دوجلاس لويز وأليشا ليمان في يوفنتوس .. كيف تحولت 'صفقة انتقال الأزواج' النادرة إلى كارثة خلال بضعة أشهر!

رحيل ليمان من فيلا لم يكن مهماً كما كان رحيل لويز، على الأقل من الناحية الكروية. في موسمها الأخير مع فريق كارلا وورد، لم تتمكن ليمان من تسجيل سوى هدفين في 15 مباراة في دوري السوبر للسيدات، ولم تقدم أي تمريرة حاسمة - وهو سجل سلبي بالنسبة للاعبة جناح.

الدولية السويسرية تتميز بالمرونة الكافية للعب في كلا الجانبين، لكنها كانت في الغالب على مقاعد البدلاء حيث فضلت وورد اللاعبتين أدريانا ليون وكيرستي هانسون. لم تعتبر فيلا ليمان شخصية أساسية، على الرغم من جاذبيتها التجارية، ولم تقف في طريقها عندما ظهرت يوفنتوس كاحتمال جديد للوجهة.

وفقاً ل"الديلي ميل"، طلب لويز من يوفنتوس التعاقد مع ليمان خلال مفاوضاته مع النادي، ولم يحتاجوا لكثير من الإقناع. من الناحية التسويقية، كانت الصفقة بديهية؛ حيث أن ليمان تمتلك 17 مليون متابع على إنستغرام، أكثر من أي لاعبة أخرى في كرة القدم النسائية.

والجناح السابق لوست هام وإيفرتون كان يؤمن بشدة أن تجربتها في دوري السوبر للسيدات ستساعدها بشكل كبير على تقديم مساهمة كروية مهمة في يوفنتوس. "لقد قضيت مسيرتي بأكملها في إنجلترا وقد تعلمت كثيراً على مدار هذه السنوات"، قالت في أول تصريح لها كلاعبة في يوفنتوس. "وصلت إلى هناك كطفلة صغيرة، والآن أصبحت أكثر نضجًا. في السنوات الأخيرة، تعلمت فهم اللحظات داخل اللعبة، وأعتقد أنني أستطيع أن أنقل ما تعلمته من خلال هذه التجارب إلى يوفنتوس."

كانت حالة لويز مختلفة تماماً؛ فقد كان واحداً من القادة الموثوقين في صفوف أوناي إيمري. لقد قدم لاعب الوسط ذو النشاط المكثف الكثير لفيلا في الهجوم والدفاع، وسجل 20 مساهمة تهديفية في جميع المسابقات في موسم 2023-24. في عالم مثالي، كان فيلا سيربط لويز بعقد جديد.

لكن عدم اليقين المالي أجبرهم على التصرف. كان فيلا في خطر خرق قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان عليه إجراء بيع كبير لتجنب خصم النقاط. بما لا يرغبون، تقرر التضحية بلويز الذي لم يُعتبر في نهاية المطاف جزءاً من مجموعة اللاعبين الذين لا يمكن المساس بهم في فيلا مثل إيميليانو مارتينيز، أولي واتكينز، جاكوب رامسي وإزري كونسا.

وفي الوقت نفسه، تمكن يوفنتوس من استعادة 18 مليون جنيه إسترليني (23 مليون دولار) من خلال إرسال صامويل إلينج-جونيور وإنزو بارينيكيا في الاتجاه المعاكس. كانت الصفقة منطقية لجميع الأطراف حيث جعلت البيانكونيري لويز توقيعهم الرئيسي في الصيف، ومنح اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً عقداً جذاباً لمدة خمس سنوات.

"من الجميل أن أتمكن من إخبار عائلتي، بمجرد أن أعتزل، أنني لعبت في يوفنتوس. يوفنتوس هو نادٍ ضخم وقد مر العديد من اللاعبين العظماء عبر هذا الفريق. هذا أقنعني بالقدوم إلى هنا"، قال لويز لـتوتو سبورت بعد إتمام الانتقال. في تلك المرحلة، كان يتوقع أن يكون رجلاً رئيسياً تحت الإدارة الجديدة لتياجو موتا فيما يخطط يوفنتوس للعودة المحتملة إلى قمة الدوري الإيطالي.

للأسف، كان أول موسم للويز في يوفنتوس كابوسًا كاملًا حتى الآن. اللاعب السابق لنادي فيلا شارك في تسع مباريات فقط، حيث بدأت مباراتين منها فقط كأساسي. لتزيد الأمور سوءًا، تسبب في ركلتي جزاء، واحدة كادت تكلف يوفنتوس جميع النقاط الثلاث في مواجهته بدوري أبطال أوروبا مع آر بي لايبزيج، وأخرى في الدقائق الأخيرة من مواجهة الدوري الإيطالي على أرضه مع كالياري التي منحت الزوار تعادلاً 1-1.

شهد نجم الولايات المتحدة ويستون مكيني، بالإضافة إلى نيكولو فاجيولي، مانويل لوكاتيلي وتوين كووبماينرز، الذي وقع صيفًا، دقائق أكثر انتظامًا من لويس. امتنع موتا عن انتقاد البرازيلي في العلن، لكن إل بيانكونيرو أُبلغ أنه كانت لدى المدير الفني مخاوف بشأن لياقته البدنية والتكتيكية في بداية الموسم.

قال موتا في أغسطس: "يجب أن يقوم لاعبو الوسط بكل شيء. الدفاع، الهجوم، معرفة كيفية تمرير الكرة، التدخل والتسجيل. لدينا هنا لاعبين أقوياء فقط وجميع اللاعبين في الوسط والذين سيبقون هنا سيتمكنون من القيام بكل شيء." ربما يجادل لويز بأنه لم يحصل على فرصة مناسبة لتحقيق هذه المتطلبات، لكن مشاكل اللياقة البدنية أثرت أيضًا على اللاعب السابق لمانشستر سيتي.

تعرض لويس لشد عضلي قبل هزيمة يوفنتوس 1-0 في دوري أبطال أوروبا أمام شتوتغارت في 22 أكتوبر، وغاب عن آخر ثماني مباريات للنادي، بما في ذلك عودة محتملة إلى فيلا بارك يوم الأربعاء. لعب يوفنتوس وفيلا تعادل 0-0 في مسابقة أوروبا الرئيسية بينما شاهد لويز المباراة من صندوق في تيرينتي رود ستاند مع عائلته، بعد أن طار إلى المملكة المتحدة بشكل منفصل عن فريق موتا.

على عكس لويز، تبدو ليمان مستقرة على الأقل في تورينو. تقدم للمشجعين نظرة على حياتها في يوفنتوس من خلال تحديثات منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي من التدريبات، وتبدو مشهورة بين زميلاتها الجدد.

"أنا سعيدة جدًا لكوني هنا. الفتيات لطيفات ونساعد بعضنا البعض في الملعب؛ أعتقد أنني اتخذت أفضل قرار"، قالت ليمان في مقابلة في سبتمبر مع " لا جازيتا ديلو سبورت". عندما تم الضغط عليها بشأن تصور البعض لها كعارضة أكثر منها لاعبة كرة قدم، أضافت: "أنا لاعبة كرة قدم، وأبذل قصارى جهدي في الملعب. الوقت الذي أقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي لا يقارن بعملي في الملعب. كرة القدم هي كل حياتي."

سجلت ليمان هدفين في أول 11 مباراة لها في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس، بما في ذلك نهاية ذكية في مباراتها الأولى في الفوز المثير 6-3 على ساسولو. لكن ست من تلك المشاركات جاءت من مقاعد البدلاء، حيث تجد نفسها في نفس الوضع الذي كانت فيه في فيلا، مجرد لاعبة احتياطية ضمن منافسة قوية على الأماكن في المناطق الهجومية.

مدرب البيانكونيري ماسيميليانو كانزي لا يبدو بالتأكيد أن لديه ثقة في ليمان عندما يتعلق الأمر بأكبر المباريات. خسر يوفنتوس على أرضه وخارجها أمام أرسنال في دوري أبطال أوروبا وأيضًا هزيمتهم من قبل بايرن ميونخ، لكن ليمان لم تُشرك حتى كبديلة. وتم تجاهلها أيضًا في الفوز الأوروبي الوحيد ليوفنتوس على فالرينغا.

تم تأكيد إقصاء يوفنتوس بالفعل، وأي دقائق قد تحصل عليها ليهمان في آخر مباراتين بالمجموعة ستكون فقط حتى يتمكن كانزي من إبقاء نجوم الفريق الأول منتعشين. قد تكون كرة القدم شغف ليهمان الرئيسي، لكنها لم تثبت نفسها بعد على أعلى مستوى.

سيكون مفاجأة كبيرة إذا لم تكن ليمان لا تزال لاعبة في يوفنتوس بعد نافذة الانتقالات الشتوية، بغض النظر عما إذا كانت تظل مجرد خيار احتياطي لكانزي. لكن مستقبل لويز القصير الأجل أقل وضوحاً بكثير.

كالتشيو ميركاتو ذكر أن يوفنتوس قد يعير لويز مرة أخرى إلى فيلا، حتى يتمكن من استعادة ثقته في محيط مألوف. قد يكون هناك بعض الحقيقة في القصة أيضا.

تم سؤال المدير الرياضي لأستون فيلا مونشي عن إمكانية انتقال لويز للعودة إلى الديار في الفترة التي سبقت مباراة دوري الأبطال مع يوفنتوس، وأعطى إجابة مفاجئة. قال مونشي لجازيتا: "إنه صانع ألعاب. كل كرة تخرج من قدميه لها معنى. بعد وداعه استثمرنا جيداً، لكنني سأعيد دوجلاس دائماً، لأي نادٍ. إنه قوي جداً."

قد يواجه لويز قراراً صعباً في العام الجديد. يمكنه أن يستمر في يوفنتوس ويحاول إقناع موتا، لكن لن يكون ذلك سهلاً. في فيلا، ربما سينضم مباشرة إلى تشكيل إيمري الأساسي، لأنهم فقدوا بعض التوازن منذ خروج لويز، وقد يستمتع بفرصة رد الجميل للمشجعين الذين اعتبروه سابقًا رمزًا.

من الممكن أيضًا أن تؤدي أسباب شخصية خارج كرة القدم إلى تغيير في الظروف بالنسبة للويس وليمان. كان هناك انتهاك أمني مقلق في محل إقامتهما في تورينو الشهر الماضي، عندما استدعت الشرطة في الساعات الأولى من الصباح.

وفقًا لجازيتا، عاد لويس من اللعب في فوز يوفنتوس 1-0 على لاتسيو في الساعات الأولى ليجد المنزل في حالة فوضى، وأطلق الإنذار. وقام اللصوص بسرقة 11 ساعة تخص لويز وقلادات ماسية تخص ليمان بقيمة إجمالية تبلغ 500,000 يورو. كان المنزل فارغًا عندما حدثت السرقة حيث كان ليمان أيضًا في الخدمة للمباراة، لكن الحادثة بلا شك تركت الزوجين مذعورين.

التكيف مع الحياة في بلد جديد ليس سهلاً. على الرغم من أن ليمان قد أخبرت سابقًا جازيتا أنها ولويس "يشعران براحة كبيرة" في إيطاليا، فقد يكون هناك جزء منهم يفتقد منطقة الراحة الخاصة بهم في إنجلترا. عودة 'نقل الأزواج' إلى فيلا بشكل غير مسبوق غير مرجح تماماً، مع ذلك.

إذا استمر لويز في البقاء خارج تشكيل موتا، فإنه سوف يميل بطبيعة الحال إلى بدء استكشاف خيارات الخروج. إنه في ذروة مسيرته، واللاعب بمهارته لن يرغب في إضاعة ثانية منها. أما ليمان، فلا تمتلك نفس الوضعية في لعبة النساء؛ فقد تستمر في الفوز بالدوري الإيطالي مع البيانكونيري هذا الموسم وتكون مرتاحة بمساهمتها البسيطة.

قد تتباعد طرق لويز وليمان في يناير. انتقالهما المشترك إلى يوفنتوس لم يسر وفق الخطة حتى هذه اللحظة، هذا مؤكد.