Hansi Flick Julio Tous Barcelona GOAL ONLYGOAL AR

صنع وحوشًا تحوّلت إلى قطط ضعيفة! .. خوليو توس "مهندس برشلونة الأول الذي أصبح خنجرًا في ظهر هانز فليك"

عندما يخرج عمل مسرحي ما بشكلٍ مبدع، تتجه جميع الأنظار إلى الممثلين الذين صعدوا على خشبة المسرح، مع حصولهم على إشادة كبيرة للغاية؛ لكننا يجب هُنا أن نتوقف قليلًا، ونتساءل: "هل هذا النجاح نتاج الأشخاص الذين ظهروا أمام المشاهدين فقط؟!".

الإجابة بالطبع ستكون "لا"، فهُناك جيش من العاملين الذين يقفون وراء الستار؛ فكما يُقال: "الناس ينسبون العظمة إلى صاحب الإنجازات، لكن في الحقيقة هي نتيجة لجهود آلاف الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس".

هذا ما ينطبق على فريق برشلونة الأول لكرة القدم؛ الذي قدّم إلينا عرضًا فنيًا مبهرًا موسم 2024-2025، كلله بالحصول على الثلاثية المحلية في إسبانيا "الدوري، كأس الملك والسوبر".

وكان برشلونة قريبًا جدًا من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا؛ لولا بعض التفاصيل البسيطة التي جعلته يسقط أمام نادي إنتر، في المربع الذهبي.

وحصل الألماني هانز فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، على الإشادة الأكبر بعد أداء ونتائج الفريق في 2024-2025؛ خاصة أنه استلم فريقًا متهالكًا، من سلفه الإسباني تشافي هيرنانديز.

أيضًا.. توجهت الأنظار إلى العديد من المواهب الشابة في برشلونة، الذين أبدعوا في مباريات الموسم الماضي بالكامل؛ على رأسهم لامين يامال وبيدري جونزاليس وباو كوبارسي، بالإضافة إلى بعض النجوم المخضرمين مثل روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا دياز.

إلا أنه كان هُناك اسم يعمل وراء الكواليس، يعود إليه الفضل الأكبر فيما حققه العملاق الإسباني في الموسم الماضي؛ وهو المعد البدني للفريق خوليو توس.

  • Julio Tous BarcelonaGetty Image/ Goal AR

    رحلة خوليو توس من برشلونة 2004 حتى العودة بعد 10 سنواتٍ كاملة!

    خوليو توس المعد البدني الإسباني البالغ من العمر 53 سنة؛ بدأ العمل في نادي برشلونة عام 2004، في عهد المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد.

    واستمر توس في برشلونة لمدة 6 أشهر فقط، وتحديدًا من يناير إلى يونيو 2004، ليتنقل بعدها بين عديد الأندية؛ مثل: "سامبدوريا، ريال سرقسطة، يوفنتوس، تشيلسي، إنتر وتوتنهام هوتسبير"، إلى جانب منتخب إيطاليا.

    وبعد رحلة دامت 9 سنوات تقريبًا بين الفرق - سالفة الذكر -، تم طرح اسم توس للعودة إلى برشلونة مجددًا؛ وذلك في الموسم الأخير للمدير الفني الإسباني تشافي هيرنانديز، في 2023-2024.

    طرح اسم توس وقتها، كان بمبادرة من المدير الرياضي لنادي برشلونة ديكو؛ الذي رأى أن عمل المعدين البدنيين في جهاز تشافي "ضعيف جدًا"، ما يؤدي إلى انهيار اللاعبين في المباريات بعد الدقيقة 70.

    ومن ناحيته.. رفض تشافي مزاعم ديكو - وسط حرب غير معلنة بين الثنائي -؛ حيث تمسك المدير الفني الشاب آنذاك بجميع مساعديه، مع عدم انضمام توس إلى جهازه.

    وبمجرد إقالة تشافي من القيادة الفنية لبرشلونة صيف 2024، والتعاقد مع المدرب الألماني هانز فليك؛ تم طرح اسم توس مجددًا، للانضمام إلى جهاز العملاق الإسباني الكبير.

    وعكس تشافي.. وافق فليك على طلب ديكو، بانضمام خوليو توس إلى جهازه الفني؛ بل أنه أعطى ثقة مطلقة إلى هذا المعد، قائلًا له: "أريدُ برشلونة (قوي بدنيًا)، بحيث يستطيع اللاعبين تحمل ضغط المباريات وتنفيذ طريقتي في اللعب".

    كلمات فليك كان لها وقع السحر على المعد البدني الإسباني المخضرم؛ حيث شعر بأهميته الكبيرة داخل هذا الكيان الرياضي العريق، ليبدأ رحلة العمل الذي تكلل بنجاحٍ كبير.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-GIRONAAFP

    خوليو توس.. عندما تحوّل نجوم برشلونة إلى "وحوش" موسم 2024-25

    بعد استعراض رحلة المعد البدني الإسباني خوليو توس، من ظهوره الأول مع نادي برشلونة في 2004 حتى العودة بعد 10 سنواتٍ كاملة؛ سنتحدث الآن عن أسلوب عمل هذا العالم الفسيولوجي الكبير.

    توس يرى بأن لكل جسم "لغة خاصة به"، وأن سر الأداء المثالي لأي لاعب فوق أرضية الملعب؛ يكمن في فهم هذه اللغة.

    لذلك.. فلسفة توس في إعداد لاعبيه، تعتمد على مجموعة من العناصر المهمة؛ يُمكن تلخيصها على النحو التالي:

    * أولًا: تدريبات مبتكرة؛ باستخدام "تقنيات دولاب الموازنة، البكرات وأجهزة الاهتزاز"، لتقليل خطر الإصابات وزيادة قوة العضلات اللامركزية.

    * ثانيًا: الاستفادة من التكنولوجيا؛ باستخدام "التحليل الجيني للاعبين"، لتحديد أحمال التدريب المناسبة وتوقيت اللعب المثالي لكل مباراة.

    * ثالثًا: المراقبة المستمرة؛ من خلال تتبع حياة اللاعبين خارج أرضية الملعب، خاصة نظام التغذية وأوقات النوم.

    هذا الأسلوب حوّل نجوم برشلونة إلى "وحوش" في موسم 2024-2025؛ حيث وجدنا اللاعبين الذين كانوا ينهارون مع المدير الفني الإسباني تشافي هيرنانديز في الدقيقة 70، يركضون ويقاتلون على كل كرة حتى إطلاق صافرة نهاية المباريات مع المدرب الألماني هانز فليك.

    نعم.. نجوم برشلونة نجحوا في كثير من مباريات الموسم الماضي، في تحويل تأخُرهم في النتيجة إلى فوز؛ وذلك في الدقائق الأخيرة.

    أيضًا.. شاهدنا لاعب مثل متوسط الميدان الإسباني الشاب بيدري جونزاليس، والذي كان منتهي بدنيًا ويتعرض لعديد الإصابات؛ يُشارك في جميع مباريات برشلونة الموسم الماضي، بل ويهاجم ويدافع حتى الدقيقة الأخيرة بنفس المستوى.

    كل هذا يعود إلى أسلوب خوليو توس البدني؛ إلى جانب تحليل لغة جسد اللاعبين - مثل بيدري وغيره -، مع وضع البرنامج المناسب لكل منهم.

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بعد موسم واحد.. خوليو توس يصبح المتهم الأول داخل نادي برشلونة!

    ما ذكرناه في السطور الماضية، عن عمل المعد البدني الإسباني خوليو توس في نادي برشلونة؛ ظهر كما ولو كان اختفى تمامًا، في الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

    نعم.. فريق برشلونة الأول لكرة القدم يُعاني كثيرًا في الموسم الحالي؛ وهو ما تجلى في نقطتين مهمتين للغاية، على النحو التالي:

    * أولًا: كثرة الإصابات التي تضرب نجوم الفريق.

    * ثانيًا: الضعف البدني وعدم القدرة على مجاراة سرعة المنافسين.

    وإذا نظرنا إلى النقطة الأولى؛ سنجد أن برشلونة يدخل كل مباراة منذ بداية موسم 2025-2026، وهو يُعاني من 4 أو 5 غيابات على الأقل.

    وعانى جميع لاعبي برشلونة من إصابات، في الموسم الرياضي الحالي؛ بداية من الحارسين جوان جارسيا ومارك أندريه تير شتيجن، مرورًا بالمدافعين ونجوم الوسط "باو كوبارسي، جول كوندي، أليخاندرو بالدي، مارك كاسادو، بابلو جافي، بيدري جونزاليس، داني أولمو وفيرمين لوبيز".

    ولم ينجُ نجوم خط الهجوم أيضًا من الإصابات؛ وعلى رأسهم "لامين يامال، فيران توريس وروبرت ليفاندوفسكي"، إلى جانب معاناة البرازيلي المتألق رافينيا دياز لأسابيع عديدة.

    أما بخصوص النقطة الثانية.. سنشاهد أن نجوم برشلونة أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة، في تطبيق أفكار المدير الفني الألماني هانز فليك فوق أرضية الملعب؛ خاصة أسلوب التسلل والضغط العالي على الخصم.

    طبعًا هذه الصعوبات تأتي بسبب تراجع مجهود معظم اللاعبين، في الموسم الرياضي الحالي؛ بدرجة جعلتنا نرى كثير من المنافسين، يتجاوزون نجوم برشلونة بسهولة - في الصراعات البدنية وسباقات السرعة -.

    وفي تقرير حديث لـ"راديو كتالونيا"؛ تم ذكر اسم المعد البدني الإسباني خوليو توس، كمتهم أول في التراجع البدني لنجوم برشلونة خلال الموسم الحالي 2025-2026.

    وكشف التقرير عن أن هُناك استياء في غرفة ملابس برشلونة، بسبب التحضير البدني؛ حيث يرى الكثير من النجوم أن العمل في هذا الجانب لا يتم بالشكل الكافي، وهو ما يجعلهم عرضة للإصابات.

    وحسب نفس التقرير.. هُناك تغيّر في نظام وأسلوب الإعداد البدني في الموسم الحالي، عما كان عليه الأمر في العام الرياضي الماضي؛ مثل: استبدال الأوزان الثقيلة بالشرائط المرنة والكرات السويسرية.

  • Hansi Flick (C)Getty Images

    سلاح ذو حدين.. خوليو توس قد يصبح أداة تقضي على هانز فليك في برشلونة

    ومن حيث توقفنا في السطور الماضية، سنستكمل حديثنا الآن؛ بخصوص كثرة إصابات نجوم فريق برشلونة الأول لكرة القدم، والتراجع البدني في المباريات.

    الكثيرون قد يستغربوا من هذا الأمر، خاصة أن برشلونة لم يشارك في بطولة كأس العالم للأندية 2025، عكس بعض الأندية الأوروبية الكبيرة؛ لذلك.. كان من المتوقع أن يكون نجوم العملاق الإسباني، في أتم جاهزية صحية وبدنية.

    ومن هُنا.. أصبح يوجد لغز كبير بشأن عمل المعد البدني خوليو توس، في الموسم الرياضي الحالي 2025-2026؛ وهو الأمر الذي حاول المدير الفني الألماني لنادي برشلونة هانز فليك من تقليل حدته، بالقول: "كل الفرق ستتعرض للإصابات، وطالما نحن نُعاني من هذا الأمر في بداية الموسم وليس أوقات الحسم، فأنا لا أشعر بالقلق".

    ورغم تصريحات فليك الذي حاول فيها التقليل من مخاوف جمهور برشلونة؛ إلا أنه هو نفسه قد يدفع الثمن، إذا واصل نجوم الفريق الأول بهذا الشكل البدني حتى الوصول إلى مرحلة الحسم.

    بمعنى.. إذا وصل برشلونة إلى مرحلة الحسم في الموسم الحالي، ولا يزال نجوم الفريق الكبار يتعرضون للإصابات، بل ويلعب بعضهم بمشاكل بدنية؛ فإن مسألة التتويج بالألقاب، ستكون صعبة جدًا.

    ومع فرق بحجم برشلونة وريال مدريد، إذا تم الخروج من الموسم بـ"صفر ألقاب"؛ فإن المدير الفني هو أول من يدفع الثمن فورًا، وذلك بإقالته من منصبه.

    نعم.. مسألة إقالة فليك من القيادة الفنية لبرشلونة، مستبعدة جدًا في الوقت الحالي؛ خاصة بسبب العلاقة القوية التي تجمع رئيس النادي جوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو به، وأيضًا النجاحات التي حققها في الموسم الماضي.

    لكن يجب أن لا ننسى أن برشلونة مُقبل على انتخابات رئاسية صيف 2026؛ لذلك إذا لم يحقق الفريق الأول النجاحات المرجوة في الموسم الحالي، لابد أن يكون هُناك "كبش فداء".

    وهُنا.. سيكون توس هو كلمة السر في برشلونة؛ حيث أنه إذا أعاد الفريق لـ"صورة الوحش" الذي كان عليه في الموسم الماضي، فمن المؤكد أن النهاية ستكون سعيدة في 2025-2026.

    أما إذا واصل نجوم برشلونة الانهيار البدني، فإن كل شيء قد يضيع في النهاية؛ وبالتالي سيكون توس هو الأداة التي تقضي على هانز فليك، ربما.