين على جائزة الكرة الذهبية كانت قصيرة المدى، أو ربما انتقائية، فبينما تُوج زميله عثمان ديمبلي بالجائزة الكبرى، وجد دوي نفسه ملقى في المركز الرابع عشر في الترتيب النهائي.

    كيف يمكن للاعب حسم اللقب القاري الأهم لناديه، وسجل 16 هدفًا في موسم واحد كلاعب وسط، ولعب 61 مباراة، أن يأتي خلف لاعبين خرجوا بمواسم صفرية أو بتأثير أقل؟ 

    لا نقول أنه كان يجب أن يحصد الجائزة، لكن المركز المتأخر كان سقطة غريبة في نظر الكثيرين، وجاءت جائزة الفتى الذهبي لتكون الرد العملي الذي يقول إن الموهبة تفرض نفسها في النهاية.

  • Doué PSGGetty Images

    حين تكون الألعاب الإلكترونية أصدق من الواقع

    وفي زاوية قد تبدو طريفة ولكنها تحمل دلالات عميقة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي والمطورين في أشهر لعبة كرة قدم إلكترونية في العالم كانوا يملكون رؤية أعمق من مئات الصحفيين والنقاد حول العالم.

    في النسخة السابقة من لعبة EAFC لم يتعرض دوي للظلم الذي ذاقه في ترتيب الكرة الذهبية، خوادم اللعبة وأنظمتها أنصفته طوال الموسم بسلسلة من البطاقات الخاصة والتقييمات المرتفعة. 

    وقبل صدور النسخة الجديدة من اللعبة، أصدرت الشركة بطاقة تكريمية خاصة لديزيري دوي بتقييم خرافي وصل إلى 99 وهو أعلى تقييم يحصل عليه أي لاعب في اللعبة على منصات الألعاب المنزلية.

    السرعة، المراوغة، التمرير، والتسديد، كلها أرقام اقتربت من الكمال، في العالم الافتراضي، كان دوي هو اللاعب الكامل الذي لا يُقهر، والبطاقة التي يتمناها كل لاعب في تشكيلته.

  • Desire Doue Champions League trophy PSG 2025Getty

    بيت القصيد

    إنه لأمر يدعو للمفارقة أن تكون خوارزميات لعبة فيديو قادرة على تقدير الموهبة وإعطائها العلامة الكاملة، بينما يبخل الواقع البشري عليه حتى بمكان في قائمة العشرة الأوائل لأفضل لاعبي العالم، يبدو أن لغة الأرقام والبيانات لا تكذب، بينما يميل البشر للعاطفة والأسماء المشهورة.

    في النهاية، سيبقى عام 2025 محفورًا في الذاكرة كالعام الذي شهد ميلاد نجم عالمي جديد من طراز فريد.

    ديزيري دوي لم يفز بجائزة الفتى الذهبي لأنه مجرد شاب واعد فحسب، بل لأنه كان الأفضل تأثيرًا وفاعلية.

    قد يكون ترتيب الكرة الذهبية قد خذله، وقد تكون الأضواء ذهبت لغيره في فترات متباعدة، لكن جائزة الفتى الذهبي جاءت لتضع الختم الرسمي على الحقيقة التي أدركتها التكنولوجيا قبل البشر، وهي أن دوي هو حاضر ومستقبل الكرة العالمية.