لاعب الوسط الإسباني دخل في مشادة كلامية مع فينيسيوس جونيور، كرد منه بعد التعرض للاستفزاز من الجناح البرازيلي.
هذه المشادة لم تكن مجرد مناوشة عابرة، بل كانت مرآة عكست بوضوح الحالة النفسية للاعبين، والجروح العميقة لكلا الناديين، وقدمت ملخصًا مثاليًا لمن خرج منتصرًا ليس فقط في النتيجة، بل في المعركة الذهنية أيضًا.
بدأت المشادة عندما حاول فينيسيوس، في لحظة إحباط واضحة بينما كان فريقه يتلقى هزيمة قاسية، أن يستعيد تفوقه النفسي باللجوء إلى سلاحه الأقوى: تاريخ ريال مدريد المجيد.
التقطت الكاميرات النجم البرازيلي وهو يوجه حديثه لكوكي قائلًا: "لديّ بطولتان لدوري أبطال أوروبا، وأنت لا تملك شيئًا، فزت بها مرتين، وأنت خسرتها مرتين، أنتم تخسرون لأنكم سيئون".
لم يكن هذا مجرد تفاخر عشوائي بالألقاب، لقد كان هجومًا متعمدًا وموجهًا بدقة ليضرب على أعمق وأكثر جروح أتلتيكو مدريد إيلامًا، حيث إن هزيمتي نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في 2014 و2016 لا تزالان تمثلان الكابوس الأكبر في تاريخ "الروخيبلانكوس".
تلك النهائيات التي شهدت سيناريوهات قاتلة، من رأسية سيرجيو راموس في الدقيقة 93 في لشبونة إلى ركلات الترجيح المؤلمة في ميلانو.
كان كوكي نفسه لاعبًا أساسيًا في كلتا المباراتين، وعاش مرارة الهزيمة مرتين في أمتارها الأخيرة، لذلك، عندما اختار فينيسيوس هذا السلاح، لم يكن يهاجم النادي فحسب، بل كان يطعن كوكي مباشرة في أكثر ذكرياته إيلامًا، لقد كانت محاولة يائسة من لاعب يخسر المعركة الحالية، فلجأ إلى أمجاد معارك الماضي.
لم يبتلع كوكي الطعم، ولم ينجر إلى نقاش حول الماضي، بدلًا من ذلك، رد بضربة قاضية، قذيفة كلامية لم تكن موجهة لتاريخ النادي، بل مباشرة إلى قلب حاضر فينيسيوس ومستقبله المهدد، وبهدوء قاتل، نظر كوكي إلى فينيسيوس وقال له: "هو (كيليان مبابي) يأكل عليك عيشك. إنه الأفضل!".
هذه المشادة القصيرة كانت انعكاسًا دقيقًا لواقع الفريقين في تلك الليلة، فينيسيوس، الذي لم يجد حلولًا لاختراق دفاع أتلتيكو، بدا محبطًا وعاجزًا، فاضطر للتشبث بالماضي لأنه لم يكن يملك شيئًا في الحاضر ليقاتل به.
لقد استخدم كوكي بذكاء هذا الجدل الداخلي في ريال مدريد كسلاح ضد فينيسيوس، مستخدمًا نجمهم الجديد لإهانة نجمهم القديم.