Pique Florentino PerezGoal Ar Only GFX

دوري الملوك "كاسر الملل" .. إمبراطورية "الحريفة" التي بناها بيكيه لتحدي "كرة الأثرياء" وتلبية ادعاءات بيريز!

في ساعات متأخرة من مساء أمس، الثلاثاء، تفاعل الجمهور العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع مواجهات شرسة ومثيرة، لم تكن في دوري أبطال أوروبا أو الدوريين الإسباني أو الإنجليزي، بل في دوري الملوك!

المواجهات كانت في نسخة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الابتكار الذي خرج بيه جيرارد بيكيه لنا، حيث تصدر فريق "تربو" المصري المشهد بعد فوزه المثير على فريق "ثري بي سي" بقياد الأردني عبسي 7/5 في إطار ربع النهائي.

وبعدها خسر تربو من "دي آر 7" بقيادة دربحة بنتيجة 6/3 ليتأهل إلى النهائي، من أجل اللعب أمام "إف دبليو زد" الذي يقوده فواز، بعد تغلبه على "إس إكس بي" بقيادة السعودي شونج بونج بنتيجة 2/1 بركلات الترجيح بعد التعادل بهدفين لكل فريق في الوقت الأصلي.

لحظة واحدة .. تربو، شونج بونج، فواز وعبسي؟ أين كيليان مبابي وإرلينج هالاند ومحمد صلاح وبيب جوارديولا وتشابي ألونسو وآرني سلوت وغيرهم؟

ما حدث كان دليلًا، على أن كرة القدم ستجذب انتباه الجميع، حتى وإن كان من يلعبها مجرد مؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعة من أصدقائهم المجهولين، وهنا كانت فكرة بيكيه وصديقه المؤثر إيباي يانوس!

  • FBL-EURO-2024-MATCH45-ESP-GERAFP

    كرة القدم للجميع

    دوري الملوك بنظامه البسيط الذي يقدم لنا نموذجًا من "العشوائية" المنظمة، أثبت مرة أخرى أنه ليس من الضروري أن تكون مشهورًا حتى تمارس كرة القدم ويراك العالم، ولست بحاجة إلى البدء من الصغر في الأكاديميات والكفاح لإثبات نفسك والحصول على الفرصة والدخول في سباق قد تتعرض فيه للظلم.

    الأسماء التي شاهدناها في دوري الملوك بكل النسخ سواء في الشرق الأوسط أو جميع القارات العالم، ليست معروفة للجميع سوى كصناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي أو لاعبين مغمورين.

    الفكرة ليست جديدة، هناك العديد من المقترحات الأخرى التي ظهرت ودورات تمت إقامتها في ملاعب خماسية بالصالات، من أجل فتح مجالًا جديدًا لممارسة اللعبة على مستوى مقارب من كرة القدم الاحترافية، ولكن كافة تلك الأفكار فشلت ولم ينجح سوى ما خرج لنا به بيكيه.

    الشكل والتنظيم والانتشار وكل شيء، يجبرك على التعامل مع الفكرة بجدية، على أنها متنفسًا للخروج من الإطار التقليدي لكرة القدم بقوانينها التي أصابت البعض بالملل، وتقنية الفيديو التي قتلت بعض متعتها، والنزاع المستمر حول اقتراح السوبر ليج.

    دوري الملوك على موقع الرسمي يفتح الباب أمام الجميع للانضمام إلى البطولة من خلال خاصية "tryouts"، وذلك من أجل الخضوع للاختبارات للتواجد ضمن مجموعة من أشهر المؤثرين في العالم، وهنا المشكلة، لماذا المؤثرين هم من يتصدرون المشهد؟

    ربما هم العنصر الأقوى لتسويق هذه البطولة ونشرها في مختلف أنحاء العالم، ووجودهم يبدو ضروريًا بهدف ترويجي، حتى وإن لم يكن مستواهم الكروي هو الأفضل، وبالتأكيد هناك مواهب أفضل لا تمتك نفس الشهرة بمواقع التواصل الاجتماعي يمكنها رفع مستوى المنافسات.

    وهو ما يضعنا أمام خيار آخر تم الاستعانة بهم بالنجوم السابقين والأساطير الذين اعتزلوا، للحصول على فرصة للتواجد بقوة على الساحة من جديد، بالإضافة إلى اللاعبين الذين لم يوفقوا في مسيرتهم الكروية، ولا يزال لديهم القدرة على العطاء خارج عالم الاحتراف الشاق والصعب، من خلال بطولة أقل تنافسية.

    كلما ازداد عدد هؤلاء في المستقبل، سيكون الاعتماد على المؤثرين أقل، ويمكن ظهور عدد أكبر من الأشخاص العاديين، الذين سيحصلون على فرصة التواجد في محفل دولي واسع الانتشار لامتلاكهم الموهبة فقط.

  • إعلان
  • لعبة "الحريفة" وقوانينها الجنونية

    قديمًا، ظهرت لنا كرة القدم للصالات أو "الكرة الخماسية"، والتي شهدت وجود اللاعبين أصحاب المهارة الفائقة أو "الحريفة" الذين يجيدون المرور في المساحات الضيقة، ولكنها لم تحتوي على الحرية الكافية في الملعب ولم تنتشر بالشكل الكافي، وجمهورها لا يزال محدودًا للغاية.

    دوري الملوك يُدمر تمامًا فكرة الكرة الخماسية، لأنه يتناسب مع كل متطلبات العصر، حرية داخل وخارج الملعب، مؤثرون يعرفون جيدًا ما يريده الجمهور ويقدمونه له، من احتفالات جنونية وقصف جبهات وتصرفات مثيرة للجدلل.

    المباريات تُلعب بـ7 لاعبين، وتتكون من شوطين مدة كل منهما 20 دقيقة، لا يوجد تعادل، يتم اللجوء فورًا إلى ركلات الترجيح التي تتسم بطابع مختلف، عن طريق بدأ اللاعب بالانطلاق من منتصف الملعب ثم الانفراد بالحارس، ويجب عليه تصويب الكرة خلال 5 ثوان، ولك أن تتخيل أن الجماهير هي من قامت بالتصويت على تلك اللوائح.

    وهناك أيضًا بعض الأمور الأخرى غير المألوفة، مثل البطاقة الصفراء عن طريق طرد اللاعب لمدة دقيقتين، كما أن البطاقة الحمراء تعني خروج اللاعب لمدة دقيقة واحدة ثم دخول بديلًا له.

    والأكثر جنونًا، هي الأهداف المزدوجة، حيث يتم احتساب أي هدف يدخل بداية من الدقيقة 39 بهدفين، مما يعطي قيمة أكبر للحظات الأخيرة.

    وهناك أيضًا أسلحة سرية، مثل ركلة جزاء يسددها رئيس النادي، وتضاعف الأهداف في الـ4 دقائق التالية، وإيقاف لاعبًا من الخصم لمدة 4 دقائق، بالإضافة إلى الجوكر والنرد الذي يتم رميه في الدقيقة 18، ويتم تطبيق نتيجته على الدقيقتين الأخيرتين من الشوط الأول.

  • Neymar Furia Kings League 2025Divulgação/Furia

    انتشار مُرعب

    كما قلنا من قبل، العديد من الأفكار ظهرت ولم تنجح وانتهت سريعًا، مما تسبب في عدم تعامل البعض بجدية مع ما قدمه بيكيه، ولكن الشكل الحالي للبطولة يؤكد نجاحها بشكل لا يُصدق وغير متوقع.

    دوري الملوك لديه نسخة في إسبانيا، المكسيك، إيطاليا، البرازيل، فرنسا، ألمانيا، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع بطولة كأس العالم للأندية التي تضم أفضل الفرق المشاركة، ويتم بثها في أماكن أخرى في مختلف أنحاء العالم، كما توجد نسخة تُعرف بدوري الملكات الخاص بالسيدات.

    بيكيه نجح كذلك في إقناع العديد من النجوم للتواجد كملاك، حيث يأتي إيكر كاسياس كمالك لنادي "1k FC" وسيرخيو أجويرو "Kunisports" وأيضًا صديقه إيباي يانوس صاحب نادي "بورسينوس إف سي".

    ويتواجد أيضًا بقائمة الملاك كل من خاميس رودريجيز، المؤثر جيك بول، خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو"، نيمار، أوريليان تشواميني وجول كوندي ومايك مينيا، لامين يامال، ياسر القحطاني، إيدين هازارد، ريو فيرديناند وأندريه شيفيتشينكو.

    وعلى مستوى اللاعب، ظهر أيضًا مجموعة من النجوم، مثل رونالدينيو، فرانشيسكو توتي، مارسيلو، أندريا بيرلو، هازارد، شيفيتشينكو، فالكاو "ليس المهاجم الكولومبي"، رادا ناينجولان، خافيير سافيولا، جابريل سيسييه، بابلو مافيو.

  • Florentino PerezGetty Images

    فلورنتينو بيريز أراد تلبية مطالب الشباب، ففعلها بيكيه

    خلال حديثه عن ضرورة إنشاء فكرة السوبر ليج، سبق أن قال بيريز رئيس ريال مدريد، إن الشباب بدأوا في الشعور بالملل من الشكل الحالي للمباريات والنموذج التقليدي لكرة القدم على مدار العام، مما دفع الاتحاد الأوروبي لتغيير شكل بطولاته، في الوقت الذي تم اتهام رئيس الميرينجي فيه بادعاء تلك المخاوف، خلف ستار اللهث وراء أرباح دوري السوبر.

    ولكن ما فعله بيكيه في 2023 كان أقوى، الجمهور حاليًا أصبح أغلبه لا يتابع 90 دقيقة من كل المباراة، البعض بدأ يعتمد على الملخصات، ويكتفي بمتابعة فريقه المفضل فقط بشكل منتظم وكامل.

    وهذا لأنك لا تضمن أن تضيع وقتك في 90 دقيقة، على فريقين لا تشجع أي منهم، وفي النهاية تجدها مباراة مملة رتيبة يعتمد فيها المدربين على الجوانب التكتيكية فقط.

    ولذلك، تماشيًا مع متطلبات العصر الحديث الذي يتسم بالسرعة، تبدو فكرة دوري الملوك كبديل مناسب، الجمهور لا يجلس أمام التلفزيونات للتركيز في كل مباراة 90 دقيقة مثلما كان يفعل في الماضي.

    دوري الملوك يمنحك تجربة قصيرة لمدة 40 دقيقة، بها كل ما تتخيله من أحداث غريبة ومثيرة وغير متوقعة وحرية لحدوث أي شيء وتغير النتيجة في لحظة.

    إذن الإجابة لم تكن عند الاتحاد الأوروبي، بل جيرارد بيكيه، الذي قام بتكوين إمبراطورية، ستلغي تمامًا الكرة الخماسية، وستخلق منافسًا لكرة القدم الاحترافية ببطولة بها جوائز مادية مغرية ويتم متابعتها بشغل بمختلف أنحاء العالم عبر أكثر من منصة.