من دموع دكة البدلاء إلى الفوز باللقب .. إندريك مستقبل ريال مدريد يكتب التاريخ في الدوري البرازيلي

نجح ريال مدريد في التوقيع مع نجم بالميراس خلال كأس العالم 2022 مقابل 60 مليون يورو وبالتنسيق مع نفس الكشاف الذي وجد فينيسيوس جونيور ورودريجو وفيديريكو فالفيردي.

وكان ريال مدريد يريد ضم اللاعب منذ فترة إلى جانب العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، ولكن في النهاية وافق اللاعب على الانضمام للفريق الملكي.

لم يكن من المضمون أن يكون اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول وكان لدى بالميراس عدد من الخيارات الأكثر خبرة من إندريك.

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

لكن ذلك تغير بعد بيع دانيلو وجوستافو سكاربا، إلى نوتنجهام فورست في يناير، وأدى رحيلهم إلى ظهور إندريك وتألقه.

عانى الشاب البرازيلي بعد أن وافق على عرض ريال مدريد، حيث فشل في تسجيل الأهداف لفترة طويلة، فقد بدأ ثماني مباريات من أصل 10 في افتتاح الموسم، ولم يسجل أي مساهمة في الأهداف، وأهدر أربع فرص حقيقية.

تم تصوير إندريك، وهو يبكي على مقاعد البدلاء بسبب فشله في تسجيل الأهداف لفترة طويلة وانتشرت صورة نجم ريال مدريد المستقبلي ليخرج مدير أعماله ويعترف بأنه كان يجب عليه "احتضان إندريك" بعد استبعاده من المسابقة، كما دعا المدير الفني إلى التحلي بالصبر مع نجمه، مدركًا جيدًا الضغوط التي يتعرض لها بسبب صفقة انتقاله لريال مدريد التاريخية.

كافح إندريك، للعودة إلى مستواه مرة أخرى وبسبب مقارنته بأنه مثل النجم جابرييل جيسوس منذ صغره، نظرًا لقصر قامته نسبيًا وبنيانه القوي، اعترف إندريك نفسه بأنه لا يرى ذلك.

ولم تساعد وسائل الإعلام البرازيلية اللاعب ونشرت عددًا من التقارير له بلقب "بيليه الجديد"، وهي الفكرة التي سارع إلى رفضها.

وقال إندريك في تصريحات صحفية: "أحيانًا أسأل نفسي لماذا هناك الكثير من القصص عني؟ لم أطلب هذا هناك مواقف تتجاوز الحدود "إنه بيليه الجديد" لا أحد سيكون بيليه، إنه ملك كرة القدم".

تحسن أداء النجم البرازيلي بعد جفاف تهديفي استمر إلى 12 مباراة، وكان شهر أبريل بمثابة نقطة تحول فتم إعادته إلى الفريق من قبل المدرب فيريرا، وكافأ مدربه بسلسلة من العروض القوية لافتتاح الموسم حيث سجل ثلاثة أهداف في مبارياته الأربع الأولى.

كانت هناك أزمات مستمرة بين اللاعب وناديه بسبب رفضهم السماح له بالمشاركة في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة على الرغم من طلبه الانضمام لمنتخب البرازيل وتم حرمان زميله أيضًا فيتور روكي، من هذه الفرصة.

كان من المتوقع أن ينخفض أداء النجم البرازيلي مجددًا وعانى إندريك من مسيرة صعبة أخرى خلال الصيف، حيث فشل في تسجيل الأهداف في 12 مباراة متتالية، ولم يهز الشباك لمدة شهرين بعد أن سجل هدف التعادل الحاسم أمام أتليتيكو بارانينسي بقيادة روكي في أوائل يوليو.

وفقد المدرب ثقته في إندريك وأبقاه على مقاعد البدلاء في خمس مباريات منفصلة هذا الصيف.

تعرض المهاجم دودو، الذي ساهم بـ 10 أهداف لبطل الدوري البرازيلي، لإصابة خطيرة في الركبة في أغسطس، وأدى ذلك إلى عودة إندريك مجددًا وتم إشراكه كبديل أمام كورينثيانز في 3 سبتمبر، وكان له تأثير قوي، حيث خلق عددًا من الفرص.

وسقط النجم البرازيلي في الدقيقة 92، بعد تدخل قوي عليه في الركبة جعل فريق ريال مدريد يشعر بالقلق من قوة الإصابة وتأثيرها على نجمهم المستقبلي.

بحلول نهاية شهر أكتوبر، كان إندريك في رصيده ستة أهداف في 29 مباراة بجميع المسابقات، وأظهر لمحات من الجودة، ولكن لم يكن غريز الإنتاج، وقد انفجر في نوفمبر عندما بدأ السباق على اللقب يشتد.

وسجل إندريك أربعة أهداف في 10 أيام، بما في ذلك هدفين في طريق الفريق لحسم اللقب ضد بوتافوجو، وتألق اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا في هذه المباراة، وساهم بهدفين لا يُنسى، مما أدى إلى تتويج فريقه بالبطولة في النهاية.

على الرغم من تألقه إلا أن استدعائه للمنتخب البرازيلي من جانب المدرب المؤقت فرناندو دينيز، كان مفاجئًا، وأنضم إندريك للمرة الأولى للمنتخب قبل مباراتين حاسمتين في تصفيات كأس العالم.

وحصل إندريك، على فرصة ولكنه لم يلعب لأكثر من 20 دقيقة في مواجهتي البرازيل ضد كولومبيا والأرجنتين، وتعرض المنتخب للهزيمة في المواجهتين.

ورغم أن إندريك، لم يكن مسؤولاً عن هذه الهزائم ولكن لم تكن أفضل بداية له على الصعيد الدولى.

يعتبر فريق بالميراس محظوظًا بالحصول على لقب الدوري البرازيلي للمرة الثانية على التوالي، لأنه كان من المفترض أن يتوج فريق بوتافاجو بلقب الدوري الأول له منذ عام 1995، لكنه خاض 10 مباريات متتالية دون تحقيق أي فوز مما أدى إلى تبخر آماله قبل الجولة الأخيرة.

وتوج فريق إندريك بالبطولة بجدارة بعد فوزه بثمانية مباريات من آخر 11 مواجهة، ووصل لأعلى مستوياته في المرحلة الحاسمة من الموسم، ويمكن قول الشيء نفسه عن إندريك، الذي سجل ستة أهداف في آخر ثماني مباريات وأنهى موسم الدوري برصيد 11 هدفًا ليصبح أصغر لاعب منذ نيمار يحقق ذلك في الدوري البرازيلي.

وبعد موسم من الصعود والهبوط، أنهى إندريك الموسم وهو يحمل الكأس وأمامه مستقبل باهر وبطولات جديدة سيتوج بها.