ديربي الشمس يشرق لروما ونابولي .. ورانييري يريد تحويل قميص سعود عبد الحميد إلى "تراث"

وتشاء الأقدار أن يكون سير المباراة بطريقة درامية، بأن يأتي هدف الخصم بأقدام لاعب سابق في روما، وهو ليوناردو سبيناتسولا، الذي انتقل إلى نابولي في الميركاتو الصيفي الماضي، ووقع على أول أهدافه في شباك الجيالوروسي.

ولم تتوقف الدراما عند هذا الحد، بل استطاع سبيناتسولا أيضًا أن يدخل تاريخ نابولي، بالتوقيع على الهدف رقم 200 لفريقه، في تاريخ "ديربي الشمس" أمام روما، في جميع المسابقات.

وأثار المدرب كلاوديو رانييري، جدلًا واسعًا من جماهير روما، بعدما قرر الإبقاء على نجوم الفريق الأساسيين على مقاعد البدلاء، في بداية الديربي، وكأنه أراد أن يدّخر سهامه النافذة إلى الشوط الثاني، مثل ساليمايكرز وباريديس ودوفبيك وباولو ديبالا، والذين شارك بهم جميعًا في الشوط الثاني.

ورغم ذلك، إلا أن لاعبي روما نجحوا في إغلاق المساحات أمام المنافس، كما أجبروا نابولي على صعوبة بناء الهجمة، فضلًا عن التماسك الدفاعي من أجل التصدي للتحولات الهجومية، فيما كانت السمة الغالبة في اللقاء هي قلة التسديدات على المرميين، بواقع تسديدتين فقط لكل فريق.

وما أن تعاقد روما مع الظهير الهولندي ديفاين رينش، قادمًا من أياكس، حتى قرر الاعتماد عليه بصورة أساسية، ليخوض مباراته الثانية على التوالي، في ديربي الشمس.

واعتمد تكتيك رانييري على انطلاقات رينش وصنع الفرص الهجومية، مع التراجع سريعًا للدفاع، مع تواجد جيانلوكا مانشيني، الذي حمل شارة القيادة، في قلب الدفاع، ومحاولته لسد الجانب الأيمن لحين تراجع رينش.

هذه اللقطة لم تجدِ نفعًا لحظة الهدف، الذي استغل فيه لاعبو نابولي تقدم رينش، فضلًا عن هدية الحارس سفيلار الذي أخطأ بتقدمه لمواجهة سيناتسولا، قبل أن يضع "لوب" في المرمى.

فيما عدا ذلك، فإن رينش، الذي لعب 80 دقيقة، قبل أن يغادر الملعب ليشارك بالدانسي بديلًا له، استطاع أن يثبت تواجده بالسرعة في الانطلاق من الجهة اليمنى، والتوغل في العمق، لصنع الخطورة أمام الحارس ميريت، فيما قدم لقطة دفاعية بامتياز بالتصدي لتسديدة خطيرة من لوكاكو، وإبعادها أمام المرمى الخالي.

عادة ما تكتسب الأشياء قيمتها، من عنصر "الندرة"، فكلما بات الشيء أقل تكرارًا، كلما زادت قيمته على مدار السنوات، وهكذا يكون الأمر في بيع التحف التاريخية، التي تكتسب قيمتها من عبق التاريخ والحدث النادر الذي شهدته.

والسؤال هو "هل يتحول قميص سعود عبد الحميد الذي أودعه في أرشيف روما إلى تراث؟"، ذلك القميص الذي سجل به هدفًا في مرمى براجا البرتغالي، ليصبح أول لاعب سعودي يسجل بألوان روما.

هل سيؤثر بقاء سعود عبد الحميد على مقاعد البدلاء، على فرصه في صنع التاريخ بالملاعب الإيطالية، ليصبح ذلك القميص هو أغلى ما يقدمه مع الجيالوروسي؟، ذلك السؤال الذي ستجيب عنه الأيام المُقبلة، ونأمل أن يحدث العكس.